قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هبة الله زاده..حكاية رجل أرق عيون العالم وأصاب الجميع بالخوف

هبة الله آخوند زاده زعيم حركة طالبان
هبة الله آخوند زاده زعيم حركة طالبان
×

أعلنت حركة طالبان سيطرتها على مدينة أسد آباد عاصمة ولاية كونار شرقي أفغانستان، بالتزامن مع زحف مسلحي الحركة في كل أنحاء البلاد للسيطرة على المزيد من المدن الكبرى.
وسيطرت الحركة على مدينة بولي علم عاصمة ولاية لوغار الواقعة على بعد 50 كم من جنوب كابول، وسيطرت على حوالي نصف عواصم الولايات الأفغانية، كل هذا في أقل من 8 أيام.
وشهدت الأيام الماضية تطورات خطيرة على الأرض في أفغانستان بعد إعلان الولايات المتحدة سحب قواتها العسكرية وبعثتها الدبلوماسية، وعلى إثر ذلك تقدم مقاتليطالبانبشكل سريع جدا وسيطروا على عدد كبير جدا من عواصم الولايات الأفغانية، حتى أصبح عناصر الحركةعلى مشارف العاصمة الأفغانيةكابول.
ومع مواصلة الحركة زحفها نحو كابل، سيطرت حالة من القلق والخوف على المجتمع الدولي خشية تحقيق كابوس سقوط الحكومة الأفغانية وتولي طالبان زمام الحكم كاملا في البلاد، وهو ما يعتبره بعض المراقبين تقوية لشوكة الحركات الإسلامية الأخرى المنتشرة حول العالم وتمثل خطرا على السلم والأمن الدولي.

وفيما يلي يقدم لكم موقع "صدى البلد" بعض المعلومات عن هبة الله زاده زعيم حركة طالبان في السطور التالية:

تولى هبة الله آخوند زاده زعامة حركة طالبان الأفغانية في 26 مايو 2016 بعد أن تم تعيينه في هذا المنصب من قبل مجلس الشورى الحركة خلفاً لزعيم الحركة السابق أختر محمد منصور الذي قتل في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار في 22 مايو 2016.

ويقال إن هبة الله زاده قاتل ضد القوات السوفيتية وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان وعمل رئيساً لمحكمة عسكرية في كابول تحت حكم مؤسس طالبان وزعيمها الروحي الملا محمدعمر.

وتحت قيادة هبة الله زاده وقعت طالبان اتفاق سلام تاريخي مع الولايات المتحدة في قطر في 29 فبراير 2020 ووصف هبة الله آخوند زاده الاتفاق بأنه "انتصار كبير" للجماعة.

ومنذ 1 مايو 2021 صعدت طالبان عملياتها العسكرية ضد القوات الحكومية وسيطرت على مساحات شاسعة من أفغانستان.

معلومات شخصية عن هبة الله زاده

ولد هبة الله زاده في 19 أكتوبر 1967،بمنطقة باجواي في ولاية قندهار بأفغانستان.

يُعتقد أنه أحد الأعضاء المؤسسين لحركة طالبان وكان مساعداً مقرباً لمؤسس الجماعة الملا محمد عمر.

شارك هبة الله زاده في المعارك ضد الحكومة الأفغانية الموالية لروسيا بزعامة محمد نور ترقي والتي وصلت إلى الحكم في أبريل 1978 وفقا للسيرة الذاتية الرسمية التي نشرتها الحركة. في النهاية فر من أفغانستان إلى باكستان المجاورة حيث استقر في مخيم "جنغل بير أليزاي" للاجئين في مقاطعة بلوشستان الحدودية.

ويقال إنه أمضى أواخر الثمانينيات في محاربة القوات الروسية وتعليم "المجاهدين" أثناء القتال ضد السوفييت في أفغانستان حسب رواية طالبان.

في عام 1996 عينه زعيم طالبان السابق الملا محمد عمر رئيسا لمحكمة عسكرية في كابول، ونجح بالفعل هبة الله زادة في "استعادة القانون والنظام" في البلاد، وإن تطبيقه للحدود الشرعية لعب دوراً رئيسياً في هذا المجال.

وفي أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001 لعب هبة الله زاده لعب دوراً "فاعلاً وقيادياً" في "إحياء وتنظيم الجهاد" ضد الولايات المتحدة وقوات التحالف في الحرب في أفغانستان، حسب الحركة.

وفي 30 يوليو 2005 تم تعيين هبة الله زادة نائباً لزعيم الجماعة الجديد الملا أختر محمد منصور بعد تأكيد وفاة مؤسسها وزعيمها الروحي الملا محمد عمر.

في 22 مايو 2015 قتل زعيم طالبان الملا أختر محمد منصور في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار بالقرب من مدينة كويتا في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان على الحدود الأفغانية.

وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، فقد استهدف منصور أثناء سفره في قافلة سيارات بالقرب من بلدة أحمد وال في عملية شاركت فيها عدة طائرات بدون طيار.

كما أكدت الاستخبارات الأفغانية مقتل منصور في بيان لها قائلة: "كان منصور تحت المراقبة عن كثب منذ فترة ،حتى تم استهدافه مع مقاتلين آخرين عندما كانوا على متن سيارات تقلهم".

زعامة طالبان

وفي 25 مايو 2015 أكدت طالبان مقتل زعيمها الملا أختر منصور في غارة أمريكية بطائرة مسيرة لأول مرة وعينت هبة الله زاده قائدا جديدا لها.

وقال المتحدث باسم الجماعة ذبيح الله مجاهد في بيان له إن تعيين الزعيم الجديد للحركة تقرر في اجتماع لـ "شورى" قادة طالبان.

هبه الله زاده

وفي واحدة من أولى تصريحاته العلنية قال هبة الله زاده في 30 يوليو 2016 إن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية ممكن إذا تخلت عن حلفائها الأجانب، وخاطبها قائلاً: "إن دعمكم وانحيازكم للغزاة يشبه عمل تلك الوجوه البغيضة التي دعمت في الماضي البريطانيين والسوفييت، طالبان لديها برنامج لتوحيد البلاد في ظل الشريعة الإسلامية و"أبواب العفو والغفران مفتوحة".

وأفاد تلفزيون شمشاد الأفغاني المملوك للقطاع الخاص في سبتمبر من عام 2016 أن مجموعة عسكرية منشقة بقيادة مولوي نقيب الله هونر أعلنت الجهاد ضد طالبان بعد تعيين هبه الله زاده زعيماً لها، متهمة إياه بتولي هذا المنصب بأمر من المخابرات الباكستانية.

ونشر موقع "صوت الجهاد" التابع لطالبان السيرة الذاتية لهبة الله زاده في ديسمبر 2016 وأورد بالتفصيل ولادته وعائلته، والتعليم الديني الذي تلقاه و"جهاده"، وأنه لعب "دورا رائدا وفعالاً في إحياء البلاد وتنظيمها ضد الغزاة الجدد" في أعقاب الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001.

وأصدر زاده بياناً في 26 فبراير 2017 دعا فيه الأفغان إلى زراعة الأشجار في أفغانستان، مسلطاً الضوء على أهمية ذلك في الشريعة الإسلامية، وجاء في البيان إن: "زراعة الأشجار تلعب دوراً مهماً في حماية البيئة والتنمية الاقتصادية وتجميل الأرض"، مضيفًا أن "الله عز وجل ربط حياة الإنسان بالنباتات، فالنباتات تعيش على التربة بينما الإنسان والحيوان يعيش على النباتات، إذا تم القضاء على زراعة النباتات وزراعة الأشجار فإن الحياة نفسها ستتعرض للخطر".

طاغية طالبان

ونشر تنظيم الدولة الإسلامية في 24 مارس 2017 فيديو دعائيا بعنوان "على أبواب المعارك الملحمية" وصف فيه هبة الله زاده بـ "طاغية طالبان".

وبعد أشهر قليلة من فيديو "الدولة الإسلامية" أصدر فرع القاعدة في شبه القارة الهندية في 25 يونيو 2017 وثيقة بعنوان "مدونة السلوك" حدد فيها ايديولوجيته وأولوياته، وأوضح أنه ملزم ببيعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري لأخوند زاده ، وأن "أهم هدف" للقاعدة هو دعم طالبان، كما جاء في الوثيقة أن القاعدة في بلاد الرافدين تقاتل أعداء طالبان خارج أفغانستان بينما تقاتل في الوقت نفسه إلى جانبها داخل البلاد وحثت الجماعات الجهادية الأخرى على مبايعة زاده.

ووافقت حركة طالبان في 9 يونيو 2018 على وقف مؤقت لإطلاق النار مع الحكومة الأفغانية بعد إعلان الرئيس الأفغاني أشرف غني في وقت سابق عن وقف إطلاق النار مع الجماعة المسلحة.

في 29 فبراير 2020 وقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاق سلام في قطر.

وأصدرت الحكومتان الأمريكية والأفغانية إعلاناً مشتركاً تلتزم فيه واشنطن بتقليص وجودها العسكري في البلاد إلى 8600 جندي في غضون 135 يوماً واستكمال انسحاب القوات المتبقية في غضون 14 شهراً بحلول 1 مايو/ أيار 2021.

اتفاق السلام

وأصدر موقع "صوت الجهاد" بيانا نقل فيه عن هبة الله زاده وصفه لاتفاق السلام مع الولايات المتحدة بأنه "نصر كبير"، كما أعلن زاده أن طالبان ستعفو عن كل من "شارك في الأعمال العدائية ضد الإمارة الإسلامية (طالبان) أو أي شخص لديه تحفظات على الإمارة الإسلامية".

في 20 مارس 2020 أصدرت القاعدة بيانا من ثلاث صفحات هنأت فيه طالبان على اتفاق السلام الأخير الموقع مع الولايات المتحدة. وهنأ البيان صراحة أخوندزادة على "النصر التاريخي" الذي قالت إنه "أجبر الولايات المتحدة على سحب قواتها المحتلة من أفغانستان والامتثال للشروط التي يمليها مجاهدو طالبان".

كما حث البيان علماء المسلمين والشعب الأفغاني على الالتفاف حول طالبان ودعم الجماعة في بناء دولة إسلامية تحكمها الشريعة وحث الجهاديين في مختلف أنحاء العالم على اتخاذ طالبان نموذجاً يحتذى به.

وأصدرت طالبان رسالة مطولة قبل عطلة عيد الفطر في 20 مايو 2020 حث فيها زاده الولايات المتحدة على "المضي قدما" نحو تنفيذ الاتفاق الموقع في الدوحة في 29 فبراير، وقال زادة في البيان: "الإمارة الإسلامية (طالبان) ملتزمة بالاتفاقية الموقعة مع أمريكا وتحث الطرف الآخر على احترام التزاماته وعدم السماح لهذه الفرصة الحاسمة بأن تضيع هباءً".

حكومة إسلامية نقية

وأصدر هبة الله زاده في 28 يوليو 2020 بيانا بمناسبة عيد الأضحى قال فيه إن الجماعة على وشك "إقامة حكومة إسلامية نقية" وأوضح أن طالبان أوفت بالتزاماتها الواردة في اتفاقية السلام التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة في 29 فبراير وحث الولايات المتحدة على إظهار "الجدية والإهتمام والحصافة" في عملية السلام الجارية في البلاد.

في 14 فبراير الماضي أفاد موقع "هشت أي سوبة" الخبري أن هبة الله زاده ورئيس شؤون المخابرات بالجماعة الملا مطيع الله ومدير الشؤون المالية للجماعة حافظ عبد المجيد قتلوا جميعاً في انفجار في مدينة كويتا الباكستانية قبل أشهر، لكن ما ينفي ذلك أنه في 24 فبراير 2021 أصدر زاده مرسوماً يطلب فيه من أعضاء طالبان الامتناع عن "معاقبة" الأشخاص دون حكم قضائي، وتجنب التقاط مقاطع فيديو أو صور لهذه العقوبات التي يتم تطبيقها.

كما حذر مؤخراً في رسالة له على موقع "صوت الجهاد" أعضاء الجماعة من "الغرور" بسبب مكاسبهم الأخيرة.