الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكاذيب الغرام

                    
سلاماً على كل حالم بالغرام،.. من كثرة لهفته على حرفي الحاء والباء يتأثر بأي حكاية حب ولو كانت من وحي الخيال لمجرد أن طرفيها يتبادلان الهيام على مرأى ومسمع كل متصفح لهذا العالم الافتراضي المسمى "فيسبوك"..أقول هذا الكلام بمناسبة جريمة القتل البشعة التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال عيد الأضحى، فالمتهمة زوجة تبلغ 25عام، أما المجني عليه فشريك عمرها المحاسب،.. والسبب خناقة طاحنة جراء مصاريف المنزل!.. والغريب أن قبل الحادث ب30يوم بالتمام والكمال نشر القتيل رسالة لزوجته على فيسبوك قائلاً "أنتِ أعظم انتصاراتي وأجمل اختياراتي".. لترد هي عليه "أحلى زوج ده ولا أيه"!..
وهنا تساءلت،.. كم من صديقة وصديق مشترك بين القتيل والمتهمة بقتله عاشوا أيام وليالي طوال في حالة تمني لوهم المشاعر؟!.. هل من أخبرهم، وهم يبكون على خيبة حرمانهم من طله عشق تأتيهم من الطرف الأخر أن العواطف الفيسبوكية لا تزيد عن كلمات لا محل لها من الإعراب في لغة القلوب؟!.. 
فالمسألة ليست رسائل غرامية متبادلة بين زوجين أعقبها قتل أحدهما للأخر، لكنها أخذتني لقضية أكبر.. ذلك لوقوع عدد ليس بقليل فيها،..ألا وهي تصديق الكثيرين لما يسرده البعض عن غزواتهم العشقية وقصص نضالهم من أجل الفوز بارتباط وردي خالي من الأشواك.. سواء عبر الفيسبوك أو داخل أروقة جلسات نسائية وأحياناً رجالية بما تتضمنه من أحاديث ووصفات عاطفية ظاهرها نصح وإرشاد وباطنها غيرة وخراب!..
والكارثة لا تتوقف حد الحلم بحياة صدقوا أكاذيبها بل قد تصل إلى كراهية أحد في عيشته.. رغم أن حياته كانت ولازالت أفضل من أي أحاسيس ليس لها مكان على أرض الواقع!.. 
ليتنا نتعلم من تلك الجريمة الشنعاء ألا نصدق كل ما قيل ويقال، علينا أن نستيقظ من غفوة حنيننا الهادر لدنيا الغرام ولا نسمح لأي مغرض بتخريب علاقاتنا العاطفية..
فيا كل رجل وامرأة يحلم بالاستقرار الوجداني،.. اعتبروا بمصائر الكاذبين من الأزواج والزوجات،..        فالحب لا يحتاج وسيلة تواصل اجتماعي للتعبير عنه على الملأ.. أنه علاقة خاصة جداً بين طرفيه، يحكمها نبض القلب وفقط، فالعاشق الحقيقي لا يعلن عن تفاصيل وهوامش روايته الرومانسية.. ولا يخبر أحد بدوار اللهفة التي أصابته فأنسته يومه وأمسه وغده.. لأنه ببساطة مشغول بالأهم،.. أليست سعادته الزوجية أغلى وأهم من منشور يقرأه كل من هب ودب.. فهذا يحقد، وتلك تغير، وهؤلاء يعلقون على حلو المشاعر بعبارات لا يعلم مغزاها، ولا خبايا نوايا صاحبها سوى المولى عز وجل؟!..
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط