كشف الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، عن أهم المبادرات المقرر أن تطلق خلال فاعليات المؤتمر، وهي "وثيقة التعاون والتكامل الإفتائي".
وقال مستشار المفتي ، إنه منذ ارتبطت بلدان العالم بعضها ببعض في علاقات دولية وأعراف متفق عليها، قد أضحى التعاون فرضًا لازمًا على المستوى العالمي مع اختلاف المشارب والأهداف والأدوار؛ فلا شك أنه أكثر لزومًا على مستوى المؤسسات الإفتائية، وصياغة وثيقة تعد عقد افتائيا للموقعين عليها فالتعاون الإفتائي هو من باب التعاون على البر والتقوى الذي ورد الأمر به في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[المائدة: 2]
وأكد إبراهيم نجم أن وثيقة التعاون والتكامل الإفتائي، تعد نقلة نوعية في سياق التحول الرقمي داخل المؤسسات الإفتائية، لأنها أول وثيقة تقرر قيم ومبادئ وآليات التعاون بين مؤسسات الفتوى علي مستوى العالم.
وأوضح الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في تصريحات له أن أبرز البنود التي ستضمنها وثيقة مبادئ التعاون والتكامل الإفتائي بين المعنيين بالفتوى في أرجاء العالم، هي:
- أن التعاون والتكامل اليوم أشد ضرورة في العالم المعاصر الذي يشهد نجاح التكتلات ذات المصالح المشتركة
- التعاون لا يقتصر على جهة أو جماعة ذات اعتقاد واحد أو اتجاه واحد؛ بل هو باب واسع يجمع أصحاب الهدف الواحد في إطار مجموعة من الضوابط
- التعاون والتكامل مصلحة منشودة وضرورة لنجاح المؤسسات الإفتائية ووصولها إلى هدفها المنشود
- التعاون والتكامل لا يتعارضان مع التنافس المحمود سعيًا لتحقيق الرسالة الإفتائية والأهداف المنشودة وتنفيذ الآليات والإجراءات الموضوعة
- المؤسسات الإفتائية تجمعها رسالة واحدة تنبع من دورها في تحقيق متطلبات المستفتيين أفرادًا ومجتمعًا، وتختص كل مؤسسة بسياقٍ ثقافيٍّ وحضاريٍّ لا تعارض بينه وبين التعاون والتكامل
- التطور الرقمي يمثل إحدى أهم فرص تحقيق التعاون الإفتائي
- تبادل الخبرات من واجبات المؤسسات الإفتائية
- المتفق عليه فقهًا أو إفتاءً مجالٌ مُهَيَّأ للتفاعل والتعاون في المحتوى الفقهي والإفتائي
- الاختلاف الفقهي والحضاري الرشيد لا يحول دون التعاون والتكامل، بل يستدعيه ويستوجبه
- مؤسسات الإفتاء في العالم وهيئاته مراكز للحوار بين الدول والحضارات
- الأقليات المسلمة محل عناية؛ لذا تختص بمزيد من التعاون والتكامل النوعي بين مؤسسات الإفتاء
- جهات الفتوى في المراكز الإسلامية الوسطية في البلاد ذات الأقليات المسلمة مسئولة عن التواصل والتعاون مع غيرها من مؤسسات الفتوى لأداء رسالتها بدعم المسلمين في بلادهم
- الاستغلال الحزبي والسياسي يُفسد التعاون بين مؤسسات الإفتاء
ويهدف المؤتمر بحسب الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى التعاون بين مؤسسات الإفتاء في العالم وتطوير عملها بتطبيق التحول الرقمي والدخول بالعملية الإفتائية إلي عصر النهضة الرقمية
وتعقد دار الإفتاء المصرية مؤتمرها العالمي السادس، بالقاهرة علي مدار يومي 2 و3 أغسطس، تحت مظلة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بمشاركة وفود من 85 دولة يمثلون كبار مفتيي العالم ونخبة من الوزراء والشخصيات العامة والقيادات الدينية، ويحمل عنوان " مؤسسات الفتوي في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون".
وتتضمن محاور المؤتمر، بحسب البيان الرسمي الصادر عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، محورًا بعنوان: "الإفتاء الجماعي ومؤسساته.. الواقع والمأمول"، ومحورًا ثانيًا حول: "مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير ونماذج المعالجة"، أما المحور الثالث فيأتي بعنوان: "الإفتاء الجماعي في أزمنة الجوائح والأزمات"، كما يتحدث المحور الرابع عن: "تفعيل التطور الرقمي في مؤسسات الفتوى لمواجهة الجوائح وعبور الأزمات".
ومن المقرر أن يشهد ختام فعاليات المؤتمر، الكشف عن الفائز بجائزة الإمام القرافي لهذا العام، وتخريج دفعة من أئمة المساجد في الخارج.
كما تشهد الفعاليات، عرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى، وعقد مجموعة من مذكرات التفاهم مع عدد من المؤسسات الدينية العالمية.