انطلقت، اليوم، أعمال ورشة العمل التشاركية لاختيار الأصناف البرية والمنزرعة ذات الأهمية الاقتصادية بواحة الخارجة ضمن فعاليات مشروع الإدارة المستدامة للنظم الايكولوجية الزراعية بواحة الخارجة.
يأتى ذلك بحضور الدكتور نصر الدين حاج الأمين ممثل منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بمصر والدكتور محمد يعقوب نائب ممثل المنظمة وقيادات العمل التنموي بالوادي الجديد.
وصرح الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء والمنسق القومي للمشروع بأن هذه الخطوة تعد الأولي من نوعها بالواحة لتحقق استدامة الموارد الطبيعية، بالحفاظ علي الأصول الوراثية لبعض النباتات والأقارب البرية بالواحة، مؤكدا أن المشروع يستهدف حفظ ثلاث أنواع من الأقارب البرية للمحاصيل المنزرعة بالطرق العلمية من خلال بنوك الجينات الحقلية.
من جانبه أكد الدكتور نصر الدين ممثل منظمة الفاو، ضرورة تبني الأفكار الجديدة للحفاظ علي الأصول والموارد النباتية وأفاد ممثل الفاو بأن المشروع أحدث نقله نوعية في عملية التوعية لدي مزارعي الواحة بإتباع نهج التخطيط والعمل التشاركي في كافة مراحل العمل.
وأعرب الدكتور محمد يعقوب نائب ممثل منظمة الفاو بمصر عن شكره لمركز بحوث الصحراء علي ما قام به خلال الفترة الماضية في عملية نشر الوعي البيئي لدي المزارعين وأهمية الحفاظ علي الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي بالواحة.
وأشار الدكتور محمد حمدي عمار، أستاذ ورئيس قسم الأصول الوراثية بمركز بحوث الصحراء والمشرف علي النشاط إلى أن أهمية التنوع البيولوجي تتمثل في إثراء الوسط الزراعي بالكائنات الحية التي تحافظ علي النظام البيئي.
وأضاف أنه خلال عمليات الرصد للفريق البحثي لنشاط التنوع البيولوجي تم تسجيل قرابة 96 نوعًا من النباتات البرية بالقرى الثلاث للواحة تمثل النباتات البرية بمنطقة عمل المشروع، حيث تم حصر ورصد وتقييم ما يقرب من 22 نوعا من الأقارب البرية تنتمى الى 10 عائلات نباتية لأنواع المحاصيل المنزرعة بالواحة تستخدم معظمها في العديد من المجالات سواء الطبية أو الرعوية بالإضافة الي إمكانية استخدام بعض الأقارب البرية في تغذية الإنسان، كما تم رصد ما يقرب من 29 نوع نباتي منزرع بالقرى الثلاث شملت المحاصيل الحقلية ومحاصيل الحبوب والأعلاف الخضراء والعديد من أشجار الفاكهة.
وأوضح الدكتور أحمد إمام، أستاذ الحشرات بمركز بحوث الصحراء،، أنه تم رصد وتقييم ما يقرب من أحد عشر أنواع من الملقحات الحشرية في الحقول التمثيلية لمحاصيل الفول والبرسيم الحجازي.
وتابع الدكتور عماد عوض مسئول الاتصال والتواصل المجتمعي بالمشروع، أن مثل هذه الفاعليات واللقاءات تعزز دور المشاركة المجتمعية ويساعد في دفع عجلة التنمية الزراعية بالواحة، كما أن إشراك المزارعين في مثل هذه الفاعليات أتاحت لهم الفرصة في التعرف على أهمية وفوائد التنوع البيولوجي بالواحة.
وفي نهاية الورشة تم الاتفاق مع المزارعين علي اختيار ثلاث أنوع من النباتات البرية وهي نبات الهجليج الذي يستخدم في علاج الحروق السكرى وعلاج الملاريا ويستخدم في طرد الديدان ونبات الدمسيسة الذي يعالج الامراض الصدرية والروماتيزمية ويعالج مرض السكرى ومفيد ايضا في طرد الحصوات.
وأخيرا تم اختيار شجرة الدوم وهي شجرة معمرة تعالج ضغط الدم المرتفع وتعمل على الوقاية من تصلب الشرايين وخفض نسبة الكوليسترول.