يبدو أن معدن اللاعب المصرى فى جميع المنافسات يظهر وقت الشدة، هكذا كان الحال اليوم مع المنتخب الأوليمبى لكرة القدم ومخالفته لكل التوقعات والحفاظ على كبريائه وتفوقه باعتباره البطل المتوج ببطولة أفريقيا فى لقاء أستراليا المصيرى اليوم.
المنتخب الأوليمبى اليوم حقق كل أحلام المصريين وفاز بهدفين نظيفين وانطلق إلى دور الثمانية ليتواجد مع الثمانية الكبار فى تلك المرحلة السنية ليواجه المنتخب البرازيلى فى لقاء مرتقب وينتظره بشغفف كل الجماهير المصرية وأملها وثقتها فى منتخبها كبير خاصة بعد المجهود الكبير الذى قدمه فى الدور الأول.
ولعل من اللافت للنظر اليوم الأداء المميز والرائع الذى قدمه محمد الشناوى ليعود من جديد إلى قلوب الجماهير المصرية بشكل عام والجماهير الأهلاوية بشكل خاص بعد أن تعرض لهجوم كبير فى الفترة الأخيرة بعد تراجع مستواه إلى حد ما مع فريقه بل وصل الأمر أن الجماهير الأهلاوية طالبت بجلوسه على دكة الاحتياط لاستهتاره فى التعامل مع بعض الكرات فى مباريات الدورى.
محمد الشناوى يعد واحدا من اللاعبين المميزين الذين سطّروا أسماءهم بحروف من ذهب بعد ما قدمه طوال الفترة الماضية سواء مع منتخب مصر فى بطولة كأس العالم وفوزه بلقب رجل المباراة فى مباراة أوروجواي أو مع الأهلى وقيادته للفريق للتتويج بالبطولات الواحدة تلو الأخرى بأداء مميز وساحق؛ ولكن قد يحدث "تراجع " بعض الوقت لأي لاعب ولكنه - أي الشناوي - اسم كبير فلا يمكن أن تراه الجماهير متراجعا ولذلك كان الضغط والهجوم فى بعض الأوقات بقدر عشق الجماهير له ورؤيته أسدًا ووحشًا فى المرمى.
الشناوي عاد من جديد ولكنه عاد من الباب الواسع اليوم من بوابة المنتخب الأوليمبى فى أولمبياد طوكيو التى ينتظرها جميع لاعبى العالم فى كل الألعاب كل 4 سنوات لتقديم أفضل ما لديهم وخطف كل الأنظار إليهم خاصة وكلاء اللاعبين فى جميع أنحاء العالم.
الأداء الذى قدمه الشناوي اليوم أعاده من جديد إلى قلوب كل الجماهير المصرية خاصة بعد حفاظه على نظافة شباك المنتخب الأوليمبى أمام الطوفان الأسترالى والهجمات الكثيرة من اليمين واليسار ومن الاختراقات من المنتصف، ولكن ماذا حدث مع الشناوي ليعود من الباب الكبير؟
الجندي المجهول
بالتأكيد كان للكابتن أسامة عبد الكريم مدرب حراس المرمى وأحد الذين دربوا الشناوى منذ 10 سنوات فى طلائع الجيش مع الكابتن فاروق جعفر كلمة السر خاصة أنه يدرك تماما إمكانيات الشناوى الفنية والبدنية وأنه باستطاعه حراسة عرين المنتخب ويثبت للجميع أن المنتخب كان محقا فى اختيار الشناوى بعد أن طلب البعض شوقى غريب وجهازه الفنى بعدم اختيار حارس من الثلاثة الكبار المرشحين للانضمام للمنتخب فى الأولمبياد.
ونجح أسامة عبد الكريم الذى يعتبر الجندي المجهول فى صفوف المنتخب فى إعادة الشناوى من جديد وأعاد الثقة إليه فى فترة وجيزة خاصة بعد أن تعرض الشناوي لهجوم كبير فى الفترة الأخيرة.