أكد عبد العزيز نصير، المدير التنفيذي لـ المعهد المصرفي المصري؛ الذراع التدريبية للبنك المركزي المصري؛ أن هناك دعما واسع من قبل البنك المركزي بالفئات من ذوي الهمم ضمن إجراءاته لثقل المواهب الشابة و كسر النمط التقليدي بالجهاز المصرفي بما يعزز قدرات العناصر البشرية، موضحا أنه تم الانتهاء بالفعل من تأهيل وتدريب 313 من الشباب من ذوي الهمم واتاحة قواعد بياناتهم للجهاز المصرفي.
قال " نصير" خلال حواره لـ صدي البلد إن برنامج إتاحة والذي يستهدف توفير قواعد بيانات ذوي الهمم للعمل داخل الجهاز المصرفي بعد تدريبهم وتأهيلهم للعمل بالبنوك، يأتي ضمن برنامج التدريب من أجل التوظيف والذي يشرف عليه المعهد، مؤكدا ان كافة مصروفات البرنامج التدريبي مجانية ولا يتحمل الدارس أي تكلفة كما انها غير مرتبطة بوقت أو التقييد بالذهاب لمقر المعهد لتلقي البرنامج التدريبي.
متى تم اطلاق البرنامج؟
تم اطلاق برنامج إتاحة خلال مايو الماضي ووصلت إجمالي المتقدمين للتسجيل ببرنامج إتاحة نحو 871 مرشح من ذوي الهمم، تم تقييم منهم 434 مرشح، وتم اجتياز أكثر من 313 مرشح منهم مراحل التقييم بنجاح و إلحاقهم بالتدريب إذ تم بالفعل إتاحة بياناتهم على المنصة الإلكترونية الخاصة بالمبادرة وجاري انتهاء باقي المرشحين من حضور البرنامج التدريبي تمهيداً لإدراج بياناتهم على منصة إتاحة.
كيف يمكن رفع كفاءة العناصر البشرية خصوصا الاستفادة من ذوي الهمم؟
المعهد المصرفي ضمن المؤسسات التدريبية الوطنية، لديه حرصا باعتباره جزءا من البنك المركزي المصري علي الاستمرار في المساهمة دعم وتطوير رأس المال البشري من ذوي الهمم والمساهمة في دمجهم بالقطاع المصرفي لتعزيز الشمول الاجتماعي والتنوع في بيئة العمل وبناء جسور الوصل بين الكوادر الشابة من هذه العناصر الشابة والقطاع المصرفي، إذ تعد مبادرة " اتاحة"، استكمالا لجهود المعهد المستمرة لدعم الشباب من خلال مبادراته المختلفة مثل برنامج التدريب من أجل التوظيف والذي يهدف إلى سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات الالتحاق بسوق العمل من خلال برنامج تدريبي متخصص لتطوير المهارات الفنية والشخصية للشباب، فضلاً عن أنشطة المعهد في دعم رواد الأعمال والتثقيف المالي.
كما أن مبادرة " إتاحة" ليست الأولي لجهود المعهد في دعم ذوي الهمم، فقد كان لنا السبق في العام الماضي في اطلاق مبادرة " بصيرة" لمساعدة هذه الفئات في التغلب علي الصعوبات التي تواجههم خلال مراخل التعليم من خلال التدريب والتأهيل لهم.
ما هي إجراءات ومراحل التحاق الشاب من ذوي الهمم لمبادرة إتاحة؟
في البداية يتم استفاء المتقدم لشروط التسجيل و واجتياز مراحل التقييم، يتم إلحاق المتقدمين ببرنامج تدريبي بالمعهد المصرفي لتعزيز المهارات التي يتطلبها العمل الوظيفي، وبعد الانتهاء من حضور البرنامج التدريبي أون لاين، يتم جمع بيانات هؤلاء المتدربين وإتاحتها للقائمين على إدارات الموارد البشرية في القطاع المصرفي المصري للاستعانة بهم في فرص التوظيف المحتملة وفقا لشروط التعيين المتبعة بكل بنك.
وماذا عن توجهاتكم لدعم التدريب في إفريقيا؟
لقد قطع المعهد المصرفي شوطا كبيرا في ملف استراتيجية الدولة المصرية لتعزيز أطر التعاون المشترك مع القارة السمراء ونقل تجربة مصر علي صعيد الخدمات المصرفية و التدريبية لعدد من تلك البلدان، فالمعهد أحد الكيانات التابعة لـ البنك المركزي المصري؛ نجح في دعم توجهات القيادة السياسية للتمكين الاقتصادي والثقافي في القارة الإفريقية من خلال رئاسة مصر لجمعية البنوك المركزية الإفريقية في أغسطس 2018 لمدة عام وما تلاه أيضا من رئاسة الدولة المصرية للاتحاد الافريقي بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ماهي إجراءات المعهد لتدعيم توجهات الدولة للنفاذ لإفريقيا؟
كما تعلم ان هناك تكليفات واضحة من البنك المركزي المصري بضرورة فتح آفاق للتعاون في القارة السمراء حيث يعمل المعهد علي محورين أولهما تقديم خدمات التدريب و الثاني نقل الخبرات المصرية لشركائنا في إفريقيا.
من هذا المنطلق بدأت مصر بشكل متسارع وموسع بالتزامن مع رئاستها لجمعية البنوك المركزية الافريقية خلال العامين الماضيين؛ بابتكار عدد من البرامج التدريبية في صورة منح مجانية بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية EAPD التابعة لوزارة الخارجية والبنك المركزي المصري، حيث يقدم المعهد باقة متنوعة من الخدمات التدريبية، كان أولها 4 برامج مدعومة بالكامل من جمهورية مصر العربية لجيراننا الأفارقة من 37 دولة؛ حيث شملت موضوعات " المشروعات الصغيرة والمتوسطة، الخدمات المصرفية للشركات، المخاطر، الحوكمة".
وتمت تلك البرامج الـ4 مع انقضاء العام المالي 2019/2018 قبلالماضي " يونيو 2019"؛ بالتزان مع انطلاق فعاليات مباريات كأس الأمم الإفريقية ضمن توجهات الدولة لاستغلال تلك الأحداث وتحقيق اقصي استفادة وتعاون مع شركائنا.
وما هو عدد المشاركون في تلك البرامج التدريبية؟
نحو 138 موظفا من العاملين بالجهاز المصرفي لـ 37 دولة إفريقية، بالاضافة لـ تقديم ورش عمل بالتعاون مع البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير " إفريكسيم بنك"، شملت تنفيذ 6 دورات تدريبية متخصصة لشرح منصة مانسا الإلكترونيةMANSA والتي تهدف إلى دعم التبادل التجاري في إفريقيا وهي ممولة بالكامل من البنك المركزي المصري، حيث استفاد من تلك البرامج 93 متدرب من 20 دولة إفريقية.
بالإضافة لتقديمنا برنامج قادة المستقبل في القطاع المصرفي الإفريقي وهو عن طريق التعلم والتعليم التفاعلي عن بعد، بغرض لتدريب الكوادر البشرية بالبنوك الإفريقية وإعدادها لتولى المناصب القيادية بالبنوك الإفريقية، و شارك فيه نحو 15 متدرب من 8 دول إفريقية منها " ناميبيا، توجو، بورندي، أوغندا، موريشيوس، ليبريا، الجابون، كينيا، تشاد، جنوب السودان، نيجيريا، مالاوي، بوركينا فاسو، تنزانيا، ولواندا" ، والذي تم تقديمه بالكامل عبر الانترنت، بالاضافة لتنفيذ 3 دورات من برنامج العمليات المصرفية لمتخصصي الموارد البشرية HR Banking لـ 44 متدرب من 8 دول أفريقية منها " كينيا، وليبيريا، ومالاوي، وموريتانيا، وموزمبيق، ورواندا، ونيجريا وتنزانيا"
.
وماذا عن برامج التوأمة مع المؤسسات الدولية والإقليمية؟
نسعى دوما وفقا للاستراتيجية التي يضعها البنك المركزي المصري؛ للاطلاع علي التجارب الدولية والإقليمية فيما يتعلق بالتدريب و رفع كفاءة البرامج لدينا ومواكبة التطورات التكنولوجية وخصوصا في برامج المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتكنولوجيا المعلومات، حيث تم التعاقد مع أكثر من 10 إكاديميات ومؤسسات دولية من بنيها " JBS Training، GBRW Learning، Maastricht School of Management) MSM، JBS Training، Euromoney Learning، MFS Smart Academy، Capital City Training، Imarticus Learning، FireEye، ITSS Solutions and Services" .
واستهدف التعاقد مع تلك المؤسسات العمل علي أكثر من 8 برامج تدريبية منها " قروض الشركات الصغيرة والمتوسطة وإعادة هيكلة الديون، تحليل الائتمان المالي،تحليل سلسلة القيمة الأساسية،إدارة السيولة والتدفقات النقدية والتنبؤ في الشركات الصغيرة والمتوسطة، تمويل الواردات، التميز في مبيعات الشركات الصغيرة والمتوسطة، تطوير منتجات عملاء الشركات الصغيرة والمتوسطة، الاستجابة لحوادث الشبكات الإلكترونية، التدريب على نظام T24"
ماذا عن الإجراءات الخاصة بتداعيات فيروس كورونا؟
لا يمكن النظر للأثار السلبية التي خلفها فيروس كورونا علي الاقتصاد الدولي فقط، ولكن ينبغي التركيز أيضا علي النقاط الإيجابية علي ذلك الوباء العالمي، فنحن في المعهد المصرفي لدينا عقيدة راسخة تتمثل في تحويل الصدمات و المحن إلي نقاط انطلاق وهذا ما ظهر على مستويات التدريب لدينا، حيث كان للمعهد السبق في التأقلم مع تلك الجائحة بصورة متسارعة للاستمرار في خدمات التدريب بشكل متطور.
فنحن قمنا فورا باختيار وسائط التعلم المثلى وتم تدريب محاضري المعهد ليصبحوا مؤهلين لتقديم التدريب عن بعد من خلال الاستعانة بأفضل الخبرات الدولية في هذا المجال، فكل هذه الخطوات لم تكن لتنجح لولا الضوء الأخضر الممنوح لنا من مجلس إدارة البنك المركزي المصري بقيادة طارق عامر محافظ البنك المركزي؛ للتحرك بقوة وتطوير العمل.
وقمنا بتحديث عملية التصميم والتطوير لإنتاج محتوى مختلف لبرامجنا التدريبية وليعكس أساليب ووسائل التعلم عن بعد والتعلم الالكتروني الجديدة لدينا، كما قمنا بتزويد الحزمة التدريبية لبرامج التعلم الإلكتروني الخاصة بنا بنسبة 60٪ في الأشهر الستة الماضية.
كما قمنا بإعداد تصميم العمليات والاجراءات الخاصة بنا لضمان جودة واتساق عروضنا الجديدة. وفي غضون ذلك، توسع المعهد المصرفي في مجموعة الخدمات التدريبية التي يقدمها لتشمل التعليم التفاعلي عن بعد، والتعلم الإلكتروني، والبرامج المختلطة Blended courses، والتعلم المعكوس Flipped learning ، بالإضافة إلى عقد سلسلة حلقات EBI Talks وتنظيم الندوات عبر الإنترنت.