تحدث الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي عن السؤال الذي يشغل بالكثير وهو كيف يمر الوقت على الموتى في القبور، منوها إلى أن الميت لا يشعر بمرور الوقت أو الزمن بعد الموت والدفن في القبر.
كيف يمر الوقت على الموتى
وأكد الشيخ محمد متولي الشعراوي، أن الميت لا يشعر بالزمن أبدًا، كما هو الحال بالنسبة للنائم الذي يستيقظ ولا يعرف كم من الوقت استغرق نومه، مستشهدًا بقول الله تعالى عن أهل الكهف الذين ناموا في كهفهم 309 سنة، ثم استيقظوا: «قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ» الكهف.
وأضاف «الشعراوي» في فيديو، أن حساب الزمن يأتي من تتبع الوعي للأحداث في الزمن، لافتًا إلى أن النائم لا تحدث معه أحداث، مستشهدًا بقوله تعالى: « كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)» النازعات.
كيف يمر الزمن على الموتى في القبر
وأوضح أن العبد بمجرد أن يموت وينتقل إلى حياة البرزخ؛ تقوم قيامته، مؤكدًا أن القبر فيه نعيم وعذاب، وأن عذاب القبر لون من ألوان العذاب التي يعذب بها الكافر يوم القيامة.
واستشهد إمام الدعاة على عذاب القبر بقول الله تعالى عن مصير آل فرعون في القبر ويوم القيامة: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)» غافر، لافتًا إلى أن زمن الإنسان لا يخرج عن 3 أزمنة، هي: الحياة الدنيا، وحياة البرزخ بعد الموت، ثم في الآخرة بعد قيام الساعة.
وأوضح أن آل فرعون قال الله عنهم: «وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)» فهذا مصيرهم في الآخرة، مشيرًا إلى أنهم لم يعرضوا على النار في الحياة الدنيا كما قال: «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا»، لذلك هذا دليل على أنهم يعرضون على النار في الحياة البرزخية.
وأردف أن الحياة الدنيا هي دار العمل وتحصيل الحسنات أو السيئات، والحياة البرزخية هي دار العرض على ما سيؤول إليه العبد يوم القيامة، لافتًا إلى أن الحياة الأخروية يوم تقوم الساعة، هي دار الجزاء والإدخال (إما جنة أو نار).
وأوضح أن عذاب القبر سمي عذابًا رغم أنه عرض على النار؛ لأن العذاب ينقسم قسمين، الأول الإدخال في النار، والآخر العرض على النار، لافتًا إلى أن رؤية الجحيم الذي ينتظر الإنسان، هو عذاب يعذب به أهل النار.
هل يشعر الميت بالوحدة
قال الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن ابن آدم عندما يتوفاه الله وينزع ملك الموت من الإنسان روحه فتصعد إلى باريها، ينتقل المتوفى من الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية التي تختلف عن الحياة الدنيا، بصورة يعلمها الله عز وجل.
وأضاف «ممدوح» في فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردًا على سؤال: “هل يستمر عذاب القبر إلى قيام الساعة؟”، أن العبد بعد موته ودخوله قبره، فإن هذا القبر يكون إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حُفر النار، مشيرًا إلى أن عقيدة المسلمين على ذلك، كما وردت النصوص من الكتاب والسُنة.
وأوضح أن العبد المؤمن الذي قضى الله بأن يناله شيء من النعيم؛ يحصل له ذلك، ومن قضى عليه بأن يناله شيء من العذاب والجحيم، يناله ذلك، لافتًا إلى أن نعيم القبر وعذابه، هي مقدمات لما سيحصل معه بعد البعث من القبور يوم القيامة، إما إلى الجنة أو النار.
هل يتلاقى الأموات
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول: "هل يتلاقى الأموات والأرواح بعد الدفن، فمثلا دفن شخص في القاهرة وآخر في دمياط، فهل يتقابلان؟".
وأجاب الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، عن السؤال، بأن التلاقي لا يكون بالجسد، وإنما تتلاقى الأرواح، والأرواح لا تعرف الزمان ولا المكان.
وأضاف: "الميت المدفون في القاهرة، يتلاقى مع روح المدفون في دمياط أو قنا أو أستراليا"، منوها إلى أن عالم الأرواح له قانون آخر، مشيرا إلى أن الأرواح تتلاقى إذا حسنت وصلحت، ولو كانت في أبعد الأماكن.
كيف يؤنس الميت في قبره
الدعاء للميت بعد الدفن وزيارة قبره من السُنن المستحبة والوصايا النبوية الشريفة، لذا فعن الدعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره ، علينا أن نتجنب الجلوس على المقابر فنجلس بجوارها ولكن لا نقعد عليها لأن هذا به إهانة للميت فنحن فى عقيدتنا، حيث إن الميت يتأذى مما يتأذى منه الحى.
ولتقديم دعاء للميت بعد الدفن، يجب عندما نجلس بجوار المقبرة، نجلس ونحن مستحضرين لأمر هام وهو أننا ذهبنا للعظة والاعتبار وننظر دائمًا إلى القبر أثناء دعاء للميت بعد الدفن ونتذكر أننا فى يوم من الأيام سنكون فى هذا القبر فنفعل ما يحب أن يفعله من بعدنا معنا من دعاء للميت بعد دفنه والقعود عند قبره عندما نكون فى هذا القبر فنخلص فى الدعاء للميت بعد الدفن ونكثر من قراءة القرآن.