لدى عودته من أولمبياد طوكيو أمس الثلاثاء، استُقبل الرياضي ولاعب الجمباز أرتيم دولجوبيات في إسرائيل استقبال الأبطال، بعد إحرازه أول ذهبية لإسرائيل في أولمبياد طوكيو والثانية في تاريخ البلاد.
على أن عودة دولجوبيات إلى إسرائيل منتصرًا لم تطلق العنان لمشاعر السرور والحماسة وحدها، وإنما أعادت إلى واجهة النقاش قضية اجتماعية تنتظر الحسم منذ أمد بعيد.
وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، وُلد دولجوبيات، البالغ من العمر 24 عامًا، لأب يهودي وأم غير يهودية، ولذا يُعتبر غير يهودي وفقًا للقوانين الإسرائيلية التي لا تعترف بالهوية الدينية اليهودية سوى لمن ولدوا لأمهات يهوديات، وتبعًا لذلك لا يحق للمولودين لأمهات من غير الديانة اليهودية الزواج من يهوديات.
وتقول أنجيلا بايلن، والدة دولجوبيات، إن ابنها يواعد صديقته اليهودية منذ أعوام، لكنهما لا يستطيعان الزواج في إسرائيل، ويتوجب عليهما السفر إلى الخارج لإتمام إجراءات الزواج المدني، لكن الرياضي الشاب لا يستطيع السفر إلى الخارج لأنه مضطر للمواظبة على تدريباته الرياضية.
وأوضحت بايلن أنها فكرت في اعتناق الديانة اليهودية، لكنها لم تجد الوقت الكافي لدراستها، لأن وقتها كان موزعًا بين العمل ومرافقة ابنها في تدريباته الرياضية.
أما ماريا ساكوفيتش، صديقة دولجوبيات البالغة من العمر 25 عامًا، فقالت إنها التقته قبل 5 سنوات في بيلاروسيا، وتعيش معه في إسرائيل منذ 3 سنوات، وأوضحت أن صعوبة الزواج منه لا تشكل مشكلة بالنسبة لها، وأن جل ما تقلق بشأنه هو سلامة خطيبها الجسدية وخطر تعرضه للإصابات.
وبالرغم من أن دولجوبيات وساكوفيتش لم يقدما بعد على خطوة الزواج المدني خارج إسرائيل، فإن فوز لاعب الجمباز المدوي أعاد إلى واجهة النقاش في إسرائيل قضية الزواج المدني.
ووصل الأمر إلى حد انتقاد وزير السياحة الإسرائيلي يوئيل رازفوزوف، الذي كان بدوره لاعب جودو مثّل إسرائيل في أولمبياد أثينا عام 2004، قوانين بلاده المتعلقة بالزواج، وكتب عبر حسابه على تويتر معلقًا على فوز دولجوبيات بذهبية الجمباز "فخر لإسرائيل على المنصات ومواطن من الدرجة الثانية عندما يتعلق الأمر بالزواج".
وبدورها، تعهدت زعيمة حزب العمل ووزيرة المواصلات الإسرائيلية ميراف ميخائيلي بالسعي لإنهاء سيطرة المؤسسة الدينية اليهودية على تشريعات الزواج، وقالت في اجتماع لحزبها "حان الوقت كي يتمكن كل شخص من الزواج حسب اختياره".