كليات التربية تحتاج إلى تطوير واهتمام أكبر باعتبارها المعد الأول والمصنع الذى يخرج المعلمين التربويين الذين يتعاملون ويؤسسون بنيان الطالب ويعدونه للمستقبل من خلال تشكيل لجنة لدراسة وضع كليات التربية بمختلفالجامعات وكيفية تطويرها.
قال الفنان محمد صبحي عبر صفحتة الرسمية بموقع التواصل الاجنماعي "فيسبوك" إنه "لابد أن يكون التقديم لكلية التربية أصعب من كلية هندسة وطب، فالطبيب يعالج أجسامًا والمهندس يبني بيوتاً أنما المعلم يبني عقول يبني شخصية".
وفي هذا الاطار أكد الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، لـ "صدى البلد" أنه تم بالفعل إعداد المشروعات التى تهدف إلى تطوير كليات التربية ولكنها تحتاج إلى التنفيذ والمتابعة والاهتمام ومن أهمها مشروع تم إعداده فى عام ٢٠١٣ لتطوير برامج إعداد المعلم بكليات التربية وفقا للمعايير الدولية وشارك فيه أكثر من دولة عربية وتم عمل لجان شارك فيها ما يقرب من ١٠٠ أستاذ بكليات التربية المختلفة على مستوى جمهورية مصر العربية.
وأشار محمد فتح الله، إلى أنه يتفق مع الفنان محمد صبحي فيجب الاهتمام بطلاب كلية التربية أكثر من كليات الطب والهندسة لان طالب كلية التربية يبني عقول وشخصية معلم قادر على تخريج أجيال علي عكس المهندس فهو يبني بيتًا والطبيب يعالج جسداً، مؤكدًا أن هذا المشروع تضمن ١٥ محورا بدءا من سياسة القبول والالتحاق بكليات التربية وحتى الحصول على الرخصة والقيام بمهنة التدريس وتم عرض الرؤى المختلفة فى كل محور من هذه المحاور.
وأوضح الخبير التربوي، أن مثل هذه المشروعات تحتاج وتتطلب دفعة قوية من المجلس الأعلى للجامعات ومن مؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال المهتمين بالتعليم لتنفيذها على أرض الواقع وإلا ستظل هذه الجهود حبر على ورق وجهودا بذلت من أجل التطوير لا ترى النور، كما أنه من الأولى أيضا إلقاء الضوء على المشروعات التى بذلت بالفعل ونسعى لتطويرها ودعمها وتنفيذها بدلا من البحث عن مشروعات جديدة.
وأضاف محمد فتح الله، أن كليات التربية يحتشد فيها أعداد كبيرة من الطلاب غير مؤهلين بمعايير التدريس، لذلك فالتوجه الحقيقى لإعداد المعلم يتم من خلال ما يسمى بالأداء التعليمى فلابد أن تصاغ البرامج بشكل يمكن المعلم من الأداء التعليمى بكل جوانبه، حتي يصبح المعلم مثقفا وقائدا ومربيا قادراً علي بني عقول اجيال قادمة.
وشدد "فتح الله" علي أن هناك العديد من المحاور التي يجب اتباعها لتطوير كليات التربية، المحور الأول عن اللوائح التشريعية الخاصة بإدارة كليات التربية والمعوقات التى تواجهها والمحور الثاني عن واقع كليات التربية الحالى وتصور مقترح لتطويرها والمحور الثالث عن تقديم الاتجاهات الحديثة العالمية لتطوير كليات التربية.
وأوضح أن هناك مشكلة فى غاية الأهمية وهى الأكاديمية المهنية لإعداد المعلم وهى المسئولة فى مصر بتطوير أداء المعلم وهى فى غاية الفشل ودورها غير فاعل تماما ويحتاج إلى تطوير ورعاية وتغيير من قبل وزارة التربية والتعليم.