الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.أميرة مجدي تكتب: العنف الأسرى

صدى البلد

تمر المجتمعات الآن بفترة من القلق وتوتر  بسبب ظاهرة العنف، حيث أصبحت سمة أساسية في مجتمعنا المصري.
وبات تأثير العنف الأسري علي مجتمعنا ونشأة أطفالنا واضحًا جليًا، نتيجة التغيرات التي تطرأ،  خاصًة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وكانت البيوت مغلقة علي أسرارها، ولكن الآن أصبحت أحوالها وأخبارها متداولة عبر  مواقع التواصل، ومن هنا بدأت تحدث المقارنات بين كل فرد في الأسرة و غيرها علي مواقع التواصل الاجتماعي، في الملبس والمأكل والمشاعر عن طريق بعض الصور المتداولة، والتي لا صحة لها من الواقع فهذه مواقع افتراضية وليست واقعية.
وفي الماضي كان أطفالنا يتعرفون علي العالم من خلالنا، ولكن الآن أصبحت معلوماتهم من هذه المواقع، وباتت تربيتهم ونشأتهم أصعب من الماضي، وزادت متطلباتهم فأصبحت تشكل عبئ أكبر علي رب الأسرة.
وباتت الزوجة تتصفح الكثير من تلك المواقع، وتتحدث عن مشكلاتها لإيجاد نصيحة لها، على عكس الماضى، الذى كنا نحذر من أن تخرج أسرار منزلها مع أحد من أفراد أسرتها والآن تشاركها مع العالم أجمع، وتأخذ نصائح بهدم بيتها والطلاق، وأيضًا تطالب زوجها بالكثير من الطلبات مثل فلان و فلانة مما يزيد تفاقم المشاكل بينهم.
أما الزوج فقد يرى صور لبعض من أصحابه يسافرون ويجلسون علي المقاهي و يستمتعون بحياتهم، فيعتقد انه الوحيد الذي يعاني في حياته ويسعد لإرضاء أسرته، ومن هنا تبدأ المشاكل مع زوجته و يردد : «أنا مش سعيد انا شبابي بيضيع من حقي اخرج مع أصحابي و أعيش حياتي» ، ومن هنا يبدأ الإهمال  بزوجته و أولاده، وكل منهما يأخذ موقف تجاه الأخر لإثبات موقفه و صحة رأيه.
ومع هذه الضغوط يبدأ العنف الأسري وتتوالي الإهانات واعتداء الزوج لزوجته إلي أن تحدث الكارثة بعد كبت الكثير من المشاعر السلبية  فتتحول من قصة عنف إلي جريمة قتل.. خصوصًا بعد ترجمة العقل الباطن لما يراه من مسلسلات وأفلام درامية عن سهولة القتل.
علينا توخي الحذر و التمسك بعاداتنا وتقاليدنا القديمة وتعاليم ديننا وحل مشاكلنا سريعًا دون تدخل أحد و إعطاء مساحة لرأي لأي طرف فلا شئ يضاهي أسرة سعيدة و زوج و زوجة سعداء و أطفال سوية نفسيًا فأصبح مستقبل العالم كله في أمان.