محافظة أسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية بالقارة السمراء والتي تمتلك العديد من المقومات الطبيعية الفريدة من نوعها ، فضلاً عن تنوع المنتج السياحى بعروس الجنوب ما بين سياحة ثقافية وأثرية وبيئية وعلاجية وسفارى وصيد ، وغيرها الكثير .
وفى هذا الإطار نلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " على أحد المواقع الأثرية التي تمتاز بطابع خاص وهى منطقة ضريح أو مسجد الـ " سبعة وسبعين 77 وليا " ، فهذا الموقع الأثرى يعتبر أحد المزارات الدينية الأثرية في مدينة أسوان حيث أنه يتميز بطراز معمارى تاريخى وهى القباب الفاطمية ، وقد أقيم هذا الضريح داخل حرم سور متحف النوبة بالقرب من مقام السيدة زينب " رضى الله عنها " .
وعن السبب في تسميه هذا المكان بهذا الاسم فقد نسب حوله العديد من الروايات حيث يطلق البعض عليه أنه ضريح ، وهناك قول ثانى بأنه يضم 44 وليا ، فيما يوجد قول ثالث بأنه دفن به ولى من أولياء الله الصالحين كان يسمى باسم السبع بن السبعين ، ولهذا السبب سمي بضريح السبعة وسبعين ولى .
هذا فيما أوضحت الدكتورة سعاد ماهر عالمة الأثار ، وعميدة كلية الأثار سابقاً بجامعة القاهرة ، وأبنة أسوان في كتابها " مدينة أسوان وآثارها فى العصر الإسلامي " المنشور عام 1977 بأن جبانة أسوان احتفظت بعدد من القبور وشواهدها التي يمتد تاريخها من القرن الثانى للهجرة وحتى العصر المملوكى ، وبهذه الجبانة توجد أول محاولة لإقامة القباب على الأضرحة في مصر ، وكان ذلك في العصر الفاطمة ، ومن أهم هذه المباني " السبعة وسبعين ولى " ويقول الأسوانيون عنه أنه ضريح ، ولكنه في الواقع عبارة عن مسجد كما يتضح من تخطيطه ، فهو يتكون من شكل رباعى تبلغ مساحته 12 م2 ، وقد غطيت هذه المساحة بتسع قباب وله مدخلان .
وأضافت الدكتورة سعاد ماهر بأنه يشبه هذا المبنى مشهد طباطبا غير أن الدعائم ذات التخطيط الصليبى قد حل محلها أعمدة من الجرانيت ، كما أن المحراب مستدير من الخارج ، بخلاف طباطبا فهو مربع وبذلك يمكن إرجاع هذا الأثر إلى العصر الفاطمى .
وأكملت بأنه بالقرب من " السبعة وسبعين ولى " يوجد ضريح كبير يعرف باسم المشهد والذى يشبه من حيث أقبابه وقبابه أضرحة السيدة عاتكة والجعفرية والشيخ يونس والسيدة رقية ، ويمكن إرجاع هذا الأثر إلى نهاية العصر الفاطمى .