EN 
عمر بن الخطاب هو من يضرب به المثل في قيام دولة العدل وتحسين الأمور المعيشية للمواطنين، فهو يُعد النموذج الأسمى في بناء دولة حديثة متطورة ويحيا فيها المواطنون حياة كريمة، فما نشاهده اليوم من الاهتمام بالبنية التحتية، والارتقاء بالحالة المعيشية للناس، والمحافظة على المياه من خلال تبطين الترع الذي حظيت به أكثر القرى احتياجًا وخاصة قرى الصعيد التي عانت من الإهمال الشديد طيلة فترات طويلة، لهو أمر جاء على نهج عمر بن الخطاب.
فقد قام عمر_ رضي الله عنه_ بشق قناة تصل بين البحر الأحمر ونهر النيل، وهو ما كان يعرف باسم خليج أمير المؤمنين وقد أُنجز المشروع في ما يقارب الثمانية أشهر.
وأيضًا قام بشق قناة مائية لإيصال ماء نهر دجلة للبصرة، مسافتها ثلاثة أميال، فقد اهتم عمر_ رضي الله عنه_ اهتمامًا بالغًا بشق الخلجان والقنوات، وإقامة السدود وبناء الجسور.
وأما ما يخص تمهيد الطرق الذي يعد ركيزة أساسية في إعداد البنية التحية فهو مما يساعد على التواصل السهل والسريع بين المدن والقرى بل ومحافظات الجمهورية بأكملها، فنشاهد هذه المشروعات العملاقة من شق الطرق ورصفها وإنشاء العديد والعديد من الكباري تسهيلًا لأمور المواطنين في المجتمع المصري جاءت أيضًا على نهج عمر فكان _رضي الله عنه يقول_ لَوْ هَلَكَ حَمَلٌ مِنْ وَلَدِ الضَّأْنِ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ، ضَائِعًا ؛ لَخَشِيتُ أَنْ يَسْأَلَنِي اللَّهُ عَنْهُ " أخرجه بن أبي شيبة في مصنفه برقم( 34486).
وأيضًا طلب_ رضي الله عنه_ من سعد أن يأمُر أبا الهياج بن مالك أن يجعل الشوارع عرض كل منها أربعون ذراعًا وعرض الأخرى ثلاثون ذراعًا ويأمره أيضًا بأن لا تضيق الشوارع عن عرض عشرون.
وأما الإنجاز العظيم وهو بناء العواصم والمدن الجديدة بالكامل فقد أمر عمر_ رضي الله عنه_ ببناء مدينتي البصرة في العراق، والفسطاط( حي مصر القديمة الآن)، كما قام الولاة علي هذه المدن الجديدة ببناء المساجد فيها، فبني عمرو بن العاص مسجده الموجود في القاهرة بمكانه الحالي، وكذلك مسجد الجامع الذي اختطه سعد بن أبي وقاص بالكوفة، والمسجد الجامع بالبصرة الذي اختطه عتبة بن غزوان_ رضي الله عنهم جميعًا_
فهو نفس الوضع عندما نجد في كل مدينة جديدة يبني فيها المرافق الخاصة بها من مساجد ومدارس ووحدات صحية.
فرحم الله عمر، وأحسن عمل من سار على نهجه، وألحقنا بهم على خير.
