لم يمر 48 ساعة على اتفاق الجانب الأردني والسوري على فتح معبر جابر الحدودي قبل أن يكشف مصدر مسؤول في وزارة الداخلية الأردنية، إنه سيتم إغلاق المعبر مؤقتا أمام حركة البضائع والركاب، نتيجة لتطورات الأوضاع الأمنية في الجانب السوري.
وتشهد محافظة درعا جنوبي سوريا والمحاذية للحدود الأردنية، حربا حقيقية منذ الخميس، انطلاقا من الريف الشرقي للمحافظة مرورا بالمدينة وصولا إلى الريف الغربي، بين القوات الحكومية والأجهزة الأمنية التابعة لها من جهة، ومسلحين محليين من جهة أخرى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقطع مسلحو المعارضة السورية بريف درعا الأوتوستراد الدولي دمشق عمان على بعد نحو 10 كم عن معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وذلك بعد إعلان فتح المعبر من الجانب الأردني.
وفي السطور التالية نقدم لكم بعض المعلومات عن معبر جابر الحدودي، الذي تقوم الحكومة الأردنية بإغلاقه بين الحين والأخر، «أكثر فترات إغلاق المعبر كانت في إبريل 2015، حيث ظل مغلقا لمدة 3 سنوات».
حكاية معبر جابر الحدودي
معبر جابر الحدودي هو أحد المعبرين الحدوديين بين الأردن وسوريا، يقع بين بلدة جابر الأردنية في محافظة المفرق، وبلدة نصيب السورية في محافظة درعا، وهو أكثر المعابر إزدحاماً على الحدود السورية، حيث تنتقل عبره معظم البضائع بين سوريا وكل من الأردن والخليج.
العمل في إنشاء المعبر بدأ عام 1991 على مساحة 2,867 دونم، وقد تم استحداث ما مساحته 280,000 متر مربع من مباني وساحات وطرق، وأنجز عام 1996.
المعبر بدأ العمل فيه رسميا في 1997، حيث أصبح يستقبل المسافرين القادمين والمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية، واستقبال الشاحنات القادمة والمغادرة من خلال فرع الشحن.
تم إجراء مشاريع لتوسعة المعبر وزيادة قدرته على تقديم خدمات بمستوى أفضل لزوار البلدين وبسبب ازدياد حركة المسافرين عبر المركز الحدودي، حيث تم إنشاء مبنى حديث للقادمين وآخر للمغادرين وثالث للشحن مزود بكافة الخدمات التي يحتاجها المسافر.
أغلق المعبر في عدة مراحل بسبب الظروف السياسية، ويعد نقطة العبور الرئيسية للصادرات السورية إلى الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي.
إغلاق معبر جابر الحدودي
الحدود مع سوريا شريان مهم لاقتصاد الأردن، إذ تصدر عبرها بضائع أردنية إلى تركيا ولبنان وأوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول.
وشكل إغلاق المعبر في أبريل 2015 بسبب النزاع في سوريا، ضربة موجعة لاقتصاد المملكة التي سجل التبادل التجاري بينها وبين جارتها الشمالية عام 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع تدريجيا بسبب الحرب التي اندلعت عام 2011.
وفي 15 أكتوبر 2018 أعيد فتح معبر جابر نصيب الحدودي بعد إغلاق دام لمدة 3 سنوات، حيث فتحت البوابة الحدودية السوداء من الجانب الأردني من الحدود في الساعة الثامنة صباحا.
واستأنفت حركة النقل البري للركاب والبضائع بين البلدين يوميا من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي حتى الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي.
وأشار الاتفاق الموقع حينها بين البلدين لفتح المعبر إلى «إمكانية مغادرة مواطني كلا البلدين إلى سوريا»، لكنه أوضح «بخصوص القدوم للأردن» أن «الشخص القادم (من سوريا) يحتاج إلى موافقة أمنية مسبقة، وفي حال العبور يحتاج إلى إبراز إقامة أو تأشيرة سارية المفعول للبلاد التي ينوي السفر إليها».
وبالنسبة لسائقي الشحن والمركبات العمومي فإنهم «يخضعون للإجراءات الحدودية فقط».
وأغلقت الحكومة الأردنيةمعبر حدود جابر في 12 أغسطس 2020 بعد ارتفاع كبير في عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا.
وأعيد فتح المعبر في الربع الثاني من العام الجاري مع اعتماد قيود تضمنت نظام نقل تبادلي للركاب والبضائع (باك تو باك)، والسماح لعدد محدد بـ 150 شخصا يوميا من القادمين إلى الأردن، بالعبور، بينما كان المغادرون والقادمون بحاجة إلى موافقة أردنية مسبقة.
قبل 4 أيام
أعلنت الحكومة الأردنية الأربعاء إعادة تشغيل معبر جابر نصيب مع سوريا اعتبارا من الأحد بشكل شبه عادي، بعد نحو عام على عمله بشكل محدود في إطار إجراءات للحد من انتشار فيروس كورونا.
وأكد وزير الداخلية الأردني مازن الفراية في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري محمد خالد الرحمون، ضرورة إعادة التشغيل الكامل لـ معبر جابر الحدودي بين البلدين.
وأوضح الوزير أن المركز الحدودي يمثل أهمية استراتيجية تعود بالنفع والفائدة على الأردن وسوريا ومصالحهما المشتركة.
من جهته، رحب الوزير السوري بإعادة التشغيل الكامل للمعبر، مبدياً استعداد بلاده لاتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص.
واتفق الجانبان على قيام الجهات التنفيذية العاملة في المعبر بالتنسيق الميداني بشأن الإجراءات اللازمة لإعادة التشغيل الكامل للمعبر، وبما يحقق الغايات المرجوة وضمن البروتوكول الطبي المعتمد.
تفاصيل الاتفاق الجديد
أوضح وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، أنه سيسمح لـ 500 من المسافرين القادمين من سوريا يوميا التسجيل لـ المرور من المعبر الذي كان يعبره الآلاف في الاتجاهين يوميا قبل جائحة كورونا، ولمئتي مركبة (مئة من كل جانب) بالمرور.
وقال الفراية الأربعاء إنه تقرر «إلغاء نظام النقل التبادلي، والسماح للحافلات بالعبور إلى الجانب السوري والعودة منه».
كما تقرر «السماح بمغادرة الأشخاص من مختلف الجنسيات إلى سوريا دون الحاجة إلى موافقة مسبقة من الجانب الأردني»، بينما يحتاج السوريون القادمون لموافقة.
وعلى القادمين من سوريا الى الأردن التسجيل مسبقا في منصة إلكترونية وإبراز شهادة فحص كورونا سوري صادر خلال 72 ساعة، وإجراء فحص آخر داخل معبر جابر مع استثناء الأردنيين الحاصلين على جرعتين من اللقاح في الأردن.
وسيسمح للسوريين الموجودين في الأردن الراغبين بالعودة لبلدهم "بالمغادرة دون أي شروط مسبقة".
معبر جابر شريان حياة
يذكر أن مركز حدود جابر يستقبل يوميا بين 90 و110 معاملات شحن، بحسب مدير مركز حدود جابر العقيد مؤيد الزعبي، فيما يبلغ عدد المسافرين بين 600 و700 بين قادم ومغادر يومياً.
وبلغ التبادل التجاري عام 2020 بين الأردن وسوريا 108,7 ملايين دولار، وفقا لأرقام رسمية أردنية.