الانسحاب الأمريكي بداية اللعنة.. إلى أين وصلت أفغانستان الآن؟

تشهد أفغانستان حالة من الدمار يعيشها المدنيون، ظهرت جلية في تقرير نشرته الأمم المتحدة منذ أيام قليلة يكشف ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين، حيث ازداد الوضع سوءاً في أفغانستان بعد تمدد طالبان وإطاحتها بكل من يعترضها من الشعب.

أعلى عدد من الضحايا
حذرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) من تصاعد العنف غير المبرر في أفغانستان، والذي أوقع أعداداً كبيرة من الضحايا المدنيين وصلت إلى مستويات غير مسبوقة في عام 2021، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاجتثاث العنف.

تناول تقرير جديد، تحذير الأمم المتحدة من أنه بدون خفض كبير في التصعيد في العنف، فإن أفغانستان في طريقها لتشهد في عام 2021 أعلى عدد على الإطلاق من الضحايا المدنيين المسجلة في عام واحد منذ أن بدأت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان (يوناما) في تسجيل الضحايا عام 2009.

وأشار التقرير إلى سقوط 5 آلاف و183 مدنيًا (1659 قتيلا و3524 جريحا) وهو ارتفاع بنسبة 47% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2020، فيما بلغ عدد الضحايا الكلي بين مايو ويونيو 2,392 (783 قتيلا و1609 من الجرحى)، وهو الأعلى لهذين الشهرين منذ أن بدأت يوناما عملية التوثيق.

بلينكن يتدخل
حذَّر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، أفغانستان من أنها ستصبح دولة منبوذة إذا فرضت سلطتها بالقوة.

وشدد وزير الخارجية الأمريكي على أن العنف الذي تمارسه حركة طالبان ضد الشعب الأفغاني مقلقا للغاية وليس مؤشرا جيدا لمستقبل البلاد.

وقال بلينكين، الذي  وصل إلى العاصمة الهندية أمس، الثلاثاء، في زيارة تستغرق يومين، إن الطريق الوحيد للسلام في أفغانستان هو من خلال المفاوضات، ويجب على جميع الأطراف أن تأخذها على محمل الجد.

وأكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكينزي أن بلاده ستواصل ضرباتها الجوية دعما للقوات الأفغانية في حال استمرت هجمات حركة طالبان.

داعش في أفغانستان
أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أن عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، ينتقلون إلى أفغانستان من سوريا وليبيا ودول أخرى.

وحسب وكالة "انترفاكس" الروسية، أضاف شويجو أن روسيا ستقدم لحليفتها طاجيكستان مساعدة عسكرية من قاعدتها هناك في حالة ظهور أي تهديدات أمنية من أفغانستان.

بيان مشترك
أكدت الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا التزام بلدانهم ومنظماتهم بشراكة قوية مع أفغانستان ‏والمراقبة عن كثب للتطورات الجارية في هذه المرحلة الانتقالية الجديدة مع انسحاب القوات ‏الدولية.

وجددت الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا التأكيد أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في أفغانستان إلى جانب الالتزام بقرار ‏مجلس الأمن رقم 2513 (2020) وعدم تأييد أي حكومة في أفغانستان مفروضة بالقوة العسكرية.‏

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، عقب الاجتماع الذي عقد في روما لمناقشة ‏الوضع وتطورات السلام في أفغانستان.‏

وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء المستويات المرتفعة للعنف، والهجوم العسكري ‏لحركة طالبان وعدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والانتهاكات المزعومة في المجتمعات الأكثر ‏تضرراً من النزاع المسلح المستمر في جميع أنحاء البلاد.

ودعت البلدان الثلاثة إلى الحد من العنف وحماية المدنيين واحترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي ‏الإنساني، معربين عن دعمهم الكامل لعملية سلام شاملة يملكها ويقودها الأفغان.