يستعيد تيري جريار، مشاعر الخوف والألم التي شعر بها في ليلته الأولى داخل غرفة المستشفى أثناء إصابته بفيروس كورونا وهو ملقى على سرير صغير وموصل بجسده أنبوبة من الأوكسجين كلما نظر الى نفسه في مرآة.
وبحسب ما قاله تيري لوكالة "سي ان ان" الأمريكية، "كنت في حالة من الرعب الممزوج بالترقب، لأنني لم أكن أدرك ما يحدث لي في هذا المكان الكئيب المسمى بالمستشفى".
يعمل تيري مدرب لياقة في مدرسة ابتدائية مما يعني أنه شخص رياضي ويتمتع بصحة جيدة رغم بلوغه من العمر 42 عاما.
ويعيش تيري مع أسرته وولديه ماثيو البالغ من العمر 16 عاما، وراين البالغ من العمر 12 عاما، وزوجته ستيفاني، والتي يقدر دورها في مساندته أثناء فترة مرضه بالفيروس.
هل ستكون تلك اخر لحظة ارى فيها أطفالي؟
ويصف تيري شعوره داخل غرفة العزل، قائلا: "كنت محاط بمشاعر الاحباط والخوف، واعتقدت أنني لن أرى أسرتي مرة أخرى، كما انني صارحت زوجتي في رسالة طويلة قلت فيها " زوجتي الحبيبة، ماذا لو كانت هذه هي اخر مرة اراكم فيها، يا الاهي كم هذا مؤلم على قلبي"، مضيفا:"عشت ليالي طوال أتوقع فيها الأسوأ في كل شئ وابكي بالدموع لساعات متواصلة، وكانت تلك بداية لمعركة حياة استمرت 72 يوما اعاني مع فيروس كورونا، وتدهورت حالتي بسرعة لذلك لا أتذكر كل التفاصيل بعد ذلك، لكنها كانت رحلة صعبة على زوجتي واطفالي وأعتقد أنها حفرت في عقولهم بكل تفاصيلها المؤلمة".
ووصف تيري لـ سي ان ان زوجته بانها بطلته الخارقة لانها تحملت معاناة تفوق جميع قدراتها النفسية والبدنية بين المرض ومراعاة الأطفال والخوف من العدوى، بينما يعود تيري الى المدرسة الأسبوع القادم حيث يعتزم مساعدة الناس في التوعية بخطورة المرض في مدينة فلوريدا الأمريكية التي يقيم ويعمل بها هو وأسرته، وخاصة بعد إرتفاع نسبة الإصابة بالمدينة خلال الأسابيع القليلة الماضية.
لمسة وفاء
زين طلاب المدرسة ومدرسوها مكتب تيري بملصقات تعبر عن الدعم والحب وتقول لعضها "نحن نحبك تيري" "انت افضل مدرب على الأطلاق" نفتقدك بشدة"
كما صمم زملائه في قسم التربية البدنية قمصان مرسوم عليها لحية تيمنا بتيري وارتداها الجميع دعما له.
ومن جانبها، ملأت ستيفاني غرفة زوجها داخل المستشفى بصور العائلة والأصدقاء والتي أخبرت الممرضات عنه أنه أب رائع وزوج حنون وصديق مخلص.
وبعد رحلة شاقة مع الالم والاحباط، نمت لحية تيري من جديد والتي كانت زوجته قد حلقتها له اثناء تواجده فالمستشفى، وبدأت رئتيه بالتعافي بعد أن إنتكست مرتين بشكل كبير، وعاد وزنه الى الطبيعي واختفت انبوبة الأوكسوجين التي أرعبت العائلة لأيام كثيرة واصبح قادرا على التجول في الحي بحرية دون الحاجة للمساعدة.
رسالة للجميع
لكن تيري أراد أن تكون اول رسالة منه للجميع فور خروجه تتعلق باللقاح المضاد للفيروس.
وقال تيري "أدعوا الجميع من الأهل والأصدقاء وكل من يستمع لي أن يبادر بتلقي اللقاح، فنحن لن نحب أن تتكرر تلك المأساة لأي أسرة أو عائلة"