اتسع نطاق الحرائق في اليونان لليوم الحادي عشر على التوالي بعد أن التهمت النيران مساحات واسعة من الغابات ودمرت منازل عدة وتسببت بمقتل شخصين وإجلاء آلاف الأشخاص.
ووفقًا لقناة "فرانس 24"، أعلنت السلطات توقيف عدد من الأشخاص بتهمة إضرام النار عمدا، ووعد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بإعادة تشجير المناطق المتضررة من الحرائق سريعا.
ويخوض أكثر من 1450 عنصر إطفاء يوناني، بمساعدة تعزيزات من دول أخرى، معركتهم الشرسة لإخماد خمسة حرائق كبرى في جزيرة إيفيا على بعد 200 كلم شرق أثينا، وثلاثة حرائق في البيلوبونيز في غرب البلاد، وفق أجهزة الإطفاء.
وأشارت السلطات إلى أن الحرائق في شمال أثينا واصلت تقدمها بقوة نحو الشرق وبحيرة ماراثون، أكبر خزان للماء في العاصمة، بعد أن تسببت في إخلاء عشرات البلدات. وانبعثت من الحريق سحب كثيفة ورائحة نفاذة فوق أثينا ليلا، حيث من المتوقع أن تهب رياح قوية خلال النهار.
وقد أبقي على الطريق السريع الذي يربط بين العاصمة وشمال البلاد مغلقا في إجراء احترازي، بينما تم إخلاء مخيمات المهاجرين القريبة.
هل الحرائق مفتعلة؟
في إطار آخر، ألقت الشرطة القبض على شخصين بعد ظهر أمس الجمعة، بحسب وكالة الأنباء اليونانية. وأفادت أن رجلا يونانيا يبلغ من العمر 43 عاما وجهت إليه تهمة إضرام النار عمدا بعد إلقاء القبض عليه في منطقة كريونيري، حيث أتت النيران على منازل ومتاجر الجمعة.
وأوقفت امرأة أفغانية في حديقة في أثينا، على الرغم من حظر السلطات زيارة المتنزهات والغابات بسبب "ارتفاع مخاطر حرائق الغابات" وعثر على ولاعتين وبنزين ومواد قابلة للاشتعال بحوزتها، بحسب الوكالة.
إجلاء جماعي
في جزيرة إيفيا، تم إجلاء أكثر من 1300 شخص بالقوارب خلال الليل من قرية لِمني الساحلية التي حاصرتها النيران. وتم إجلاء أكثر من عشرين آخرين صباح السبت من شاطئ روفيس في هذه الجزيرة الشاسعة الواقعة شرق البلاد، بحسب وسائل إعلام يونانية. طلبت السلطات المحلية دعما جويا إضافيا لمكافحة النيران المستعرة بشدة في إيفيا.
ووعد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس من مقر جهاز الإطفاء بأثينا صباح السبت، بإعادة تشجير المناطق المتضررة من الحرائق سريعا.
وأوضح للصحافيين: "عندما ينتهي هذا الصيف المهول، سنصلح كل الأضرار في أسرع وقت ممكن"، وتعهد بأن "تُعطى المناطق المحترقة الأولوية في إعادة التشجير".
أما في البيلوبونيز، اشتعلت النيران في مئات الهكتارات شرق موقع أوليمبيا الأثري وفي منطقتي ماني وميسينا.
وأجبر أكثر من 5 آلاف ساكن وسائح إلى الفرار من ماني، حيث قدرت رئيسة البلدية إيليني دراكولاكو مساحة المنطقة المحروقة إلى الشرق من هذه المنطقة الجبلية والسياحية بنسبة 50%. وانتقدت في تصريح لقناة "أي أر تي" التلفزيونية غياب قاذفات المياه في الساعات الأولى الحاسمة من الكارثة.