انتشرت في الآونة الأخيرة فيديوهات كثيرة على موقع “تيك توك” أثارت موجة من الجدل و قوبلت بالاستهجان والرفض المجتمعي لما فيها من مخالفة لقيم المجتمع والحض على أعمال منافية للآداب، وآخر الفيديوهات التي أثارت استياء عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي كانت لرجل في الأربعينات من عمره ظهر وهو يجهش بالبكاء ويتوسل متابعيه أن يشيروا الفيديو حتى يجني أرباح من التطبيق المثير للجدل بدلًا من التسول في الشارع ومد الإيد.
في هذا الصدد، قال الدكتور جمال فرويز، استشار الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الشخصيات التي تلجأ للتسول عن طريق التيك توك وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي وتستخدم الدموع وابتزاز تعاطف الناس ما هي إلا شخصيات سيكوباتية وهو اعتلال نفسي يجعله يتخذ سلوكيات تتعارض مع قيم المجتمع وقواعده، شخصية كل همها الحصول على الهدف أيًا كانت الوسيلة المستخدمة ولذلك يلجأ لأنماط من التلاعب العاطفي بالآخرين.
وأضاف "فرويز" في تصريحات لـ"صدى البلد" أن الشخصيات السيكوباتية بلا مشاعر ولا كرامة أو احساس بالآخرين وهو اضطراب في الشخصية يجعل المصاب به وسائل مستهجنة للحصول على المادة سواءً عن طريق النصب على الآخرين أو حتى التجارة في المخدرات لا يهم طالما سيصل للهدف المنشود.
واختتم كلامه قائلا: "الشخص النصاب دائما ما يلعب على وتيرة العواطف أو وتيرة الدين، والمواقع مثل التيك توك فضحت أمراضهم النفسية على نطاق أوسع، ستجد المتسول على تيك توك يمارس نفس سلوكه في الحياة وعلى بقية مواقع التواصل الأخرى".
فيما قالت الدكتورة فاطمة الشناوي، استشاري الطب النفسي وخبيرة العلاقات الزوجية، إن من يلجأ للتسول على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي شخص معتل نفسيًا وشخصية سيكوباتية ضد مجتمعية.
وأضافت "الشناوي" في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن من يقوم بالسلوكيات التي تتلاعب بمشاعر الآخرين قد يكون غير محتاج ماديًا كما يدعي ولكنه فقط "يتسلى" بهذه الأنماط من التلاعب. لافتة أن الشخصية السيكوباتية لا تتقبل النصح والارشاد كما أنها لا تستفيد من تجارب الآخرين وتظهر شذوذ في الانماط السلوكية وعدم احترام للقواعد المجتمعية.