بعد أذان الفجر يخرج العاملين فى حصاد التين الشوكى من منازلهم متجهين الى المزارع ، وخلف أوراق الشجرة العريضة تجدهم يقفون وسط المزارع بقرية الدير مركز طوخ بمحافظة القليوبية التى تشتهر بزراعة التين الشوكى التى يتميز بشكله البيضاوي وألوانه الجميلة.
أقرأ ايضا:
الهجان: 84 ألف من أهالي القليوبية يتلقون لقاح كورونا عبر 11 مركز تطعيم
ويبدأ العاملون فى جمع المحصول ويتنقلون من شجرة لأخرى لجمع ثمرات التين ووضعها داخل أقفاص من الجريد والبلاستيك .. يتألمون من الشوك ويتحملون الصعاب سعيا وراء لقمة العيش ورزق أولادهم وأسرهم.
"منى مبارك" ربة منزل قالت انها تعمل فى التين الشوكى منذ 4 سنوات و تستحمل التعب من أجل مساعدة زوجها ومواجهة متطلبات الحياة والسعي وراء لقمة العيش.
واشارت خلال لقائها بـ “ صدى البلد ” الى ان الشغل فى التين الشوكى متعب جدا لان جمع التين يختلف عن حصاد أى فاكهة أخرى لأن الثمرة تحتوى على أشواك تؤلمنا أثناء الجمع ، كما تحتوى الشجرة على أشواك أكثر حدة تتسبب فى إصابة من يقترب منها بجروح بالاضافة الى اللبس الثقيل تحت أشعة الشمس الحارقة.
واضاف محمد عزت الكردي من قرية الدير بمركز طوخ بالقليوبية إنه يعمل فى زراعة وتجارة التين الشوكى منذ سنوات طويلة حيث ورثها الجميع أب عن جد داخل قرية الدير وضواحيها ، مؤكدا ان زراعة التين الشوكى مكلفة لانها تحتاج الى اهتمام وعمالة مدربة على الجمع.
وأشار الكردى إلى أن عمال الحصاد يرتدون قفازات لحمايتهم من شوك التين الذي ينغرس فى كفوفهم بجانب شكائر من البلاستيك يرتدونها لحماية أجسادهم من شوك الشجر قائلا " الشغلانة دى مش اى حد يشتغل فيها".
وتابع أن العمالة تبدأ فى العمل داخل المزرعة منذ الفجر وحتى الساعة التاسعة ويستمر موسم الجميع منذ حتى شهر نهاية شهر أغسطس مضيفا إن طريقة حصاد أو جمع التين الشوكى صعبة تتم باستخدام ملابس وقفازات فى الايدى ويتم الجمع من الساعة 4 صباحا حتى الساعة 9 صباحا لأن شوك التين يؤثر أكثر فى وجود الشمس يعتبر معدوما فى غيابها.
من جانبه أكد الحاج محمد الكردى، إنه يعمل فى زراعة وتجارة التين الشوكى منذ سنوات طويلة، مشيرا إلى أن قرية الدير بطوخ وبعض القرى الأخرى فى القليوبية تعد من أشهر مناطق تسويق التين الشوكى فى مصر وجميع التجار يلجأون إليها لشراء التين لبيعه بالأسواق، مؤكدا أن أرض القليوبية من أفضل الأراضى على مستوى المحافظات حيث تتميز بجودتها العالية وبالتالى جودة محاصيلها بكافة أنواعها.
وأوضح محمد الكردى، أن التين الشوكي فى مزارع القليوبية يعد فاكهة الغلابة، حيث يتميز بسعره الرخيص، مشيرا إلى أن أى أسرة تستطيع شراء التين الشوكى نظرا لسعره الرخيص حيث يباع بالواحدة أو بالكيلو.
وعن زراعة التين الشوكى قال الحاج محمد الكردى : أن أشجاره تثمر بعد عامين من زراعته ثم تتزايد حتى تصل الى حجمها الطبيعى بعد 5 سنوات، موضحا أن احتياجات المحصول المائية قليلة حيث يتم ريه من 3 - 4 مرات فى العام حسب نوع الأرض، مضيفا أن موسم الجمع يبدأ فى منتصف شهر يوليو وينتهى فى شهر أغسطس.
وأضاف أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة أثرت على الإنتاج بشكل كبير لأن محصول التين الشوكي له برنامج محدد فى الري، كما أن ظروف فيروس كورونا كان لها تأثير أيضا على المبيعات رغم أن التين لا يوجد به أي مخاطر على الإطلاق منذ جمعه وحتى بيعه.