بعد أسابيع على وقف إطلاق النار في إقليم تيجراي، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد المواطنين إلى الالتحاق بالجيش لمواجهة مسلحي جبهة تحرير تيجراي، وسط مخاوف وتحذيرات من تحول الصراع الدموي في إثيوبيا إلى حرب أهلية شاملة.
قال بيان صادر عن مكتب آبي أحمد إن "قواتنا الدفاعية والقوات الخاصة الإقليمية والمليشيات لدينا موجهة إلى وقف جبهة تحرير تيجراي الخائنة والإرهابية ومكائد الأيدي الأجنبية مرة واحدة وإلى الأبد".
وأضاف رئيس الوزراء الإثيوبي"الآن هو الوقت المناسب لجميع الإثيوبيين القادرين الذين بلغوا سن الرشد للانضمام إلى قوات الدفاع والقوات الخاصة والمليشيات وإظهار حب الوطن"، مما يعتبر تحريضا صريحا ضد قومية تيجراي.
منذ شهر يوليو الماضي، انتقل الصراع المسلح في تيجراي إلى مناطق أخرى، مثل أمهرة وعفر، في حين تحذر الأمم المتحدة من أن 300 ألف شخص يواجهون مستويات طارئة من المجاعة، مع وجود 400 ألف آخرين على وشك بلوغ المجاعة، وفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.
ومع سيطرة قوات تيجراي على عدد من المناطق، لجأت الحكومة الإثيوبية للتعبئة الشاملة ونشر قدراتها الدفاعية لمقاتلة مسلحي جبهة تحرير تيجراي.
وأكد آبي أحمد أن الشعب بأكمله يجب أن يقف مع الجيش ضد قوات تيجراي، قائلا "يجب على كل إثيوبي العمل بشكل وثيق مع الجيش".
الحرب في تيجراي
تصنف الحكومة الإثيوبية جبهة تحرير تيجراي كمنظمة إرهابية، ومنذ نوفمبر الماضي، يشن الجيش الإثيوبي هجوما عنيفا على إقليم تيجراي مستهدفا عناصر الجبهة التي حكمت إثيوبيا لعقود وباتت تسيطر على الإقليم الواقع شمال البلاد.
وأسفر النزاع في إقليم تيجراي عن مقتل الآلاف وفرار أكثر من مليوني شخص من ديارهم، فضلا عن المجاعة التي تهدد مئات آلاف الإثيوبيين.
في المقابل، يؤكد قادة جبهة تحرير تيجراي أنهم "لا يرغبون في الاستيلاء على السلطة أو الأراضي التي لا تخصنا"، لكنهم يعملون على صد هجمات الميليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش الإثيوبي، واستعادة جنوب وغرب تيجراي، التي احتلتها قوات من إقليم أمهرة.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية في تيجراي، وعد آبي أحمد، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، باستعادة القانون والنظام في إثيوبيا، لكن الحرب أصبحت صراعا مروعا طويل الأمد تسبب في أزمة إنسانية.
وشارك في الحرب قوات وميليشيات من مناطق إثيوبية مختلفة، وأخرى من إريتريا، لكن النزاع شهد منعطفا أواخر يونيو الماضي، عندما تمكنت قوات تيجراي من السيطرة على ميكيلي عاصمة الإقليم، واضطرت حكومة آبي أحمد لوقف إطلاق النار من جانب واحد.
السب
لكن التقدم المزعج لقوات تيجراي، بات مصدر قلق للحكومة الإثيوبية، ما دفع آبي أحمد لحشد الشعب وتجنيد المواطنين والأطفال للقتال ضد جبهة تيجراي، ما ينذر بحرب أخرى قد تكون أكثر دموية مما شهده الصراع خلال الفترات الماضية.
وتثير دعوة آبي أحمد المواطنين الإثيوبيين إلى حمل السلاح، قلقا دوليا واسعا، وتساؤلات حول السبب، ومدى قدرة الجيش الإثيوبي على مواجهة قوات تيجراي.