استجابة الدعاء .. الدعاء سلاح المؤمن في جميع أوقاته، وهو أصل العبادة، وأشارت السنة النبوية إلى مكانته وأهميته، وهو عبادة سهلة، وكل إنسان قادر على القيام بها، والتقرّب من خلالها إلى الله عز وجل، وحتى تستجاب دعوة العبد منا، عليه أن يتوسل إلى الله بعمل صالح من الأعمال الصالحة التي عملها بإخلاص وحب لله وبنية صادقة لله فتذهب إلى الله متوسلاً إليه بما فعلت.
ومن أفضل الأعمال التى يتقرب بها العبد لله تعالى هو تفريج كرب الآخرين، فتفريج كربة الغير جزائه كبير عند الله عز وجل ويعطيه الله الجزاء الأوفى فى الدنيا والآخرة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مَن نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كُرَب الدنيا، نفَّس الله عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، واللهُ في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطَّأ به عمله لم يسرع به نسبه))، فتفريج الكرب أجره كبير وفى مقابلتها ستر العورات، وهذه من صفات المؤمنين.
وعلينا أن نتوسل إلى الله بأعمالنا الصالحة في رمضان وغير رمضان، ونجبر خواطر الناس وان ننفق ونعبد الله ثم توسلوا إليه في دعائنا وأعمالنا الصالحة فهي طريقة رائعة للدخول على الله وإجابة الدعاء.
من اراد ان تستجاب دعوته فعليه بهذا العمل
قال مجمع البحوث الإسلامية،إن -رسول الله صلى الله عليه وسلم- أوصانا وأرشدنا إلى كل ما فيه الخير والفلاح في الدنيا، وكل ما يبلغنا الجنة في الآخرة.
وأضاف المجمع، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر)).
إذا كنت فى كرب وهم فعليك بقراءة هذه السور
قال الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يجب أن يكون المسلم دائمًا فى عبادة لله سبحانه وتعالى لأن أى شئ يتقرب به المسلم للمولى عز وجل قد يكون سببًا فى تفريج كربه.
وأضاف «فخر »، خلال لقائه بفيديو مسجل له، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا صعب عليه أمرًا قام الى الصلاة، كذلك قراءة القرآن بها شفاء للصدور، ولكن سورة الإسراء لها ميزة فى هذا الامر لأنها وقعت فى حادثة الإسراء والمعراج وكان بها تفريج لقلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قالت السيدة عائشة -رضى الله تعالى عنها- فى سورة الإسراء (( ما كان رسول الله ينام حتى يقرأ سورة بني إسرائيل "التى هى سورة الإسراء" وسورة الزمر))، فربما تكون سورة الإسراء لها ميزة فى تفريج الكروب وتهدئة القلوب والنفوس وخصوصًا انها نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى هذه المعجزة الخالدة.
أسرار استجابة الدعاء
قال مجمع البحوث الإسلامية إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.
وأضاف المجمع، فى منشور له، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وليسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة والله سبحانه وتعالى أكرم أن يرد ما بينهما.وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الدعاء لا يشترط فيهالصلاة على النبي، ولكن ورد أن الصلاة على النبي في أول الدعاء وفي آخره، أرجى لأن يقبل الله ويستجيب لصاحبه.
وقال أمين الفتوى، في البث المباشر لصفحة دار الإفتاء المصرية على فيس بوك، إنه من الممكن أن نقول في بداية الدعاء "بسم الله والصلاة والسلام علىرسول الله، اللهم صل على سيدنا محمد ، ويكمل الدعاء" وفي نهاية الدعاء يقول "وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم".
كيفية استجابة الدعاء
وعد الله - تعالى- عباده بإجابة الدعاء، ولكن هذه الإجابة لها أسباب، وقد تؤخَّر إجابة الدعاء لحكمة بالغة، فإما أن تستجاب الدعوة في الدنيا، أو أن أنها تؤخر إلى الآخرة، أو أن الله يصرف عن العبد فيها شرًا، فالله -حكيم عليم- بما يقدره؛ و لكى يستجاب دعاء الانسان يجب عليه أولًا الأخد بأسباب الإجابة الواردة فى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة:
- تحرّي الأوقات الشريفة للدعاء؛ كيوم عرفة، وشهر رمضان، وليلة القدر، ووقت السحر، وما بين الأذان والإقامة.
- استغلال حالات الضرورة التي يمر بها الإنسان في حياته، فإنه يدعو ربه في هذه الأوقات بتضرع وتذلل واستكانة.
- حضور مجالس الذكر، ففيها الدعاء مستجاب، ومغفور لأهلها ببركة جلوسهم فيها.
- العلم بأن الله يجيب للمضطر والمظلوم إذا دعاه، وكذلك لمن يدعو لأخيه في ظهر الغيب، وللوالدين، والمسافر، والمريض، والصائم، والإمام العادل.
- الإخلاص لله في الدعاء، وحسن الظن به، فإن الله لا يستجيب لمن دعاه بقلب غافل.
- حضور القلب أثناء الدعاء، والتدبر في معاني ما يقوله الداعي.
- الصبر وعدم تعجل إجابة الدعاء.
- التوبة من كل المعاصي، وإعلان الرجوع إلى الله.
آداب استجابة الدعاء
- بعد أخذ الانسان بالأسباب السابق ذكرها لاستجابة الدعاء؛ يوجد عدد من الآداب التى يستحب له المحافظة عليها لكى يكون دعاءه مستجابًا- بإذن الله تعالى- وهى :
- البدء بحمد الله والصلاة على رسوله - صلّى الله عليه وسلّم-، والختم بذلك، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «إذا صلَّى أحدُكم فليبدَأْ بتحميدِ ربِّهِ والثَّناءِ علَيهِ، ثمَّ يصلِّي علَى النَّبيِّ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ-، ثمَّ يدعو بعدُ بما شاءَ».
- الدعاء في الرخاء والشدة، فمَن أحب أن يستجيب الله -سبحانه- له وقت الشدائد، فليكثر من الدعاء في حالة الصحة والفراغ والعافية، لأن من صفات المؤمن وشيَمه أنه دائم الصلة مع الله.
- عدم الدعاء على الأهل، أو المال، أو الولد، أو النفس، فقد نهى رسول الله عن ذلك.
- إخفات الصوت أثناء الدعاء ما بين المخافتة والجهر، قال تعالى: «ادعوا رَبَّكُم تَضَرُّعًا وَخُفيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ المُعتَدين ».
- التضرع إلى الله أثناء الدعاء، والضراعة من الذل والخضوع والابتهال.
- الإلحاح في الدعاء، وهو الإقبال على الشيء والمواظبة عليه؛ فالعبد يكثر من الدعاء ويكرره، ويلحّ بذكر ألوهية الله وربوبيته، وأسمائه وصفاته، وذلك من أعظم ما يطلب به الدعاء.
-التوسّل إلى الله بأنواع التوسل المشروعة؛ كالتوسل باسم من أسماء الله أو بصفة من صفاته، أو التوسل إلى الله بعمل صالح قام به الداعي، أو التوسل إلى الله بدعاء رجل صالح.
- الاعتراف بالذنب والنعمة وقت الدعاء.
- عدم تكلف السجع في الدعاء.
- الدعاء ثلاثًا، واستقبال القبلة، ورفع اليدين أثناء الدعاء، والوضوء قبل البدء بالدعاء إن كان ذلك ميسرًا على الداعي.
- من خشية الله تعالى، وإظهار الافتقار إلى الله، والشكوى إليه.