الدعاء على شخص حرام.. شخص ظلمني وأوجع قلبي، فهل يجوز أن أدعو عليه وأقول اللهم اوجع قلبه كما أوجع قلبي.. سؤال ورد للشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
قال الدكتور محمود شلبي، إن دعاء المظلوم على الظالم جائز لقوله تعالى "لَّا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ".
وأشار إلى أن الأولى والأفضل أن يفوض المظلوم أمره لله ويقول "حسبنا الله ونعم الوكيل".
لا أستطيع أن اسامح من ظلمني.. فهل تقبل أعمالي؟
أفاد الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أجمل الصفات التي يتصف بها المسلم: العفو عند المقدرة؛ فعندما يقابل الإنسان الإساءة بالإحسان- يرضى الله عنه-، ويجازيه بالمغفرة والإحسان خير جزاء.
وأجاب فخر، خلال لقائه بفتوى مسجلة له، مضمونها : " لا أستطيع أن اسامح من ظلمني فهل تقبل أعمالي؟"، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حبب الينا أن نسامح من أذانا فلو لم تستطيعى ان تسامحي من أذاكى فهذا أمرك وشأنك مع الله عز وجل وهذا أمر، وقبول الأعمال والصيام أمر آخر.
وتابع أمين الفتوى: عليك ان تجتهدي فى العبادة وتسألي الله لكِ ان يطمئن قلبك ويريح نفسك ويوفقك الى مسامحة الناس حتى لو كنتِ من أخطأتِ أنتِ فى حقهم فالمسامح يسامح، وعلى هذا فإذا تسامحنا جميعًا كانت المسامحة فيما بيننا شيئا طيب حتى إذا ما تقابلنا عند الله كانت قلوبنا وصحائفنا بيضاء من ظلم بعضنا لبعض وفى هذا تخفيف علينا فى الحساب يوم القيامة.
وأشار إلى أن الإنسان فى حياته يقابل أصنافا مختلفة من الناس، منهم صاحب الخلق الحسن، ومنهم من لا يحسن المعاملة الطيبة والكلمة الحسنة؛ لذا وجب على المسلم أن يستوعب جميع الأصناف، فإذا قابل أناسا من فئة العقول السيئة والألسنة الحادّة لا يجوز أن يتعامل معهم بنفس أسلوبهم، فهو بذلك مثلهم، فالمسلم يكظم الغيظ ويتعامل بأسلوبه الخاص مع الجميع، وهذا نهج حبيبنا المصطفى- صلى الله عليه وسلم-.
الدعاء على شخص حرام
.. تلقت دار الإفتاء سؤالا يقول" سيدةٌ قريبةٌ لأحد الأشخاص ينطبق عليها ألد الخصم، فاحشة القول، بذيئة اللسان، تؤذي جيرانها، هذه السيدة سبته بألفاظ غير أخلاقية على مرأى ومسمع من الكثيرين، علمًا بأن هذا ليس أولَ موقف تجاهه، وفي لحظة ضيقٍ وضعف لجأ إلى القوي الجبار، وقام بالليل وصلى ركعتين ودعا على هذه السيدة أن يصيبها الله بمرضِ السرطان، وألحَّ في الدعاء. أرجو رأي الدين فيما تفعله هذه السيدة، ورأي الدين في دعائي عليها.
أجابت الدار في فتوى لها، أن سلوك المرأة المذكور فيه إثمٌ وخروج عن طاعة الله ورسوله، ولكن يستحب أن تردّ الإساءة بالمعروف، وأن تدعو لها بالهداية لعلها تتوب، واذكر قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]. ولا ينبغي الدعاء عليها بالمرض؛ لأنه إيذاءٌ للمسلم وضررٌ به، وإنما يمكنك اللجوء إلى القضاء إذا أصرَّتْ على الإساءة.
الدعاء على شخص حرام
تلقى الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء من سائل يقول: "هل يجوز الدعاء على الظالم؟".
أجاب الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار، أنه جائز، ولكن الدعاء يكون له فن في اختيار الكلمات أقول " حسبي الله ونعم الوكيل" أو اللهم رد ظلم فلان عني ونختار الألفاظ في الدعاء.
فيما أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه يجوز للمظلوم الدعاء على الظالم، مصداقًا لقول الله تعالى: «لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا»، (النساء:148).
وأضاف الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، فى إجابته عن سؤال: «هل يجوز الدعاء على الظالم؟»، أن النبى -صلى الله عليه وسلم- دعا شهرًا كاملًا وقنت في صلاته على الّذين غرروا بأصحابه من قبائل رِعْلٍ ذكوان وبني لحيان وعصية، حيث غدروا بسبعين من الصحابة وقتلوهم، ودعا عليهم باللعنة.
الدعاء على شخص حرام
واستشهد الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بما روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما- قَالَ: «قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا مُتَتَابِعًا فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَصَلَاةِ الصُّبْحِ ، فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ، وَيُؤَمِّنُ مَنْ خَلْفَهُ» أخرجه وأبو داود (1443)، وفي لفظ لمسلم (679): «اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ، وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَوْا اللهَ وَرَسُولَهُ».
واختتم الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه يجوز الدعاء على الظالم بجملة «حسبي الله ونعم الوكيل»؛ لأنها دعاء بمعنى «يارب انتصر لي والانتقام من الظالم».
أدعية عامة لرد الظلم
"يا رب إني أحب العفو لأنك تحب العفو، فإن كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ مكروهه عنّي، وينتقل عن عظيم ما ظلمنى به، فأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة وتب عليه واعفو عنه يا كريم، يارب إن كان في علمك به غير ذلك، من مقام على ظلمي، فأسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتي، فخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجئه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، وأخذله يا خاذل الفئات الباغية، اللهم أرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركنًا إلاّ وهنته، ولا سببًا إلاّ قطعته" .
- " يا رب أسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتي، فخذه من مأمنه أخذ عزيزٍ مقتدر، وأفجئه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر، واسلبه نعمته وسلطانه، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وانزع عنه سربال عزّك الذي لم يجازه بالإحسان، واقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، واخذله يا خاذل الفئات الباغية".
- "اللهم إني أستغيث بك بعدما خذلني كل مغيث من البشر، وأستصرخك إذ قعد عني كل نصير من عبادك، وأطرق بابك بعد ما أغلقت الأبواب المرجوة، اللهم إنك تعلم ما حلّ بي قبل أن أشكوه إليك، فلك الحمد سميعًا بصيرًا لطيفًا قديرًا. يارب اللهم انتقم من الظالم فى ليلة لا أخت لها، وساعة لا شفاء منها، وبنكبة لا انتعاش معها، وبعثرة لا إقالة منها".
دعاء المظلوم مكتوب
"اللهم اجعل كيده في تضليل ، وأرسل عليه طيرا أبابيل ، وألقه في الحطمة الكبرى ، خذه أخذ عزيز مقتدر . اللهم اهلكه هلاكا عاجلا ، كما أهلكت عادا وثمود".