وجهان يملأهما الحب والأنوثة وخطف الأنظار، إحداهما عشقت الكاميرا وأصبحت سندريلا العصر، والأخرى عشقت الميكروفون بصوتها الخاطف للقلب لتصبح قيثارة الوطن العربي، النجمتان الشقيقتان نجاة الصغيرة وسعاد حسني اللاتي نشأتا في أسرة فنية لكن طيلة مسيرتهما بالوسط الفني لم يجتمعا معاً في عمل واحد يشهد على تلك المواهب التي حملها كلتاهما .
بدايات نجاة الصغيرة
يحل اليوم عيد ميلاد نجاة الصغيرة فهي من مواليد 11 أغسطس 1938، وهي واحدة من أشهر رموز الموسيقى العربية في العصر الذهبي للخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، لها إرث غنائي كبير بصوتها المميز والحنون، كذلك نوعية الأغاني التي كانت تختارها وألحانها جعلتها في مكانة مختلفة راسخة حتى الآن في قلوب المصريين .
شقت نجاة الصغيرة طريقها في عالم الغناء ثم دخلت التمثيل أيضاً، وذلك قبل شقيقتها سعاد حسني حيث كانت السندريلا صغيرة وتذهب معها للتسجيل والتصوير، فبدأت نجاة الغناء في التجمعات العائلية وهي في سن الخامسة، ثم شاركت في أول فيلم لها وهو هدية، عام 1947 وهي بعمر الثامنة .
عندما بلغت نجاة سن التاسعة عشرة، كلف والدها شقيقها الأكبر "عز الدين" ليدربها على حفظ أغاني السيدة "أم كلثوم" لتقوم بأدائها فيما بعد في حفلات الفرقة، ووصلت نجاة إلى درجة من الإتقان، مكنتها من تقليد "أم كلثوم"، وبهذا بدأت مرحلة جديدة في مشوارها الفني.
مع إتقان نجاة الصغيرة الغناء، كانت عائلتها تكرس كل جهدها لها لتصبح مطربة مشهورة ، ووقتها دخلت نجاة مجال التمثيل واختيرت لأداء بطولة فيلم "غريبة"، وكانت الفنانة سعاد حسني تذهب معها للاستديو بحكم أنها تعيش معها في شقتها ورآها الفنان أحمد بدرخان وقال"هاتوا لي البنت الحلوة دي، عايزها تظهر في الفيلم بأي طريقة، دي طلتها جميلة ومريحة".
خلافات بين سعاد ونجاة
نجاة الصغيرة وسعاد حسني الاسمان اللذان لا يغيبان عن الوطن العربي، لم يجمعهما عمل فني واحد رغم أنهما من عائلة فنية واحدة، فهما شقيقتان من الأب فقط، وهما الوحيدتان من بين كل أشقائهما اللاتي خاضتا مجال الغناء والتمثيل وحققتا نجاحا ساحقا، لكن مع ذلك لم تظهر الشقيقتان معاً ولو لمرة واحدة في عمل فني أو أغنية أو حتى لقاء تليفزيوني ، حتى أشيع أن هناك خلافات وصراع واضح بين نجاة الصغيرة وسعاد حسني، بسبب دخول الاثنتان الوسط الفني .
وفى عام 1968 كان من المقرر أن تقف الشقيقتان أمام بعضهما فى عمل سينمائى واحد، وأعلنت عنه «نجاة» فى حوار لها مع مجلة «الموعد» أن فكرته تدور حول تجسيد نجاة الصغيرة دور مطربة تعمل وتجتهد من أجل إسعاد شقيقتها الأخرى وهى «سعاد»، وأعلنت أنها ستسافر إلى بيروت من أجل شراء ملابس العمل ولكن الفيلم لم يظهر للنور، وربما كان ذلك سبباً للتأكيد على سوء العلاقة بين الشقيقتين.
من ضمن الخلافات التي أثيرت حول علاقة نجاة الصغيرة وسعاد حسني، هي محاولات نجاة إبعاد الشعراء والملحنين عن العمل مع السندريلا، بعد أن خاضت سعاد الوسط الفني بكل قوة وأثبتت كفاءتها سواء في التمثيل أو الغناء، لكن نجاة حاولت إبعادها عن الغناءوهو ماتسبب في توتر العلاقة بين الشقيقتين .
الغريب في الأمر أن سعاد حسني كانت في لقائتها القديمة تتحدث عن شقيقتها نجاة بشكل جيد، لكن على العكس كانت نجاة دائماً تلتزم الصمت تجاه السندريلا وهو ما جعل الجمهور يشعر بالغيرة بينهما، حتى بعد وفاة سعاد حسني، أقامت نجاة حفل غنائي رغم توقها عن أي نشاطات تلك الفترة لكنها أحييت الحفل بعد وفاة شقيقتها بفترة قصيرة .