دشن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك منذ أيام قليلة، مشروع تخصيص عام 2022 كعام للمهرجانات والفعاليات الفنية والثقافية احتفاء بالموسيقار الراحل محمد وردي الذي يعتبر الفنان الأكثر تأثيرا في الوجدان السوداني، والذي عرف بمزجه بين ثنائية الغناء العاطفي والثوري الذي ما زال يشكل مصدر إلهام للسودانيين رغم مرور 10 سنوات على رحيله.
وبهذه المناسبة يستعرض “موقع صدى البلد” أبرز المعلومات عن الموسيقار الراحل محمد وردي في السطور التالية:
ولد محمد وردي أحد أهم فناني الغناء والموسيقى السودانيين وأكثرهم شهرة والذي يلقب بـ فنان إفريقيا الأول لشهرته الإفريقية.
وبدأ وردي حياته العملية في مهنة التدريس ثم ترك مهنة التدريس في أواخر الخمسينيات وذهب إلى العاصمة الخرطوم ليحترف الغناء.
ولد في" قرية صواردة" جنوب مدينة عبري شمال السودان في 19 يوليو 1932 وتوفي في 18 فبراير 2012، نشأ وردي يتيما بعد وفاة والديه وهو في سن مبكرة وتولى عمه تربيته وأحب الأدب والشعر والموسيقى منذ نعومة أظافره.
وعن الفنان محمد وردي يقول الإعلامي المصري نبيل نجم الدين الذي ولد في قرية بلانة النوبية في أسوان" لقد قرر السودان الاحتفاء بالفنان محمد وردي فنان أفريقيا الأول وتخصيص عام 2022 عاماً للفنان محمد وردي وتم إطلاق مشروع التدشين السبت الماضي بحضور الدكتور عبد الله حمدوك لفنان هو بلا جدال الفنان الأكثر تأثيراً في وجدان السودانيين والأفارقة "
لكن ما الذي يجعل الفنان محمد وردي يحتل هذة المكانة المميزة التي تفرض نفسها على السودان بعد مرور عشر سنوات على رحيله؟
أوضح الإعلامي نبيل نجم الدين لتصريحات خاصة لـ"صدى البلد" أن الفنان المبدع محمد وردي غنى لكل السودان ونقل الأغنية السودانية إلى كل دول القرن الأفريقي ودول غرب أفريقيا ووسط وجنوب أفريقيا، كان محمد وردي فنان الشعب بل فنان الشعوب الأفريقية بلا منازع شعر بآلامهم ولمس أحلامهم وطموحاتهم فغني للحب وللوطن وللحرية وللديمقراطية.
أغنيات محمد وردي كانت سلاح الشعب السوداني في ثورتين ثورتهم على الرئيس جعفر النميري عام 1985 وثورتهم على الرئيس البشير في 2019، ومن أغانيه الثورية قصيدة الشاعر السوداني الأفريقي الكبير محمد الفيتوري " أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق، " وكذلك أغنيته الخالدة مع سقوط النميري " اغنيه بلاء أو بلا وانجلى"
وقال عنه رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك لقد حمل الفنان محمد وردي نغمات الأغنية السودانية التي صدح بها كل العالم، وكان مبشرا بالسلام و بسودان جديد، لقد عرفنا وردي فنانا رائعا وقف مع الحرية والديمقراطية.
وماذا عن تراث الفنان محمد وردي ؟
لقد لحن الفنان محمد وردي وغني ما يقرب من 300 أغنية جسدت ثقافة وحياة السودان بكل ثقافاته المتنوعة، وحيث أن الفنان محمد وردي نوبي الأصل فقد غنى أجمل أغنيات النوبيين وتميز الفنان محمد وردى بدمج الموسيقى النوبية وأدواتها الموسيقية كالطمبور في الأغنية السودانية ، وغني باللغة النوبية واللغة العربية.
وعن الشعراء الذين تغنى الفنان محمد وردي بكلماتهم قال نبيل نجم الدين، لقد شدا الفنان وردي بكلمات أربعة عشر شاعراً سودانياً وكان من أبرز الشعراء الشاعر السوداني إسماعيل حسن والشاعر السوداني محجوب شريف اللذان كتبا لوردي أشهر أغانيه العاطفية والثورية.
واختتم الإعلامي نبيل نجم الدين كلماته عن الفنان محمد وردي بقوله" لقد ملأ الفنان محمد وردي الدنيا فناً سودانياً نوبيا أفريقيا لن يموت لقد ردد أغاني وردي السودانيون والنوبيون في مصر والاثيوبيون والصوماليون الإريتريون ومعظم أبناء القارة السمراء لقد كان وبحق فناناً سودانياً عبقريا حمل السودان وطاف به آفاق القارة السمراء وكان خير سفير لبلاده.