أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، أن «قرار منح إسرائيل صفة مراقب بالاتحاد، والذي تحفظت عليه عدد من الدول العربية، تقع ضمن نطاق اختصاصاته الكاملة».
وأشار فقي في بيان إلى أن «القرار يأتي في ضوء اعتراف غالبية الدول الأعضاء بالاتحاد بإسرائيل كدولة وإقامة علاقات دبلوماسية معها».
وأوضح إن «قرار اعتماد إسرائيل بصفة مراقب لدى الاتحاد "أخذ على أساس الاعتراف بإسرائيل، وإقامة علاقات دبلوماسية معها بواسطة الغالبية التي تتخطى ثلثي الدول الأعضاء للاتحاد الإفريقي، وكذلك بطلب صريح من عدد من هذه الدول».
ولفت البيان، أنه «إلى جانب قبول وثائق اعتماد الممثل الدائم لإسرائيل لدى الاتحاد الإفريقي، فإن رئيس المفوضية يشدد على الالتزام الثابت للمنظمة الإفريقية تجاه الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، من بينها حقه في إقامة دولة وطنية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، في إطار سلام شامل وعادل ونهائي بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين».
وتابع فقي أن «هذا التذكير بالتزام الاتحاد تجاه حقوق الفلسطينيين، نابع من المواقف والمبادئ التي طالما عبرت عنها منظمة الوحدة الإفريقية، ثم الاتحاد الإفريقي خلال قممهما المختلفة».
وبشأن التحفظات التي أعربت عنها بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي عن هذا القرار، أوضح فقي أنه «ينوي إدراج قرار اعتماد إسرائيل، في جدول أعمال المجلس التنفيذي المقبل للمفوضية».
أثار الغضب العربي
نبيل نجم الدين الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، قال إنه «لا شك أن القرار الذي اتخذه موسى فقي محمد رئيس المفوضية للاتحاد الإفريقي، آثار نوع من الغضب وعدم الارتياح بين عدد كبير من الدول الإفريقية يقدر عددهم حتى الآن بـ 16 دولة».
وأوضح نجم الدين في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن «مصر و6 دول عربية في أفريقيا تقدموا بمذكرة إلى رئيس المفوضية أعربوا فيها عن عدم رضاهم بهذا القرار، ورد رئيس المفوضية على هذه المذكرة الشفوية أن هذا الأمر من اختصاصه وأن أعضاء الاتحاد الإفريقي يعترفون بدولة إسرائيل».
وتابع: «الأمر في غاية الغرابة، لأن إسرائيل كانت عضوا مراقبا في منظمة الوحدة الإفريقية التي تأسست في الستينات، والغريب أن عضوية إسرائيل كمراقب في تلك المنظمة انتهى وفي حرب 5 يونيو 1967 قطعت معظم الدول الأفريقية إسرائيل، وكذلك في حرب أكتوبر 1973 ووقفت العديد من الدول مع مصر كنوع من وحدة الاتحاد الإفريقي».
قرار رئيس المفوضية غير حكيم
وأكد نجم الدين، أن «قرار موسى فقي محمد غير حكيم، فـ إسرائيل تضع القارة الإفريقية في قلب استراتيجيتها وخاصة أنها تعمل بجد في المجال الاقتصادي».
وأشار الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية إلى أن «إسرائيل تتواجد اقتصاديا في أكثر من 46 دولة من أصل 55 دولة عضوا بالاتحاد الإفريقي»، معقبا «في الحقيقة أن هذا الوجود لا يتوقف عند هذا الحد فـ إسرائيل تحرص على الاستحواذ على دول هذه القارة».
ولفت أن «موسى فقي قال أن الاتحاد الإفريقي ومفوضية الاتحاد تؤمنان بحل الدولتين وتؤمنان بأن الفلسطينيين لهم حق في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة».
سر تواجد إسرائيل في الاتحاد الإفريقي
واختتم أن «الاتحاد الإفريقي كمنظمة خسرت كثيرا بهذا القرار، وأن الوجود الإسرائيلي في الاتحاد الإفريقي هو وجود لصالح دولة إسرائيل بنسبة 80% ولصالح الدول الإفريقية بنسبة 20%».
وأشار إلى أن «ثلاث من كبريات الاقتصاديات الإفريقية وهي جنوب أفريقيا وكينيا ومصر رفضوا قرار رئيس المفوضية، وهناك 16 دولة إفريقية ترفض أيضا القرار وأن القرار له تداعيات سلبية وخيمة على منظومة العمل الإفريقي بشكل عام وعلى الاتحاد الإفريقي بشكل خاص».