جذوعها وفروعها الممتدة بشكل عرضى على مسافة تتجاوز 20 متراً يوحى بأن الشجرة ورائها أسرار عظيمة، وهو ما حولها إلى شجرة مبروكة يحيط بها الغموض و الكثير من الأساطير، ومقصد لأهالى نجع حمادى و بعض مراكز محافظة قنا ، المعتقدين بقدرة الشجرة على شفاء الكثير من الأمراض بمشيئة الله تعالى.
شجرة "الشيخ حسن" كما يطلق عليها أهالى قرية قصر الصياد بـ نجع حمادى ، لم يستدل على تاريخ محدد لوجودها فى المنطقة، غير أن الجميع يؤكد بأن عمرها لا يقل عن 500 عام، وهو ما تؤكده جذوع الشجرة التى توحى بعراقة وقدم لا يحتاج لخبراء أو متخصصين للتأكيد على هذه النقطة.
غموض و أسرار الشجرة تزداد مع كل يوم جمعة، حيث تتوافد النساء بأطفالهن، بحثاً عن علاج لأطفالهن، أو بحثاً عن علاج للعقم وفك السحر والأعمال السلفية، اعتقاداً منهن بأن بركة المكان سوف تحقق لهن ما يحلمن به لأنفسهن أو لأطفالهن، فضلاً عن فئة أخرى تأتى بحصاً عن المادة الحمراء التى يعتقدون قدرتها على الشفاء من الأمراض الجلدية.
ما يزيد من أهمية المكان وجود مقابر للأطفال الصغار حول الشجرة والتى تركها الأهالى لدفن أى طفل صغير سواء من القرية أو من خارجها، وسط مطالبات لا تتوقف بعمل سور يحيط بالمنطقة حفاظاً على حرمة الموتى، و الحفاظ على المكان الذى لا يتوقف عن استقبال الزائرين طوال الأسبوع.
قال خليفة محمد محمود "مزارع" ، عمرى 72 عاماً: منذ صغرى و أنا أجد الناس يتوافدون إلي شجرة الشيخ حسن، وخاصة يوم الجمعة ، حيث يقصدونها للتبرك بالشجرة لما يتمتع به الشيخ حسن من سيرة طيبة سمعناها من آبائنا و أجدادنا وهو ما أعطى قيمة و أهمية كبيرة للشجرة، و يقصدها الأهالى لعلاج أطفالهم المرضى سواء بالبقاء أسفل الشجرة و تبخيرهم بالبخور التى يحضرونها معهم، أو إنزال الأطفال لنهر النيل للاستحمام بمياه النيل المجاور للشجرة.
و تابع خليفة محمود، الشجرة اكتسبت أهميتها أيضاً كونها تقع وسط مقابر للأطفال الصغار، حيث تم الاستفادة من المكان كمقابر لدفن الأطفال الصغار من أى مكان وليست مقتصرة على أبناء القرية فحسب، لكن المقابر أحدث من الشجرة ، فالمقابر بدأ الدفن فيها منذ فترة قريبة.
و أضاف يوسف محمد نصر" مزارع" 62عاماً، الشجرة عمرها يتجاوز الـ 500 عام وتوجد منها شجرة فى مدينة اسنا بمحافظة الأقصر، و أخرى فى أسوان بنفس الشكل، لكن هذه الشجرة تتميز بمزايا لا توجد فى الأشجار الأخرى، حيث يقع جذعها فى أعلى الشجرة ، كما أنها تعرضت للنيران لكنها مازالت باقية و أوراقها خضراء.
و أوضح نصر، بأن الشجرة تخرج مادة حمراء شبيهه بالدم بداية من يوم الخميس وحتى نهاية يوم الجمعة ، يعتقد الناس فى قدرتها على الشفاء بإذن الله تعالى، من أمراض كثيرة وخاصة الجلدية، لذلك يأتون إليها بكافة فى هذا اليوم من الأسبوع، إضافة لمن يعتبرونها شجرة مباركة تشفى الأمراض المستعصية لدى الأطفال.
و طالب نصر، بأن توافق المحافظة و حماية النيل، على عمل سور للمنطقة المحيطة بـ الشجرة، والتى يتم دفن الأطفال الصغار تحتها، حفاظاً على حرمة الموتى و لمنع أى تعديات قد تحدث على المنطقة.
وأشار محمد حسين، إلى أن لجنة زارت القرية منذ سنوات وفحصت جذوع الشجرة و أكدت أن عمرها يصل لـ 700 عام لوجود عدد من الدوائر والعلامات التى تدل على فترات زمنية معينة للشجرة ، لكن اللجنة لم تتطرق إلى المادة الحمراء التى تخرج من الشجرة يوم الجمعة من كل أسبوع.
وفى المقابل يرى أحمد فوزى" مدرس" الشجرة قديمة ولا يمكن إنكار ذلك، وهو ما يفسر نزول مادة حمراء من الشجرة كل فترة، وهو أمر متعارف فى معظم الأشجار القديمة التى يمر على بقائها سنوات كثيرة، لكن الناس تروى أساطير وحكايات ليس لها علاقة بالواقع أو الحقيقة، ونتمنى أن يكون هناك دور للأجهزة المعنية للبحث فى تاريخ هذه الأشجار وتفسير ما يحدث بها بشكل علمى للرد على استفسارات الناس ودحض أى شائعات تدور حول الشجرة.