مع ختام أولمبياد طوكيو 2020 اليوم الأحد، أظهرت دورة الألعاب الأولمبية على مدار تاريخها، أنها مصدر إلهام للعديد من الناس خاصة الأطفال الذين يهتمون بمشاهدتها مثلهم مثل الكبار، وذلك من أجل المتعة، أو اكتشاف أنفسهم والرياضة التي تناسبهم لممارستها، أو انعكاس لحب وتقدير للاعبين بذلوا قصارى جهدهم طوال 4 سنوات لحصد ميدالية أولمبية لبلادهم.

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، ومع انطلاق النسخة الـ32 من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "طوكيو 2020"، ظهرت عدد من مقاطع الفيديو على مستوى العالم، لأطفال تتفاعل مع لاعب أولمبي معين خلال مشاركته في المنافسات، إذ أثارت إعجاب متابعي مواقع التواصل الاجتماعي وحظيت بنسب مشاهدات عالية.

لكن الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، كان الخاص بالطفلة البرازيلية راكيل أرودا، التي ظهرت فيه وهي تٌقلد أسطورة الجمباز الأمريكية ألكسندرا رايزمان، فبرغم قدِمه إذ تم تصويره منذ عام 2019، لكنه كان محط أنظار العالم، خلال فعاليات دورة طوكيو 2020، نظرا لأنه أعاد الأضواء لهذه اللاعبة التي اعتزلت في 2020.

أداء بالصدفة

وتواصل موقع "صدى البلد" مع عائلة الطفلة التي تبلغ من العمر 7 سنوات، إذ قال خالها روبسون، إن الأداء الذي قدمته راكيل جاء بالصدفة، عندما كان يعتني بها بعدما خرج والداها لموعد، فكانا الاثنان يشاهدان التليفزيون سويًا، ليدور بينهما خلاف صغير على ما يشاهدانه، فهو يريد رؤية مباراة كرة طائرة، وهي ترغب في الاستمتاع بمشاهدة الكرتون.

وبعد دقائق قرر خال راكيل، أن يشاهدا مسابقة جمباز سويًا، واللعب معًا من أجل كسر الملل الذي تشعر به الفتاة، ليغير القناة ويأتي بأخرى تنقل مسابقة جمباز.

وتعتاد عائلة راكيل أن توثق اللحظات الخفيفة والكوميدية الخاصة بهم، لذلك فتح روبسون الكاميرا لتوثيق المشهد، خاصة أن الفتاة الصغيرة تمارس الباليه، ما يجعلها تستطيع أن تقلد أداء آلي رايزمان بكل سهولة ورشاقة، وهذا ما فعلته حقًا بسلالة وخفة.

انبهار وتفاعل

لم يكن روبسون، يعلم من هذه اللاعبة الأولمبية العالمية، لينشر مقطع الفيديو على حسابه الخاص بموقع "تويتر"، لتأتي ردود أفعال من حوله إيجابية، وينبهر أصدقائه بما قدمته ابنة شقيقته، ويطالبوه بمشاركته بصورة كبيرة، ليصل إلى اللاعبة الأمريكية التي أُعجبت به ونشرته على حسابها بتطبيق "انستجرام".

وعلقت آلي قائلة: "يا إلهي.. قلبي.. هذا يعني العالم بالنسبة لي.. راكيل على طول الطريق من البرازيل"، وبعد ثناء اللاعبة الأولمبية على الأداء المميز للفتاة البرازيلية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع الفيديو على نطاق واسع، ما جعل روبسون يعيد تصوير الفيديو مجددًا.

وظهرت راكيل في الفيديو الجديد، وهي ترتدي ملابس مطابقة لزي رايزمان الأولمبي، وتبذل قصارى جهدها لتكون دقيقة ورشيقة مثلها، حيث تم إعداده برفقة جدتها الداعمة لها بشكل كبير.

ومع انطلاق أولمبياد طوكيو 2020، أعادت اللجنة الأولمبية الدولية نشره على صفحتها بموقع "فيسبوك"، وعلقت قائلة: "إنها الألعاب الأولمبية.. من الذي تم إلهامه في المنزل"، ليعكس إعجاب اللجنة بالفتاة التي أعادت للأذهان إنجازات رايزمان التي اعتزلت في يناير 2020.

يذكر أن آلي رايزمان لاعبة الجمباز الأمريكية تُوجِت لمرتين متتالتين كبطلة أولمبية، في أولمبياد لندن 2012، وأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ولم تشارك في دورة طوكيو 2020، بعد أن أعلنت الاعتزال، ولذلك اعتبر الكثير من رواد التواصل الاجتماعي، أن الفيديو يعتبر إرث لها، لأنه يظهر أنها ملهمة لأطفال العالم وليس أمريكا فقط.

كما ساعدت آلي رايزمان في صنع التاريخ الأولمبي للولايات المتحدة عندما استطاعت قيادة فريق واحد، والحصول على عدد من الميداليات الأولمبية، كما غيرته بطريقة مختلفة عندما تقدمت في عام 2017 بشكوى، كواحدة من عشرات لاعبات الجمباز الذين عانوا من الاعتداء الجنسي على يد طبيب الجمباز الأمريكي السابق لاري نصار، فيما أثار قرار اعتزالها حزن وحفيظة الأمريكيين.

ومع انتشار فيديو راكيل، تحدث متابعوه عن ضرورة أن تصبح لاعبة أولمبية في المستقبل، وهذا ما يطمح به أسرتها، إذ تمارس الفتاة حاليًا عددًا من الألعاب والرياضات، من أجل أن تصبح يوما ما لاعبة تحرز ميدالية لبلدها، حسبما قال خالها، فيحرص والداها على أن تمارس كرة الطائرة، بجانب الباليه وتعلم الرسم، فيما تأخذها جدتها للمشاركة معها في ركوب الدراجات.