- طالبان على مشارف العاصمة الأفغانية كابول
- واشنطن تقلص وجودها الدبلوماسي بعد تقدم طالبان
- مخاوف دولية من سيطرة الحركة المسلحة على كابول خلال وقت قصير
باتت طالبان على مشارف العاصمة الأفغانية كابول، حيث تقدم مقاتلو الحركة المتطرفة في أفغانستان بشكل متسارع، وسط قلق دولي واسع اضطر بعض القوى الغربية لإعادة الحسابات تجاه تلك الأراضي الغارقة في الصراع.
واصلت حركة طالبان توسعا في أفغانستان، الجمعة، حيث أصبحت على بعد 50 كلم من كابول، عقب السيطرة على مدينة بولي علم عاصمة لوجار، وذلك بعد ساعات قليلة من سقوط قندهار ثاني مدن البلاد على بعد 150 كيلومترا إلى الشرق منها.
من جانبه، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أن قواته أحكمت سيطرتها على مدينة ترين كوت، مركز ولاية أروزكان، مؤكدا استسلام حاكم الولاية وقائد الشرطة المحلية إلى المسلحين.
وأعلن متحدث طالبان سقوط مدينة "فيروزكوه" مركز ولاية غور، في قضبة الحركة، مشيرا إلى التحاق عناصر الجيش والشرطة والمسؤولين في الحكومة المحلين إلى الحركة.
علاوة على ذلك، استولى مسلحو طالبان على مرافق استراتيجية، منها مقر حاكم الولاية، في مدينة بل علم، مركز ولاية لوكر الواقعة وسط البلاد جنوب شرقي العاصمة كابول، موضحا أن حاكم لوكر، عبد القيوم رحيمي، وأفراد فريقه التحقوا بالحركة.
ويقول وكا لو بريستي، رئيس منظمة بانجيا للإغاثة الإيطالية العاملة في أفغانستان إن طالبان اقتربت لمسافة 50 كلم من العاصمة كابول، مؤكدا أن المسلحين قطعوا صباح اليوم الكهرباء عن المدينة.
وأضاف أن 22 امرأة أفغانية يعملن لصالح منظمته في كابول لا يستطعن الآن إعادة شحن هواتفهم ولم يتضح حجم الانقطاع بعد.
تحركات دولية
تسيطر حركة طالبان على عواصم 18 من أصل الولايات الأفغانية الـ34، فيما سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا اإجلاء رعاياهما ودبلوماسييهما من البلاد، خوفا من سقوط كابول في يد الحركة.
وفي ظل تسارع الأحداث، أعلنت واشنطن نشر 3 آلاف جندي في مطار كابول الدولي للمساعدة في إجلاء الدبلوماسيين والمواطنين الأمريكيين.
كما أعلنت بريطانيا نشر نحو 600 جندي بشكل موقت في أفغانستان لمساعدة موظفي سفارتها في كابول على مغادرة البلاد وسط التقدم العسكري السريع لحركة طالبان.
فيما حذرت ألمانيا من أنها ستوقف مساعداتها المالية للتنمية في حال سيطرت طالبان على البلاد، بينما دعت وزارة الخارجية الفرنسية رعاياها لمغادرة أفغانستان في أسرع وقت ممكن.
أما النرويج فقررت هي الأخرى قف العمل بسفارتها في العاصمة الأفغانية كابول بشكل مؤقت، مؤكدة أنها ستحضر دبلوماسييها والموظفين المحليين وأسرهم إلى البلاد.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" اضطرت الولايات المتحدة للدخول في مفاوضات مع طالبان، وسط تقارير استخباراتية تؤكد قرب سقوط كابول في يد طالبان.
وقالت الصحيفة نقلا عن 3 مسؤولين أمريكيين إن المبعوث الأمريكي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد هو الذي يقود المفاوضات حاليا، ويحاول انتزاع تأكيدات من طالبان بأنها لن تهاجم السفارة الأمريكية في كابول، حال استولت الحركة المسلحة على العاصمة وأرادت الحصول على مساعدات أجنبية.
وتأتي تلك المفاوضات في محاولة لتجنب الإخلاء الكامل للسفارة الأمريكية في كابول، في ظل التقدم المتسارع لطالبان وسيطرتها على عدد كبير من المدن الأفغانية.
وأكدت الخارجية الأمريكية أنها ستعيد جزءا غير محدد من 1400 موظف أمريكي في مقر السفارة الأمريكية، وذلك في إطار تقليص وجودها الدبلوماسي هناك.
وتأمل واشنطن في أن تسمح حركة طالبان بالإبقاء على السفارة الأمريكية مفتوحة، وبعيدة عن أي أعمال عنف، وذلك مقابل مساعدات مالية أو أي مساعدة أخرى، وفقا للصحيفة، لكن طالبان ترغب في أن ينظر إليها باعتبارها ممثل شرعي للسلطة في أفغانستان.
في المقابل، يؤكد مسؤول أمريكي كبير أن حركة طالبان ستفقد أي شرعية لها، إذا استولت على العاصمة كابول وأزاحت الحكومة الأفغانية من السلطة.