الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.سلامة عمر يكتب: رسالتي في الماجستير

صدى البلد

انطلاقًا من مبدأ أهمية التربية للنشء لأنَّهم هم مُستقبلُ الأُمَّة وعمادُها.
رسالتي للماجستير رسالة علمية وليست مجرد تحقيق لمخطوط أكتبه وأقوم بتخريج أحاديثه، بل كان الهدف من رسالتي أن تراعي الواقع، وأن تكون إضافة جيدة للبحوث العلمية يستفيد منها القائمون على التربية ومقدمو برامج الأطفال.
أيها القارئ.. 
    هل فكرت يومًا في تأثير التليفزيون على أولادك؟ أنا أجيب بالنيابة عنك... بالطبع فكرت، ولكن لا حلول عملية أستطيع أن أقدمها.
إذا كان للتليفزيون آثار سلبية على طفلك فهل تستطيع أن توفر بديلًا جيدًا يراعي قيمنا وتقاليدنا ومبادئنا؟ بالطبع لا تستطيع توفير البديل الجيد، فكان دور علماء التربية في تقييم البرامج المقدمة للأطفال والوقوف على نقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لتجنبها، والقيام بوضع تصور شامل لقنوات تليفزيونية مثالية للأطفال تخضع لإشراف تربوي تتضمن ببرامجها القيم التربوية، كما تسهم في إثراء فكر الطفل وحسه، وتنمية رصيده اللغوي، ومساعدته في مواجهة مشكلاته اليومية، وتنمية قدراته الإبداعية، وتدعيم القيم الإيجابية، وتنمية الإحساس بالانتماء الوطني لديه، فكانت رسالتي باختيار قناة تليفزيونية للأطفال تحظى بمشاهدات كبيرة في الوطن العربي تتجاوز مشاهداتها ثمانية ملايين مشاهدة؛ لتقييم برامجها والخروج بتصور كامل عن قناة تليفزيونية للأطفال تساهم في صناعة مستقبل هذه الأمة، ولقد أشرف على رسالتي علمان من علماء التربية في مصر والوطن العربي أولهما معالي الأستاذ الدكتور محمد عبد السلام العجمي –حفظه الله- أستاذ ورئيس قسم أصول التربية كلية التربية بالقاهرة جامعة الأزهر الشريف، والآخر هو الأستاذ الدكتور أبو بكر عبيد زيدان –رحمه الله- أستاذ أصول التربية كلية التربية بالقاهرة جامعة الأزهر ولم يألوا جهدًا ولم يبخلا بعلمهما ووقتهما لخدمة العلم والاهتمام بهذا الموضوع للمساهمة في تشكيل الشخصية المسلمة المنتجة المبدعة المنتمية لوطنها وأمتها، كما شارك في مناقشة الرسالة الأستاذ الدكتور سامي نصار عميد كلية الدراسات العليا جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور سمير خطاب أستاذ أصول التربية كلية التربية بالقاهرة جامعة الأزهر، وقد حصلت على تقدير ممتاز مع التوصية بطبع الرسالة بين الجامعات والمراكز البحثية، وقد طلبت مجموعة من المؤسسات البحثية الدولية والقنوات الفضائية نسخة من الرسالة؛ للاستفادة من نتائجها وتوصياتها.
وكما نعلم أن التليفزيون يستحوذ على اهتمام كبير من جانب الجماهير، خاصة الأطفال الذين يميلون إلى قبول المعلومات التي تظهر فيه، ويمكن إرجاع ذلك إلى أن الطفل يستمد، خبراته ومعارفه في الأغلب عن طريق حاستي العين والأذن، ومن ثم تبقى المادة الإعلامية المصورة في مقدمة ما يجذب انتباهه، وتعود هذه الجاذبية إلى أن آليات فسيولوجية معينة في العينين والأذنين والدماغ، تستجيب للمثيرات المنبعثة من شاشة التليفزيون، بصرف النظر عن المضمون المعرفي للبرامج؛ لذا يأخذ التليفزيون وقتًا طويلًا من حياة الطفل، ولما كان لتلك القنوات من أهمية بالغة في بناء الأطفال وتشكيل شخصياتهم، فإنه من الضروري أن تتوافق برامجها مع متطلبات الهوية العربية الإسلامية، وقد ظهرت القنوات الفضائية الإسلامية لتقدم البديل الإعلامي الناجح والمتميز، والذي يهتم بالطفولة ويلبي احتياجاتها ويحمل روح ومعدن الأمة من خلال الرسالة الإصلاحية العصرية التي يقدمها، وتهتم القنوات بالمشاهد من حيث عرض البرامج التي تعتني بالأسرة المسلمة عمومًا وبالطفل بصفة خاصة، فهي تقدم البديل الإسلامي الراقي الناهض لطفولة مثالية، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات أذكر منها:
إن المسئولين بهذه القنوات يقدمون مضمون هذه البرامج بالاعتماد علي ما يدور بذهن المعد، دون تخطيط أو تحديد للأهداف، ومن هنا جاءت القيم غير متوازنة فهناك قيم جاء الاهتمام بها بنسبة عالية وقيم أخري لم تنل إلا نسبة ضئيلة، فكان ضرورة القيام بعمل تصور كامل عما يجب أن تكون عليه قنوات وبرامج الأطفال، وضرورة وجود هيئة استشارية تضم متخصصين في تربية الطفل، في كل من الإعلام والتربية وعلم النفس؛ لتقوم بالتخطيط للبرامج واخضاعها للمراجعة والإشراف والمتابعة والتقييم، وأن يكون هناك اتصال بين من يقومون بالتخطيط ووضع الأهداف، ومن يقومون بتنفيذها، وذلك لمعرفة الإمكانيات والقدرات المتاحة للتنفيذ؛ لتكون الأهداف قابلة للتطبيق.
وختامًا أستطيع القول إن التليفزيون رفيق يشغلك بقدر ما تحتاج إليه، فهو الشاشة الصغيرة التي تجعل العالم بأسره بين يديك فيطلق عليه الباحثون الأمريكيون لقب الأب الروحي للطفل، والآن أصبح الإنترنت في العصر الحالي أشد خطورة على الأطفال من التليفزيون فيجب تشديد الرقابة وعدم ترك الأطفال أمامه في غرف مغلقة، وأهمية الحرص على أن استخدمه في مكان مفتوح أمام أعين الكبار، وفي نهاية مقالي لا أدعى الكمال في رسالة الماجستير فالكمال لله وحده، وحسبي أنني اجتهدت وأخلصت، فإن أصبت فالفضل من الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.