تعد دورة الألعاب الأولمبية المقامة بالعاصمة اليابانية طوكيو استثنائية، ليس فقط لأنها أقيمت وسط استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد بعد تأجيل دام لمدة عام، بل لتسليطها الضوء على عدد من القضايا التي تشغل العالم، خاصة الاجتماعية منها، لتعكس بذلك أهمية الرياضة كأداة مؤثرة في المجتمعات، فضلا عن دورها في التركيز على ملفات مهمة بعينها.
إصابات جديدة
وأعلنت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بالعاصمة اليابانية طوكيو، تسجيل 18 إصابة جديدة بفيروس كورونا
وتضمنت حالات الإصابة الجديدة، رياضيا واحدا من المقيمين في القرية الأولمبية.
وكانت اللجنة قد سجلت أعلى حصيلة يومية منذ بدء إصدار التقرير اليومي في أول يوليو الماضي، بالإعلان عن 27 حالة يوم الجمعة الماضي.
هل أصيب أحد من البعثة المصرية؟
وصل فيروس كورونا إلى بعثة مصر المشاركة في الألعاب الأولمبية المقامة في طوكيو، حسبما أعلن عضو في اللجنة الأولمبية المصرية.
وأصيب مدرب المنتخب المصري للجودو المشارك في البعثة، الهولندي جورجيو جيفزجياني بـ"كوفيد 19".
وقال الملحق الإعلامي للبعثة المصرية عمرو سليم إن "مسحة أجريت لجميع المقيمين بالقرية الأولمبية في طوكيو الأربعاء، أظهرت نتيجة إيجابية للخبير الأجنبي لمنتخب الجودو الهولندي جورجيو جيفزجياني".
وأضاف سليم أن المدرب الهولندي مسؤول عن تدريب لاعبين اثنين فقط هما محمد عبد الموجود ومحمد عبد العال، وقد "تم التأكد من أن مسحتيهما سلبيتان"، مشيرا إلى أن اللجنة الطبية المصرية "عزلت اللاعبين ووضعتهما تحت الملاحظة احتياطيا".
حصيلة الإصابات عالية
ووصل إجمالي عدد المصابين بالعدوى بين المعنيين بالأولمبياد إلى 259 حالة، اعتبارا من أول يوليو، من بينهم 24 رياضيا.
طوكيو تعيش أسوء وضع منذ بداية الوباء بسبب الأولمبياد
وتعيش طوكيو، حالة من الطوارئ بسبب الألمبياد حيث يتم أمر المطاعم بالتوقف عن تقديم المشروبات الكحولية بعد الساعة 8 مساء لكن هذا ليس إلزاميا.
وتجاوزت حالات الإصابة في اليابان 10 آلاف حالة لأول مرة ولليوم الثالث على التوالي سجلت طوكيو ارتفاعا آخر، حيث سجلت 3865 حالة جديدة وتجاوزت الرقم القياسي السابق الذي تم تسجيله قبل يوم واحد فقط.
الصحة النفسية للاعبين أخطر من الكورونا
جاء قرار البطلة الأمريكية الأولمبية سيمون بايلز، بالانسحاب من نهائي المسابقة الكاملة للفرق بعد قفزة واحدة فقط، صدمة للعالم، خاصة أنها واحدة من أبرز نجوم الجمباز، حيث فازت بـ 4 ميداليات ذهبية وبرونزية في أولمبياد ريو 2016.
وعللت سيمون بايلز، الانسحاب بوجود مشاكل في "الصحة النفسية، إذ بدت تكافح من أجل الحفاظ على تركيزها الذهني، قبل أن تعلن انسحابها من المسابقة الجماعية، وعدد من المسابقات الفردية في الأيام التالية.
وعلى الرغم من الجدل الذي أثير حول انسحابها، إلا أن هذا القرار أعاد الحديث عن الصحة النفسية للاعبين، لذلك أعلن الاتحاد الأمريكي للجمباز عن دعمه لانسحابها، معربًا عن إشادته بشجاعتها في إعطاء الأولوية لرفاهيتها، وفقًا لما ذكره بيان نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وقالت سيمون بايلز: "الصحة الذهنية.. يجب أن أفعل ما هو مناسب لي وأن أركز على صحتي النفسية وألا أعرض صحتي وحياتي للخطر".
وأضافت: "لم أعد أثق بنفسي كثيرا.. خلال يومين نشر الجميع تغريدات على تويتر وشعرت بثقل العالم ملقىً عليّ.. نحن لسنا رياضيين فقط. نحن بشر. وأحياناً ما علينا سوى التوقف والرجوع خطوة إلى الوراء".
وحسب دراسة نُشرت مؤخرًا من قبل باحثين في جامعة تورنتو الكندية، فإن انتشار الأعراض المرتبطة بالاضطرابات العقلية يكون متزايدًا بين الرياضيين مقارنة بالمواطنين، إذ يعاني هؤلاء اللاعبين من الاكتئاب والقلق واضطرابات المعدة.
وعلقت كاثرين تامنين، إحدى علماء النفس المشاركين في الدراسة قائلة: "أعتقد أن نتائج دراستنا جديرة بالملاحظة لأن البيانات تم جمعها قبل بدء ظهور فيروس كورونا".
وأكدت أن تفشي كورونا وإجباره على تأخير دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو لمدة عام، وتغيير إجراءات التدريب، وعزل الرياضيين، يمكن أن يكون لهم تأثيرات سلبية أكثر وضوحًا.
يذكر أن لاعبة التنس اليابانية، نعومي أوساكا، كانت خير مثال أيضًا للتعبير عن أزمة اللاعبين النفسية، إذ أعلنت في مايو الماضي، الانسحاب من بطولة فرنسا المفتوحة لحماية صحتها النفسية، في خطوة حظيت بدعم كبير من الرياضيين.