قال الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن هناك الكثير من الاعتقادات المنحرفة التي سرت بين كثير من الجهلة من اتخاذ التمائم والخيوط بأشكال مختلفة وانتشارِ تعليقها بقصد دفع العين والحسد والحماية من الأمراض ورفع البلاء ودفع القلق والتوتر والكآبة.
التمائم لدفع الحسد شرك
وأوضح «غزاوي» خلالخطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن كل ذلك ناشئ عن ضعف الإيمان والجهل بالتوحيد والتعلق بالأوهام والخرافات والدجل والشعوذة وترك القرآن الذي فيه الشفاء الحقيقي والغفلة عن ذكر الله وعن الآيات والأدعية الشرعية. وإلا فأين هؤلاء مما حذر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله «إنَّ الرُّقَى والتَمائِمَ والتِّوَلَةَ شِرْكٌ»، وقولِه صلى الله عليه وسلم: «من علق تميمة فقد أشرك».
ونبه إلى أن من أعظم سمات المسلم: توحيده لله وإقراره بربوبيته فلا يشوب عقيدتَه شيء من الشرك والأباطيل والبدع والخرافات، بل قلبه معلق بربه متوكل عليه، يعلم أن الله وحده مالك النفع والضر والعطاء والمنع؛ فلا يأتي شيئا يخالف منهج التوحيد ولا يرتكب أمرا ينافي الاعتقاد الصحيح وهو حذر فطن لا يرضى ما يفسد عقيدته ويلوث فطرته.
اعتقادات وتصورات باطلة
وأضاف: ولذلك فهو لا ينخدع بما يُرَوَّجُ له من قوانين قائمة على اعتقادات وتصورات باطلة كالدعاية للعلاج المبني على اعتقاد أن الطاقة مقابل الإله، فكما نعتقد نحن المسلمين أن الله سبحانه مدبر الكون والخالق المهيمن القادر الذي يفعل ما يشاء وبيده كل شيء وهو على كل شيء قدير فأولئك يعتقدون أن الطاقة لها قدرة تستطيع أن تعمل ما تريد في الوقت الذي تريد كيفما تريد عياذا بالله من ذلك.
ولفت إلى أنه قد صبغت هذه النظرية بصبغة علمية وخصصت لها دورات تدريبية تطويرية، أصبح لها سوق واتُخذت تجارةً يحقق أصحابها من ورائها أرباحا مادية، ومن العجائب أن يجادل بعضهم بغير علم زاعما أنها من الرُّقية الشرعية، وليست منها في شيء؛ فتلك النظريات والطقوس تقدح في التوحيد وتنتظم عقائدَ شيطانيةً وثنية، وتقوم على قضايا غيبية باطنية.
وتابع: ومع هذا يرى المتلقفون لها دون وعي ولا هدى أن قوالبها التطبيقية تلبي حاجتهم اليومية، وتتواءم مع تطلعاتهم في الوصول إلى صحة أبدانهم وسعادة نفوسهم بزعمهم، دون أن يتأكدوا من جدواها ويدركوا حقيقتها ومغزاها ويتثبتوا من حكمها الشرعي الكاشف لأصولها وصحة دعواها.
وأشار إلى أن للمسلم الصادق سماتٍ رائدة وخصائصَ فريدة تميزه عن غيره وتتوافق مع فطرته السوية، حري بكل مسلم أن يكون لها ذاكرًا وبها متمسكا؛ لينعم بتحصيل ثمارها وجني قطافها، ويحيا حياة طيبة، ويحققَ السعادة في الدارين، وقد تمثلت تلك السمات في أبهى صورها وأكمل معانيها في مجتمع الجيل الأول من سلف هذه الأمة الذين تمسكوا بدين الله واستقاموا كما أمروا وثبتوا على الحق فأفلحوا وأنجحوا وسادوا وشادوا، منوهًا بأن من سمات المسلم التي يتصف بها: اعتزازه بالله، «من كان يريد العزة فلله العزة جميعًا».