" طريق الموت" مصطلح لم يأتى من فراغ أو مجرد مبالغة غير منطقية، لكنه واقع مرير يشهده طريق الأربعين الواقع بين مراكز نجع حمادى وفرشوط و أبوتشت شمال قنا ، أطلقه الأهالى على الطريق من كثرة الحوادث التى تكاد تحدث بشكل يومى و تسفر عن سقوط ضحايا ما بين جثث هامدة و مصابين.
الشهر الماضى شهد وقوع 4 حوادث دامية على الطريق ما بين سيارات متنوعة، راح ضحيتها عشرات الضحايا ما بين متوفين و مصابين ، فضلا عن سقوط ضحايا على مدار العام المنقضى يشير بعض المواطنين إلى أن عددهم وصل لـ 50 حالة وفاة، بخلاف المصابين.
الأسباب كثيرة لا يتحملها طرف واحد، فالسائقين لهم الدور الأكبر بسرعاتهم الجنونية على طريق غير مهيأ لتحمل سرعات كبيرة لضيق مساحته العرضية التى لا تتجاوز 10 أمتار، والأجهزة التنفيذية ممثلة فى الوحدات المحلية والطرق والكهرباء، لم تتحمل مسئوليتها كاملة فى وضع لافتات إرشادية وعمل مصدات خراسانية أو إنارة الطريق بشكل كامل لتيسير الرؤية أمام السائقين.
المسئولية المشتركة بين أكثر من وحدة محلية من جانب و هيئة الطرق و الكبارى من جانب، جعل العمل أو التحرك لحل أزمة طريق الأربعين" طريق الموت" أمراً غاية فى الصعوبة والبطء، مع استمرار نزيف الدماء على اسفلت الطريق، ليخلف مآسى و أحزان بين الكثير من الأسر، ليس فى مراكز شمال قنا فحسب، لكن للكثير من السائقين الذى شاء حظهم العبور على هذا الطريق المجهول.
قال عبدالرؤوف صالح " من أبناء قرية الحسينات، بمركز أبوتشت" أطلقنا على طريق الأربعين مسمى طريق الموت، منذ فترة طويلة نظراً للحوادث التى لا تتوقف على هذا الطريق، و طالبنا مراراً وتكراراً بتعديل حارته الضيقة وتوسعته من خلال أراضى الرى الموجودة على جانب الطريق، إلا أنه لم تحدث أى استجابة لمطالبنا حتى الآن ، وسط وعود كثيرة من النواب والمسئولين لكن لا جديد حتى الآن، لذلك لا حل لوقف نزيف الدماء إلا بازدواج الطريق حفاظاً على حياة المواطنين.
و أضاف صالح ، الطريق لا توجد به لافتات لإرشاد السائقين، أو صدادات لحماية المواطنين و السيارات حال تعرضها لحوادث، كما أن الطريق مظلم فى معظم أجزاءه و بعض الأعمدة لا توجد بها كشافات إنارة وهو ما يجعل المرور على الطريق أمراً فى غاية المخاطرة خلال فترة المساء، كما طالبنا مراراً وتكراراً بتعديل مداخل قرية الحسينات بعمل مطبات أمامها للحد من الحوادث أثناء خروج السيارات للطريق السريع، ولم تتم الاستجابة حتى الآن.
فيما قال خلف محمود حسين" من أبناء قرية الحسينات بأبوتشت"، رغم المطالبات التى لا تتوقف إلا أن نزيف الدماء على طريق الأربعين بطريق مص أسوان الزراعى، لم يتوقف، فطريق الموت يشهد حوادث بشكل يومى يروح ضحيتها العشرات من الأبرياء، نتيجة تهور سائق و إهمال مسئولين، وكل المطالبات بعمل لوحات إرشادية وصدادات لم تجد أى طريق للاستجابة حتى الآن.
و أشار حسين ، إلى أن ضحايا طريق الأربعين من الوفيات يصل لـ 50 حالة سنوياً، بجانب عشرات المصابين، وهو ما يستدعى ضرورة ازدواج الطريق مع عمل صدادات و إضاءة من الجانبين لضمان عبور المواطنين بسلام عبر الطريق، وحقن دمائهم.
وأوضح محمد مصطفى" من مركز نجع حمادى" أسلاك و كشافات الطريق تعرضت أكثر من مرة للسرقة والنهب، وهو ما يحول الطريق إلى ظلام دامس بشكل دائم، رغم محاولات الوحدات المحلية إنارة الطريق، لذلك لابد من تعاون وتنسيق بين كافة الأجهزة المعنية لوقف سرقة الكابلات مع عمل الإصلاحات اللازمة للطريق لكى يتناسب مع الكثافة المرورية على الطريق، مع ضرورة وجود لجان مرورية وشرطية و أجهزة رادار للحد من السرعات العالية على الطريق.