قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن البرزخ هو الحد الفاصل بين الحياة والموت الذي يمنع الأرواح من الرجوع إلى الدنيا، ففي قوله تعالى في سورة المؤمنين: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [المؤمنون:99-100],.
وأضاف علي جمعة، عبر صفحته على “فيس بوك”، أن عقائد غير المسلمين مثل الديانات الشرقية تدعي ما يسمى بـ تناسخ الأرواح؛ فهذا لا يعنينيا لأن لدينا حقائق من القرآن والسنة, وتبين الآية حقيقة وجود البرزخ، وأن الروح لا تعود مرة أخرى.
استشهد علي جمعة، بما أخرجه الإمام أحمد في مسنده (164/3), والترمذي الحكيم في نوادر الأصول (671/1) حديث (924) -واللفظ له- عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وإن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الموتى، فإن كان خيرا استبشروا به, وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم لا تميتهم حتى تهديهم كما هديتنا). ورواه أيضا الإمام أبو داود الطيالسي حديث (1794) من حديث جابر بن عبد الله مرفوعا, ورواه أيضا الطبراني في المعجم الكبير (129/4) وفي الأوسط (53/1) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنهم أجمعين.
ونوه علي جمعة إلى أن النسائي أخرجعن أبي هريرة رضي الله عنه:أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:... فذكر الحديث: وفيه: (فيأتون به أرواح المؤمنين, فلهم أشد فرحا من أحدكم بغائبه يقدم عليه, فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ فيقولون: دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية) أخرجه النسائي في المجتبي (8/4) في كتاب (الجنائز) باب (ما يلقي به المؤمن من الكرامة عند خروج نفسه) حديث (1833), وابن حبان في صحيحه (284/7) حديث (3014), والحاكم في المستدرك (352/1-353) حديث (1302). ويؤخذ من هذه الأحاديث ما استغربه الأستاذ وأنكر وجوده لعدم معرفته به.
وأوضح أن الروح عند المسلمين وعند كل أهل الأديان لا تفنى بخلاف الملاحدة والماديين، مستشهدا بقول الإمام القرطبي في التذكرة (ص160 من طبعة مطبعة دار الفاروق): وكل من يقول: إن الروح تموت وتفنى فهو ملحد, وكذلك من يقول بالتناسخ: إنها إذا خرجت من هذا ركبت في شيء آخر: حمار أو كلب أو غير ذلك. وإنما هي محفوظة بحفظ الله: إما منعمة وإما معذبة. (انتهى كلام القرطبي).