أعلنت الفت المزلاوي عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، تقديم مشروع قانون جديد يجرم كل فتوى تخرج إلى النور دون أن يكون مصدرها الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية بعد شهادة الشيخ محمد حسان في قضية خلية داعش إمبابة.
وأكدت “المزلاوى” لـ"صدى البلد"، أن هناك فتاوى خرجت الفترة الماضية من أشباه مشايخ وهي فتاوى مضللة هدفها الهدم والتخريب وليس البناء وتسببت فى هدم جيل واعد وإبعاده عن دينه الصحيح عن طريق الاستماع لهؤلاء المشايخ غير المتخصصين ووجود تشريع يعاقب هؤلاء أصبح أمرا ضروريا لافساح الطريق للازهر الشريف حتى يقوم بدوره على أكمل وجه فى نشر الدين الصحيح فى المجتمع.
وتابعت أن اغلب المشايخ الذين يظهرون على القنوات الفضائية بيلعبوا بالبيضة والحجر وهدفهم الربح فقط وليس نشر الدعوى فهم غير متخصصين ولا دارسين".، مؤكدة أن التشريع يتضمن وضع صلاحية لوقف جميع البرامج الدينية غير متخصصة وليس لها مصدر أزهرى ووقف التعامل مع مشايخ جلب الحبيب فكل هذه القنوات هدفها الكسب وهؤلاء يستغلون ذلك فى نشر وسائلهم القائمة على النصب والاحتيال.
وطالبت النائبة الحكومة بمصادرة أموال هؤلاء المشايخ غير المؤهلين للفتوى الذين قاموا بتضليل الشباب واصحاب القنوات أيضا، لافتة الى أنه سوف تقوم بتقديم هذا التشريع القانونى بداية الانعقاد المقبل للبرلمان لتجريم أصحاب الفتاوى الغير مؤهلين للفتوى.
وظهر اليوم الشيخ محمد حسان بمجمع محاكم طرة، في الدائرة الخامسة إرهاب، خلال جلسة محاكمة المجموعة الإرهابية المعروفة إعلاميا بـ خلية «داعش إمبابة»، متكأ على أخيه وتظهر عليه علامات الشيخوخة وكبر السن، حتى أن القاضي أمر له بكرسي نظرا لظروفه الصحية وزجاجة مياه قبل الاستماع لشهادته في القضية.
وتم استدعاء الشيخ والداعية محمد حسان من قبل المحكمة للاستماع لشهادته في قضية «داعش إمبابة»بناء على طلب دفاع المتهمين الذين طلبوا دفاعه.
نور من عند الله
وفي شهادته أمام القاضي، استهل محمد حسان كلامه متحدثا عن معنى النور، وقال إن «النور لأهل العلم وفي أقوال رسول الله "نور من عند الله" وجاء بالقرآن "كله نور" وإذا سلكت طريق النور فتكون من السعداء في الدنيا والآخرة، ووضح بأن الكتاب المبين هو القرآن».
الإخوان في رأي محمد حسان
وعند سؤاله عن جماعة الإخوان المسلمين، قال محمد حسان، إن «أي جماعة تستحل الدماء المحرمة لـ المسلمين وتستحل دماء إخواننا وأبنائنا من أفراد الجيش والشرطة فهي جماعة منحرفة عن كتاب الله وسنة رسوله وكانت سببا في التنازع والخلاف».
وأوضح محمد حسان أن «أفكار تنظيم القاعدة تكفيرية ويحكمون على المسلمين بالردة والحكم على جميع الحكومات الإسلامية والعربية بأنها كافرة ومرتدة كما أنهم يستحلون الدماء».
وأشار إلى أن «الجماعات التي أقامت صروحا كبيرة من المؤسسات الخيرية، لأغراض أخرى واندس إليهم أشخاص يقتلون ويستبيحون دماء الناس، يجب أن تكون هذه المراكز والمجمعات الدينية تحت بصر الجهات المختصة للدولة لأن هذا واجب الدولة وهو التصدى للفكر المتطرف، كما فسر للمحكمة معنى السلفية وهو اسم يطلق نسبة إلى السلف الصالح، وهم الصحابة والتابعون لرسول الله».
تحول جماعة الإخوان
وتابع أن «جماعة الإخوان في بداية دعوتها تحولت إلى البحث عن الحكم وتولت رئاسة الجمهورية ومجلس الشعب ومع ذلك لم توفق في حكم مصر لأنها لم تستطع أن تنتقل من فكر الجماعة إلى فكر الدولة ومن سياسة الجماعة ذات الطيف الواحد إلى سياسة الدولة متعددة الأطياف، وبعد حدوث الصدام بين جماعة الإخوان والدولة وجميع مؤسساتها رفعت شعار الشرعية أو الدماء، وكنت أتمنى التنازل عن الخلافة، كما أن جماعة الإخوان كونوا فرقا سميت باللجان النوعية اقتحمت مقرات الدولة وخربتها».
الفرق بين الداعية والعالم
مستكملا حديثه أوضح محمد حسان الفرق بين الداعية والعالم وقال، إن «هناك فرقا كبيرا بين العالم والداعية، فالداعية قد يكون مجتهدا في البلاغ بما يحفظه من كتاب الله انتسابا لقول الرسول «بلغوا عني ولو آية»، وكل مسلم بلا استثناء يجب أن يكون داعيا إلى الله عز وجل، وأن الدعوة المتخصصة لها رجالها من العلماء الذين يخشون الله عز وجل»
بث الدعوة بالتنسيق مع الدولة
وحول الأشخاص الذين ينشرون فكرهم بين الناس في الزوايا بعيدا عن أعين الحكومة، قال محمد حسان إن «الذين يعقدون الاجتماعات في الزوايا الصغيرة وبث فكرهم المشبوه للشباب ليس لديهم أخلاق ولا يجوز لهم الدخول إلى قبلة المسجد دون الاستئذان من إمامه حتى لو كان من طلابه».
وأضاف أنه «لا يجوز لأي أحد أن يتصدى للدعوة العامة إلا إذا كان مؤهلا لذلك فإن كنت لست مؤهلا ولم تعرف الدليل ولا الفرق بين العام والخاص لا يحق لأي إنسان أن يعتقد أنه عالم».
انضمام محمد حسان
وذكر بأنه كان لديه علاقة بالأشخاص الذين يبثون دعوتهم دون تنسيق مع الدولة قبل ندواتهم، فعقب القاضي على كلامه: «أنت وأقرانك مسؤولون عن هذا فأنتم لكم تأثير على الناس فيجب أن تنصحوا الشباب بالابتعاد عن الأفكار المتطرفة».
أنصار بيت المقدس جماعة ضالة
وعند حديثه عن «أنصار بيت المقدس»، أوضح أن «جماعة بيت المقدس غيرت اسمها إلى ولاية سيناء، حين خرج زعيم التنظيم أبو أسامة المصري في فيديو وقال نصا: "لقد قتلناهم لأن الله أمرنا بذلك"، فهذا ضلال مبين فالله لم يأمرك بقتل نفس محرمة، ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم وعليه لعنة الله، وأنصار بيت المقدس ليست على الطريق الصحيح إطلاقا فهي تستحل الدماء المحرمة للمسلمين والذميين وهذا سوء فهم خطير».
ولفت أن «الجماعات الإسلامية كل منها له خط مختلف عن الأخرى وقد تختلف وتتفق في بعض الجزئيات وأنا أحكم بالخطأ والصواب على كل قول أو فعل خالف القرآن والسنة وهذا خروج عن الصواب».
داعش تنظيم وحشي سيئ السمعة
وبخصوص تنظيم داعش، قال حسان إن « داعش تنظيم منبثق من تنظيم القاعدة في العراق، الذي أسسه أبو مصعب الزرقاوى، وانفصل في 2014 حين سمى التنظيم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين وهذا التنظيم وحشي سيئ السمعة مثلما قال رئيس تنظيم القاعدة في العراق، وأصول التنظيم امتداد لفكر الخوارج الذين كفّروا علي بن أبي طالب واستحلوا دمه وقتلوه ويستحلون دماء من يخالفهم».
وأشار إلى أن« أي جماعة تستحل الدماء وعداء الإسلام وتستحل الدماء المحرمة للمسلمين وتستحل دماء إخواننا وأبنائنا من أفراد الجيش والشرطة هي جماعة منحرفة عن سنة رسول الله وكانت سببا في التنازع والخلاف».
وقال إن «تنظيم القاعدة فكرها التكفيري وتكفر الحاكم وتصف جميع الحكومات الإسلامية والعربية بالكفرة والمرتدين، إضافة إلى استحلال الدماء».
نصيحة القاضي لـ محمد حسان في نهاية الجلسة
وفي نهاية الجلسة نصح المستشار محمد سعيد الشربيني، القاضي بقضية «داعش إمبابة»، الشيخ محمد حسان بأن يحصل على إجازة من الأزهر الشريف قائلا: «أنا بعتبرك خسارة أنك لم تتلمذ على يد أحد مشايخ الأزهر وأرجو أن تسعى لذلك»، ورحب حسان بالفكرة مطالبا القاضي أن يعينه على ذلك.