بعد عامين ونصف العام من بلورة الفكرة و 11 شهر من إطلاق مشروع الشام الجديد وما ترتب عليه من اجتماعات ضمت قيادات الدول الثلاث مصر والعراق والأردن، خرج المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، معلنا ترحيب بلاده بمشروع «الشام الجديد» بين العراق والأردن ومصر.
وأكد زاده في مؤتمر صحفي عقده عبر الانترنت، ترحيب بلاده الدائم بكل ما يساعد على تنمية دور العراق في المنطقة، مضيفا بأن «إيران تدعم أي مشروع يعزز السلام والاستقرار في المنطقة».
مصر دولة موثوق بها
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إن إيران ترحب بمشروع الشام الجديد الذي تم بين الدول الثلاثة مصر والأردن والعراق لعدة اعتبارات منها، أن مصر دولة إقليمية موثوق بها بمعنى أن مصر مضمون التزامها بكل التعهدات التي توقعها مع الأطراف الأخرى.
وتابع أبو النور في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر أحد عوامل الأمن والاستقرار في الإقليم والمنطقة ككل، وإيران تعنيها أن تكون العراق أكثر استقرارا حتى تحافظ على نفوذها، لكن الثورات والتوترات تخصم من النفوذ
الإيراني في العراق.
استقرار في العلاقات المصرية الإيرانية
ولفت أن "دخول دولة كبيرة مثل مصر وتعقد تحالف كبير مع رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، هذا يضر إيران على المستوى البعيد ويخصم من رصيدها، ولكن إيران تريد أن تبني علاقات جيدة مع مصر وقد شاهدنا تقارير في خلال الأسابيع الأخيرة تشير أن هناك حالة من حالات الاستقرار في العلاقات المصرية الإيرانية، استقرار عند حالة عدم التوتر وعدم التطور في العداء بين البلدين".
التزامات مصرية
وأضاف أن "إيران تعلم جديا أن مصر التزمت التزاما كبيرا بكل ما تعاهدت به إقليميا في الملفات التي انخرطت بها، مثال أن إيران ثبت لها أن مصر هي الشريك الإقليمي الوحيد المضمون فيما يتعلق بالتهدئة في الملف السوري".
وأشار الى أن "إيران قد اختبرت المواقف المصرية في عهد الرئيس السيسي في السنوات الماضية وأكتشفت بالفعل أن مصر هي دولة كبيرة ودولة موثوقة ودولة يمكن الإعتماد عليها لإحلال الأمن والسلم الدوليين".
وتابع رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية : "لهذا ليس من الغريب أن تكون تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات بنائية تريد إيران أن تبني من خلالة علاقات جيدة مع مصر التي تريد إيران بالفعل أن تطبع معها وتعيد معها العلاقات المقطوعة منذ عام 1993.
اجتماع بغداد التاريخي
كان رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قد استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، في قمة ثلاثية عُقدت في بغداد 27 يونيو الماضي، لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل الاستراتيجي بين البلدان الثلاثة، بهدف الاستمرار بإرساء عوامل الازدهار ومقومات التنمية، والارتقاء بالجهود المشتركة سعيا لتحقيق التكامل الاستراتيجي فيما بينهم.
وتسعى البلدان الثلاثة «مصر والأردن والعراق» من خلال مشروع الشام الجديد، إلى إنشاء مناطق مهمة للتبادل التجاري وتنفيذ مشاريع عملاقة ضمن اتفاقيات تركز على الطاقة الكهربائية والثروة النفطية للعراق.