يعد الورم الأرومي الدبقي أكثر أنواع سرطان الدماغ فتكًا لدى البالغين، وغالبا ما يكون قاتلا حيث يبلغ متوسط العمر المتوقع بعد الإصابة به ما بين بضعة أشهر وسنتين.
ووفقًا لـ «سكاي نيوز» عربية نجح باحثون من معهد «هيوستن ميثوديست» للأعصاب في تقليص الورم الأرومي الدبقي بأكثر من الثلث، وذلك باستخدام خوذة تولد مجالًا مغناطيسيًا متذبذبًا ارتداها المريض على رأسه أثناء إدارة العلاج في منزله.
وبحسب الدراسة المنشورة مؤخرا في دورية «فرونتير أونكولجي» توفي المريض البالغ من العمر 53 عاما جراء إصابة غير ذات صلة بالعلاج حيث سقط على رأسه بعد 5 أسابيع من العلاج.
وخلال تلك الفترة القصيرة اختفت 31% من كتلة الورم فما أكد تشريح دماغه الاستجابة السريعة للعلاج.
تفاصيل الدراسة
وثق الباحثون إصابة المريض بالورم الأرومي الدبقي في مايو 2018، بظهور ورم كبير في الفص الجبهي الأيسر يمتد عبر خط الوسط إلى الفص الجبهي الأيمن، وفي 4 يونيو 2018 أُجريت جراحة للمريض استئصل فيها الورم بشكل جذري.
وفي وقت لاحق للجراحة، خضع المريض للعلاج الإشعاعي والكيماوي، لكن نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي في يناير 2020، أظهرت تقدم الورم، ووفقا للمعدلات المعتادة في هذه الحالة كان من المرجح أن يبقى المريض على قيد الحياة من 3.5 إلى 3.9 شهرا.
مرحلة العلاج
وبعد موافقة إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) للعلاج الرحيم للمريض باستخدام جهاز «الخوذة الكهرومغناطيسية» الذي تم اختراعه حديثًا، تمت الموافقة على البروتوكول أيضًا من قبل مجلس المراجعة المؤسسية لمعهد هيوستن ميثوديست للأبحاث.
ويتكون العلاج من تطبيق متقطع لمجال مغناطيسي متذبذب ناتج عن دوران مغناطيس دائم في ملف تعريف تردد معين ونمط توقيت.
وتم تقديم العلاج لأول مرة لمدة ساعتين تحت الإشراف في عيادة طبية، ثم قُدمت العلاجات اللاحقة في المنزل بمساعدة زوجة المريض، مع زيادة مدة تلقي العلاج بحد أقصى 6 ساعات فقط في اليوم.
وخلال 5 أسابيع، كان العلاج المغناطيسي جيد التحمل، وتقلصت كتلة الورم وحجمه بمقدار الثلث تقريبا، ويبدو أن الانكماش مرتبط بجرعة العلاج.
ونبه الباحثون من قسم جراحة الأعصاب بمعهد هيوستن ميثوديست: «بفضل شجاعة هذا المريض وعائلته، تمكنا من اختبار والتحقق من الفعالية المحتملة لأول علاج غير جراحي للورم الأرومي الدبقي في العالم».
وأكد العلماء على أهمية موافقة الأسرة على تشريح جثة المريض، بأن موافقة الأسرة على السماح بتشريح الجثة بعد وفاة المريض المفاجئة قدمت مساهمة لا تقدر بثمن في مزيد من الدراسة وتطوير هذا العلاج الفعال المحتمل".
ويفتح العلاج الجديد آفاقا واعدة في علاج الأورام دون تدخل جراحي أو علاج كماوي أو إشعاعي، الذي يسبب آثارا جانبية تؤثر على صحة المرضى.
تصنيع الخوذة
ويبدو جهاز الخوذة الكهرومغناطيسية (Oncomagnetic) بسيطا بشكل مخادع، إذ يتكون من 3 مذبذبات للأورام متصلة بإحكام بخوذة، ومتصلة بوحدة تحكم إلكترونية تعتمد على معالج دقيق، تعمل بواسطة بطارية قابلة لإعادة الشحن.