حرائق خارج السيطرة في عديد من غابات دول العالم، جعلت الخوف والرعب ملاحق بهم في كل الأوقات، وفقدت أرواح العديد من البشر وجعلت الحزن دائم في قلوبهم، وبات التعب والتشرد مسيطر حتى رحلتهم من أماكنهم، ولكن السؤال يطرح نفسه ماذا ينتظرنا بعد؟
وكانت آخر الدول التي مازالت تعاني من الحرائق وفقدت العديد من مواطنيها «الجزائر».
حرائق الجزائر
حرائق الجزائر حالة من الهلع والفزع ممتزجة بالحزن انتشرت على كافة وسائل التواصل الاجتماعي عقب اندلاع الحرائق الكبيرة في غابات بمناطق جبلية شرقي الجزائر، وقد أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح وخسائر مادية كبيرة، وقد تم ارسال مروحيات وفرق إطفاء حرائق الجزائر إلا أنها لا تزال مندلعة حتى الآن.
حيث أدت الحرائق في الجزائر إلى مصرع 42 شخصاً من بينهم 25 عسكرياً و17 مدنياً، وقد اشارت الحكومة الجزائرية أن السبب وراء الحرائق "أيادي إجرامية".
وفي الحال انتقلت فرق الإطفاء والمروحيات إلى مناطق غابات شرقي الجزائر،لاحتواء الحرائق المندلعة لقربها من أماكن سكنية بولاية تيزي وزو والتي تبعد عن العاصمة بحوالي 100 كيلو متر.
وتشهد الجزائر موجة حارة، ويتوقع ارتفاع درجات الحرارة لتصل إلى 46 درجة مئوية اليوم.
لا يزال العالم يواجه جحيم حرائق الغابات الأكثر ضراوة فى السنوات الأخيرة إن لم يكن الأكبر على الإطلاق، وسط تحذيرات أممية من مغبة أكبر للاحتباس الحرارى بشكل يخرج عن نطاق السيطرة ومن هذه الدول أيضا:
حرائق اليونان
يواصل رجال الإطفاء والسكان جهودهم في إخماد حرائق غابات هائلة في ثاني أكبر جزيرة في اليونان لليوم السابع على التوالي، حيث دمرت النيران مساحات شاسعة من الغابات البكر والمنازل.
وأدى الدخان والرماد الناتج عن حريق إيفيا، وهي جزيرة وعرة من الغابات والخلجان التي تلامس البر الرئيسي اليوناني تقريبا، أدى إلى حجب أشعة الشمس، وإلى تحول لون السماء إلى اللون البرتقالي، مع اشتعال النيران في الجزء الشمالي من الجزيرة.
وتعد حرائق إيفيا هي الأشد من بين العشرات التي اندلعت في أنحاء اليونان الأسبوع الماضي، بعد أن عانت البلاد من أسوأ موجة حر منذ ثلاثة عقود ارتفعت درجات الحرارة خلالها إلى 45 درجة مئوية لعدة أيام.
وأدت الحرارة التي جاءت وسط صيف حار بشكل خاص، إلى تحويل غابات اليونان، بما في ذلك مساحات كبيرة من أشجار الصنوبر القابلة للاشتعال بسهولة، إلى علب إشعال نيران جافة جدًا.
وتسببت حرائق كبيرة أخرى في اشتعال الغابات والأراضي الزراعية في منطقة البيلوبونيز بجنوب اليونان، في حين ضعفت حرائق هائلة طالت منازل وشركات وغابات على الأطراف الشمالية لأثينا.
كما أدت حرائق الغابات إلى استنفاد قدرات مكافحة الحرائق في اليونان، وناشدت الحكومة الحصول على المساعدة من الخارج.
واستجابت أكثر من 20 دولة في أوروبا والشرق الأوسط، حيث أرسلت طائرات ومروحيات ومركبات وقوى بشرية للمساعدة في إخماد الحرائق الهائلة في اليونان.
حرائق تونس
وفي تونس اندلع حريق هائل بغابة الدمنة في الماتلين بولاية بنزرت، مما استدعى تدخل الحماية المدنية وآلياتها لمحاولة تطويق النار والحد من تدخلها وحماية المساكن القريبة من موقع الحريق، وذلك بالتنسيق مع إدارة الغابات التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ببنزرت.
قال الناطق باسم الديوان الوطني للحماية المدنية في تونس معز تريعة، إنه تم خلال الـ 36 ساعة الأخيرة تسجيل 155 حريقا، ومن بين تلك الحرائق 12 حريقا فى الغابات.
وأكد الناطق باسم الديوان الوطني للحماية المدنية عدم تسجيل أية ضحايا بشرية جراء تلك الحرائق منذ شهر يونيو، لا تزال مندلعة حتى الآن 6 حرائق فى غابات بولايات بنزرت وجندوبة والكاف.
حرائق تركيا
تكافح تركيا التي ضربتها موجة حر استثنائية، سلسلة حرائق غير مسبوقة تسببت في عدد من الضحايا وإجلاء مئات القرويين الذين هددتهم النيران، وحكومة تركيا تعرضت لانتقادات شديدة على خلفية إدارتها لملف الحرائق.
على وقع إنذارات الإخلاء كان السكان يكدسون المقتنيات القليلة التي تمكنوا من أخذها من منازلهم على متن زوارق سريعة لحرس السواحل في مرفأ أورين في جنوب تركيا.
وقرب محطة ميلاس الحرارية لتوليد الكهرباء والمليئة بآلاف الأطنان من الفحم، يسود قلق، إذ إنها مهددة بنيران أشعلتها الرياح، وأكدت السلطات المحلية أن مخازن الهيدروجين المستخدمة لتبريد المحطة التي تعمل بالفيول والفحم، أفرغت ومُلئت بالمياه احترازا، لكن المسؤول المحلي عثمان غورون قال للصحافيين "ثمة احتمال في انتشار الحريق ليطال الآلاف من أطنان الفحم الموجودة" داخل المحيط.
وأعلنت تركيا مؤخرا بأنها قد استطاعت السيطرة على حريق موغلا ميلاس الذي استمر 11 يوما، موضحا الخسائر المبدئية لـ حرائق تركيا تقدر بـ 35 مليار دولار.
حيث ذكرت وسائل إعلام تركية أن 3 طائرات و18 مروحية وعدد كبير من سيارات الإطفاء والآليات المجنزرة شاركت في أعمال إخماد الحرائق، وإلى جانب الطائرات والمروحيات والعربات، ساهم أكثر من ألف رجل إطفاء في عمليات إخماد حرائق الغابات، ومنذ 28 يوليو الماضي طالت حرائق عدة ولايات جنوب وجنوب غربي تركيا، ضمنها أنطاليا وأضنة وموغلا ومرسين وعثمانية، وتمكنت السلطات من إخماد معظمها، علما أن حصيلة الضحايا بلغت 6 وفيات بالإضافة إلى عشرات الإصابات.