شهدت منطقة البساتين في محافظة القاهرة، مؤخرا جريمة قتل بشعة، أقدمت فيها ربة منزل على قتل ابنتها وإلقاء جثتها من الطابق الخامس، وذلك بعد أن رفضت الفتاة الزواج من عريس ثري يعاني اضطرابا ذهنيا، وصديق خالها، وتبلغ الضحية من العمر 17 عاما، وكانت تقيم مع والدتها صاحبة 42 عاما في منطقة البساتين.
تفاصيل الواقعة
وأضحت تقارير إعلامية أن خال الضحية أحضر لها عريسا ثريا للزواج منها، ولكنه يعاني من إعاقة ذهنية، مما دفع الفتاة إلى رفض الزواج منه إلا أن الأم تمسكت بالعريس الثري وحاولت إجبار الفتاة على الزواج منه رغما عنها.
سلبية الأب
طلبت الضحية من والدها الوقوف بجانبها وحمايتها من ضغوط والدتها وخالها، فتدخل مدافعا عن ابنته، لكنه تعرض للضرب المبرح والإعتداء بشكل من قبل زوجته وشقيقها، وطرد من المنزل كعقاب له، فاتجه للعيش مع نجله في المنيل.
وبعد هروب الوالد، وجدت الفتاة نفسها وحيدة أمام ضغوط أمها وخالها، وفلشت جميع محاولاتها في استعطاف والدتها، بعد محاولات عديدة من الضغوط، تعدى خال الفتاة ووالدتها عليها بالضرب حتى ماتت، واتفق الشقيقان على إلقاء جثة البنت من الطابق الخامس لإخفاء الجريمة وإظهارها على أنها حالة انتحار.
التستر على الجريمة
وحاول خال الفتاة الإسراع بإبلاغ مفتش الصحة لاستخراج تصريح الدفن، مدعيا أن الوفاة كانت طبيعية، إلا أن مفتش الصحة اشتبه بوجود شبهة جنائية وراء الحادث، وأخطرت الأجهزة الأمنية وتمكنت القوات الأمنية من القبض على المتهمين.
أمرت النيابة العامة بنقل جثة الفتاة إلى مشرحة زينهم، وانتداب الطب الشرعي للتشريح، وأمرت بحبس الأم والخال 4 أيام على ذمة التحقيقات.
جريمة بالصدفة
في هذا الصدد قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، إن عملية قتل تلك الفتاة كان يصنف ضمن جرائم القتل الاندفاعية اللحظية، نتيجة الضغوط، وهي جريمة تكون بالصدفة وغير مرتب لها.
وأوضح فرويز خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه علينا وضع احتمالات الحديث الدائر بين الفتاة ووالدتها وشقيقها، وأنها قد تكون اعترفت أو قالت ما لا يجب أن يكون، وهو ما أدى إلى تطور الأمر إلى جريمة قتل، مؤكدا أن ما حدث هو خطأ بكل تأكيد، وأنه سببه يمكن ألا يكون بسبب رفض العريس فقط، وإنما هناك أسباب أخرى.
واختتم قائلا: "إن الواضح من الجريمة وتفاصيلها أن الأم هي المسيطرة في المنزل وهي الأقوى ولها الكلمة، كما أن دور الأب سلبي جدا، للدرجة التي لم تمكنه من الدفاع عن ابنته لتقتل في النهاية".