بعد ثلاث قمم جمعت العراق ومصر والأردن، في القاهرة والبحر الأبيض وآخرها بغداد، تسعى الحكومة العراقية للتحضير إلى مؤتمر دول جوار العراق، في خطوة جديدة وصفت بأنها لـ"تعزيز التقارب مع الدول العربية والإقليمية.
ويستعد العراق لاستضافة أول مؤتمر لدول الجوار الإقليمي نهاية الشهر الحالي، حيث دعا رئيس وزراء العراقي مصطفى الكاظمي الدول ومنها: العراق وإيران والسعودية والكويت وسوريا وتركيا والأردن، للمشاركة في مؤتمر يعمل على تعزيز العلاقات الاقليمية وتطوير تعاونها في مختلف المجالات.
تغيرات دقيقة يواجهها العراق
وفي هذا الشأن يقول الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العراق على مشارف متغيرات دقيقة جدا، متابعا «أولى هذه المتغيرات تمثل في القرار الأمريكي بسحب القوات الأمريكية من بلاد الرافدين، فبالتالي لم يعد هناك مبرر لضرب القواعد الأمريكية في العراق من جانب التنظيمات الإرهابية».
الانتخابات البرلمانية في العراق
وأضاف غطاس في تصريحات لـ «صدى البلد»، المتغير الثاني يتمثل في عقد انتخابات برلمانية جديدة؛ ونظام الحكم في العراق نظام برلماني، بمعنى أن الحزب الذي يفوز بالأغلبية في البرلمان سيشكل الحكومة العراقية، معقبا «لا نعلم بعد من سيقود هذا المؤتمر، هل الحكومة الانتقالية الحالية أم الحكومة الجديدة؟».
مستوى التمثيل في المؤتمر
وعن المشاركين بالمؤتمر، قال: «يجب النظر إلى مستوى التمثيل، هل سيشارك بالمؤتمر قيادات الدول المدعوة أم ستقتصر المشاركة على وزراء الخارجية فقط؟».
علاقة العراق بالدول العربية
وأكد أنه توجد بوادر طيبة تجاه العراق من الدول المحيطة والصديقة له خاصة الدول العربية، معقبا «مؤخرا جرى تكوين تحالف مصري عراقي أردني، كما أعادت الإمارات افتتاح سفارتها في بغداد، والسعودية قامت بفتح المعابر الحدودية بينها وبين العراق».
ولفت: «هناك توجه عام لزيادة التواجد العربي في العراق في محاولة عربية لتخليص بلاد الرافدين من التواجد الإيراني، والتدخل الفج في الشأن العراقي الداخلي».
علاقة تركيا بالعراق
وعن مشاركة تركيا، قال رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن تركيا تتدخل عسكريا باستمرار في شمال العراق باعتبار أن هناك قواعد لحزب العمال التركي الكردستاني، ويمثل التدخل التركي خرقا كبير للحدود العراقية وعدم احترام لـ سيادة العراق، بجانب أن هناك مشكلة كبرى بين العراق وتركيا حول مياه نهر الفرات واحتجاز أنقرة للمياه، مشيرا إلى أن «هناك علامات استفهام كبيرة جدا حول فرص مشاركة تركيا في المؤتمر»
خليط غير متجانس من الدول
وأوضح أن «مثل هذه المؤتمرات يتم الإعداد لها بشكل مسبق»، مشددا على أن «الخليط غير المتجانس من الدول التي تم دعوتها للمشاركة بالمؤتمر سوف يقلل من فرص عقد المؤتمر، فوضع دول الخليج وإيران على مائدة واحدة أمر في غاية الصعوبة، إضافة إلى أن تركيا لديها مشاكل مع مصر والدولتين تم دعوتهما للمشاركة».
تقليص النفوذ الإيراني في العراق
واختتم: «إذا كان المؤتمر هو محاولة لتقليص النفوذ الإيراني في العراق فستكون الدعوة مباركة، لكن مثل هذه الأمور لا تناقش في مؤتمرات عامة».