لا تزال أزمة التغيرات المناخية تطل برأسها ولا يزال الوضع يزداد سوءا بعد سوء، حيث ارتفعت درجات لـ تسجل أرقاما قياسية وغير مسبوقة في مناطق مختلفة من العالم.
فبين عشية وضحاها بات العالم يواجه كوارث وأزمات حال استمرارها أكثر من ذلك سوف تؤدي إلى هلاك الملايين من البشر، بل قد تؤدي إلى فناء الكوكب بمن عليه من بشر وحجر.
التغيرات المناخية ألقت بظلالها على كوكبنا، وأصبحنا كل يوم على موعد مع حرائق تلتهم آلاف الهكتارات من الأراضي وفيضانات مدمرة تأخذ في وجهها الأخضر واليابس، تزيل الحجر قبل البشر.
تخوف كبير يسيطر على العالم أجمع من تفاقم التغيرات المناخية بعد أن نشرت لجنة المناخ بالأمم المتحدة تقريرا تقول فيه أن «غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي مرتفعة بما يكفي لضمان اضطراب المناخ لـ عشرات إن لم يكن لمئات السنين».
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي يتساءل فيه كثير من المصريين عن تأثير التغيرات المناخية المتوقعة على مصر، ومدى تأثر البلاد بها، في ظل مخاوف من غرق أجزاء من الدلتا، وتهديد التنوع البيولوجي في مصر والعالم؟.
أرقام قياسية في درجات الحرارة
وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة إيمان شاكر، مدير مركز الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد الجوية، إن «التغيرات المناخية أثرت على العالم وليس مصر وحدها، وهناك بعض المناطق التي تتعرض للأمطار والفيضانات والسيول، فيما توجد مناطق أخرى تتعرض للتصحر، وبعضها يتعرض للحرائق مثل تركيا والجزائر واليونان».
وأشارت «شاكر» في تصريحات لـ«صدى البلد»، إلى أن «العالم يشهد في العام الجاري 2021 ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث سجلت درجات الحرارة في كندا 50 درجة مئوية، واليونان 47 درجة، والكويت 54 درجة، والجزائر 49 درجة»، مؤكدة أن «الارتفاعات في درجات الحرارة كبيرة والأرقام غير مسبوقة وهو ما نتج عنه حرائق هائلة».
مناخ غير مسبوق في مصر
وأكدت مديرة مركز الاستشعار عن بعد بهيئة الأرصاد الجوية، أن التغيرات المناخية أثرت على مناخ وطقس مصر، وشهدت بعض المحافظات والمدن المصرية ظواهر غير معتادة في السنوات العشر الماضية، مثلما حدث في 12 مارس 2020، عندما ضربت البلاد موجة من الأمطار القوية والغزيرة لم نشهدها من عام 1994، بجانب العواصف الترابية خلال الأعوام 2016 و2017 و2018 التي أصابت الطرق ومناحي الحياة بالشلل.
شتاء مصري قارص
وأشارت إلى أن «هناك بعض الموجات الحارة التي شهدتها البلاد في عام 2015 و2020، بجانب صيف 2021 الذي أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أنه الأعلى والأشد في درجات الحرارة مقارنة بآخر 5 أعوام.
ولفتت أن «مصر شهدت أيضا شتاء غير مسبوق منذ سنوات، وانخفضت درجات الحرارة وتساقطت الكرات الثلجية الصغيرة، والتي ظهرت في الإسكندرية ومطروح ورشيد والبحيرة وبعض المناطق الجديدة في القاهرة»، مؤكدة أن «كل الظواهر والموجات غير المسبوقة وحدثت نتيجة للتغيرات المناخية».
مستقبل المناخ
وأكدت الدكتور إيمان شاكر أنه في حالة استمرار العالم في نفس معدلات استخدام الملوثات والفحم والوقود، سنشهد تزايد في التغيرات المناخية، والتى سوف تؤثر على العالم بصورة أسوأ مما نعيشها الآن.
واختتمت: «خلال المؤتمر المناخي الذي سيعقد في شهر نوفمبر القادم سيتم التأكيد على ضرورة تكاتف دول العالم والاتجاه إلى الطاقة النظيفة وزيادة الرقعة الزراعية للحفاظ على كوكب الأرض والعالم».