دخلت إسبانيا والبرتغال إلى حالة تأهب بسبب مخاوف العلماء من مصدر محتمل لزلزال كبير ونشاط تسونامي في المنطقة، بعدما كشف باحثون من المعهد الإسباني للعلوم البحرية عن مصدر محتمل لنشاط زلزالي مدمر في جنوب غرب شبه الجزيرة الأيبيرية.
وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة "كوميونيكيشن ايرث أند انفيرونمينت" حدد العلماء صدعًا في قشرة الأرض قد يكون هو المتسبب في زلزال لشبونة العظيم عام 1755. وتشير التقديرات إلى أن الكارثة، التي بلغت ذروتها 8.5 درجة على مقياس ريختر، قتلت نحو 50000 شخص –مما يجعلها أكبر كارثة تدميرية في تاريخ أوروبا.
ووفقًا لسارا مارتينيز لورينت، باحثة في المعهد والكاتبة الرئيسية للدراسة، فإن موقع الصدع وهندسته يتطابقان مع مصدر زلزال عام 1775 وينذر بوقوع زلزال آخر بقوة 8.5 درجة على طول مثل هذا الصدع بتداعيات وخيمة على مستقبل البحر المتوسط.
وعندما ضرب زلزال لشبونة منذ ما يقرب من 250 عامًا، كادت الحرائق وموجات تسونامي أن تمحو المدينة البرتغالية من على وجه الكوكب.
ويحدث تسونامي عندما يتسبب زلزال تحت الماء أو ثوران بركاني في إزاحة كميات كبيرة من المياه، مما يؤدي إلى إرسال موجات يصل ارتفاعها إلى 100 قدم (30 مترًا) باتجاه السواحل.
وقال المعهد الإسباني للعلوم البحرية: "كل هذه المعرفة ذات صلة خاصة على مستوى المراقبة والحماية المدنية، حيث توجد مجموعة من الصدوع النشطة في المنطقة شبيهة بتلك التي تسببت في زلزال 1755 والتي قد يكون لها القدرة على إحداث زلازل ذات آثار محتملة على الساحل الإسباني أكبر مما كان يعتقد سابقًا".
وأضاف: "هذا هو السبب في أن العلماء خلصوا إلى أن مخاطر الزلازل والتسونامي المرتبطة بهذه الهياكل يجب إعادة تقييمها بشكل عاجل".
لم يقتصر الموت والدمار الناجم عن زلزال 1775 على لشبونة فقط، فقد تضررت المناطق المجاورة من جراء الكارثة.
كما تسبب الزلزال في خسائر فادحة في الاقتصاد البرتغالي، حيث كلف ما بين 32 و 48 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.