اجتمعت سفيرة إثيوبيا لدى مملكة بلجيكا ولوكسمبورج والاتحاد الأوروبي، "هيروت زيميني" مع رئيس وفد الاتحاد الأوروبي المعين حديثًا إلى إثيوبيا السفير “رولاند كوبيا”، حيث تخلل اللقاء محاولة إثيوبية للتلطيف من الأزمة الإنسانية المشتعلة في تيجراي، التي تقوم فيها الحكومة الإثيوبية باستخدام سلاح الجوع ضد مئات آلاف المدنيين من عرقية التيجراي، وهي الأزمة التي قد تكتب فصل النهاية لحكم آبي أحمد، وفق ما ذكرت صحف دولية.
أجواء ملبدة بالغيوم
وفي محاولة منها للتلطيف من الأجواء الملبدة بالغيوم، رحبت "هيروت" بالسفير "كوبيا" وأعربت عن استعدادها للعمل معه عن كثب لتحسين فهم الاتحاد الأوروبي للوضع الحالي في إثيوبيا.
وأعرب السفير كوبيا من جانبه عن استعداده لبدء عمله في سبتمبر، وتوصيل ما يريده الاتحاد الأوروبي من إثيوبيا.
وتلميعًا لصورة النظام الإثيوبي، أطلعت زيميني السفيركوبيا على سير الانتخابات الوطنية التي اختتمت بنجاح لصالح رئيس الوزراء آبي احمد، وزاعمة إن هناك تقدمًا في عملية سير العدالة والقانون والنظام ، وسريان وقف إطلاق النار الإنساني الأخير من جانب واحد الذي أصدرته حكومة إثيوبيا في تيجراي.
إثيوبيا تنفي جرائمها
ورمت المسئولة الإثيوبية كالعادة المتمردين بالمسئولية عن تأزم الأوضاع، برغم إن الصحف الدولية والمنظمات الدولية، تقول تقاريرها بإدانة الطرف الإثيوبي، علاوة على إدانة أمريكا والاتحاد الأوروبي للممارسات الإثيوبية في تيجراي، وهذا وسط تحليلات تقول بإمكانية سقوط آبي أحمد نفسه إذا ما استمر النزاع وبالأحرى الحرب الأهلية على هذا المنوال، خاصة وإن القتال لم يتوقف منذ 9 أشهر، بل ويتوسع.
قالت زيميني لكوبيا أن “جبهة التحرير الشعبية لتيجراي تستمر في شن الصراعات بدلاً من اتخاذ إجراءات لصالح إحلال السلام ، فضلاً عن أن الصمت المزعج للمجتمع الدولي لا يضغط عليهم”.
تكذب تصريحات زيميني
وبخلاف الوقائع على الأرض التي تؤيد جانب متمردي التيجراي، تكذب تصريحات زيميني، تصريحات قادة المتمردين، الذي قال قائدهم العسكري الجنرال تسادكان جبريتنساي بالأمس، إن آبي أحمد هو من أضاع الفرصة على الإثيوبيين وقرر إن الحرب هي خياره لحسم خلافه السياسي معهم.
انقسام البلد الإفريقي
ووفق تقرير لشبكة البي بي سي، فهناك مخاوف متزايدة بشأن الوحدة الإثيوبية مع تصاعد الصراع في منطقة تيجراي الشمالية، حيث امتد القتال إلى منطقتي أمهرة وعفار المجاورتين.
يأتي هذا على خلفية تحقيق قوات تيجراي مكاسب إقليمية كبيرة ، بما في ذلك السيطرة على العاصمة الإقليمية ميكيلي في يونيو بعد انسحاب وفرار القوات الإثيوبية وإعلان الحكومة وقف إطلاق النار من جانب واحد.
أزمة تيجراي تزداد سوءًا
وتقول بي بي سي :"كل ما يحدث يدل على أن أزمة تيجراي تزداد سوءًا".
وقالت قوات تيجراي إنها لن تتوقف عن القتال حتى يفي آبي بعدد من الشروط، والتي تشمل إنهاء الحصار الذي تفرضه الحكومة الفيدرالية على تيجراي وانسحاب الجيش الإثيوبي.
تسبب الصراع في أزمة إنسانية هائلة، تقول عنها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ، إن أكثر من 100 ألف طفل في تيجراي قد يعانون من سوء تغذية يهدد حياتهم، بينما تعاني نصف النساء الحوامل والمرضعات في المنطقة من سوء التغذية الحاد.
يقول خبراء الغذاء إن 400 ألف شخص في تيجراي يعانون من "مستويات كارثية من الجوع".
رواند.. العودة إلى مجازر التسعينيات
اليوم ، تحت إشراف آبي أحمد، انزلقت إثيوبيا إلى أزمة سياسية وإنسانية تهدد بقاء الدولة الفيدرالية، وهو ما زاد من أهمية التقارير التي تتحدث عن قيام مجموعات عرقية في مناطق مختلفة بتعبئة الميليشيات المحلية للانحياز إلى جانب أحد المتحاربين في الحرب الدائرة في تيجراي والمناطق المحيطة بها، إما مع قوات تيجراي وقوات آبي احمد.
وبحسب مجلة كونفيرسيشن، فهناك عاملان يجب أن يدقا أجراس الخطر بشأن الوضع الحالي، الأول هو عدم وجود تدخل دولي لإنهاء الصراع.. وثانيًا، وهو الخطر الكبير من تكرر الإبادة الجماعية التي حدثت في رواندا عام 1994.