قالت فاطمة المسدي، الناشطة السياسية، عضو مجلس النواب التونسي سابقا، إن الشعب التونسي يكره الاستسلام لحكم الإخوان، وخرج ومستعد للانتحار الجماعي لإنقاذ الأجيال القادمة من حكم الإخوان.
وأضافت "المسدي"، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحياة اليوم"، المُذاع عبر فضائية "الحياة": "بعد قرار الرئيس التونسي خرج الشعب بفرحة كبيرة فى جميع الشوارع خارقا حظر التجوال للاحتفال بهذه القرارات السياسية.. الشعب التونسى واع فبعد 10 سنوات عرف أن السبب الحقيقي في كل ما يعانيه هو حكم الإخوان".
وأشارت إلى أن الإخوان اعتبروا تونس غنيمة، والتحرك اليوم متواصل بإرادة الشعب فى إسقاط الحكم الإخواني.
وأوضحت أن المتظاهرين غاضبون على حكم حركة النهضة، لأن حكم الإخوان جعل تونس تموت اقتصاديا واجتماعيا، والرئيس التونسي أصدر قرارات كبيرة تصدت لزحف الإخوان للسيطرة على الوضع لصالحهم.
قيس سعيد رجل القانون حبيب التونسيين ..قائد ثورة التصحيح وجلاد الإخوان|بروفايل
تعيش تونس أحداثا ساخنة بعد القرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، منها؛ تجميد أعمال البرلمان بقيادة راشد الغنوشي 30 يوما، وإعفاء هشام المشيشي رئيس الوزراء من منصبه، وتولي الرئيس السلطة التنفيذية.
وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، إقالة الحكومة وتجميد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وتوليه رئاسة النيابة العامة لتحريك دعاوى قضائية ضد عدد منهم متورطين في قضايا فساد.
قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، الحاسمة المصيرية، قوبلت بحفاوة بالغة داخل الشارع التونسي، الذي كان غاضبا وثائرا ضد ممارسات عدد من السياسيين التونسيين.
ووصفت قرارات الرئيس التونسي بـ الجريئة لتقليص وتحجيم قدرات حركة النهضة المنتمية لجماعة الإخوان، التي خرج الشعب التونسي رافضا لها بعد أن أدخلت البلاد في أزمات اقتصادية واجتماعية عديدة.
فمن هو الرئيس قيس سعيد الذي يتغنى به الشعب التونسي فرحا بقراراته التي أنقذت البلاد من قبضة حركة النهضة الإخوانية؟
قيس ابن منصف سعيد، الرئيس السابع للجمهورية التونسية، عمل أستاذا بجامعة تونس، وشغل منصب الأمين العام للجمعية التونسية للقانون الدستوري بين عامي 1990 و 1995، وكان نائبا لرئيس المنظمة منذ عام 1995، كما شغل منصب رئيس قسم القانون في جامعة سوسة، وكان خبيرا قانونيا في جامعة الدول العربية والمعهد العربي لحقوق الإنسان وعضوًا في لجنة الخبراء التي دعيت لتقديم تعليقاتها على مشروع الدستور التونسي في عام 2014.
حصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون الدولي العام من كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس 1985، دبلوم الأكاديمية الدولية للقانون الدستوري تونس 1986، دبلوم المعهد الدولي للقانون الإنساني بسان ريمو بإيطاليا 2001.
ترشح قيس سعيد لرئاسة تونس
ترشح قيس سعيد للانتخابات الرئاسية التونسية في عام 2019، وانتقل على إثرها ليخوض الدور الثاني للانتخابات إلى جانب نبيل القروي فيما عرف في تونس "بالزلزال الانتخابي".
ودخل سعيد الانتخابات الرئاسية بتمويل بسيط ورفض المنحة المقدمة له من الدولة لخوض الانتخابات، حيث كان يرى إنها أموال الشعب التونسي، «لا يصح أن تصرف إلا للشعب التونسي»، وأعتمد في حملته على مجموعة من الشباب المتطوعين.
وفاز قيس سعيد بالأغلبية الساحقة في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 13 أكتوبر 2019، وبدأ عهدته رسميًّا في 23 أكتوبر 2019.
ميزانية بسيطة
فسر بعض السياسيين نجاح قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية، وتوليه السلطة بالرغم من الميزانية البسيطة التي خصصها لحملته الانتخابية، «اعتمد فيها على أفراد أسرته لتجميعها، وبلغت 10000 دينار أي حوالي 3000 يورو»، بأنها خيبة أمل المجتمع في الطبقة السياسية التقليدية للبلد وتفضيلها لوجوه جديدة قد تحقق ما لم يستطع من سبقهم أن يحققها.
واستطاع قيس سعيد بالميزانية البسيطة جمع 700000 صوت انتخابي الفوز بالانتخابات الرئاسية.
واجه الرئيس التونسي قيس سعيد، متاعب عدة من الحكومة والبرلمان التابعين لحركة النهضة الإخوانية، حيث أدت هذه الحكومة إلى تصاعد المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في البلاد إلى الحد الذي لم يقدر أبناء الشعب التونسي تحمله.
فقد ارتفعت البطالة إلى 20%، وتدهورت الحالة الصحة في البلاد بسبب عدم قدرة الحكومة بقيادة هشام المشيشي على التعامل مع أزمة فيروس كورونا، ونتج عن ذلك تفشي الفيروس بجميع البلاد ووصول تونس إلى معدل إصابات الأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط.
كل ما حدث لم يغب عن عين الرئيس التونسي قيس سعيد مما استوجب منه القيام بردة فعل والتدخل لمنع هذه الأزمات والكوارث من الوصول إلى حد لا يمكن التعامل معه، والانحياز إلى الشعب الذي خرج رافضا للحكومة والبرلمان وما تسببا فيه من أزمات اقتصادية واجتماعية.
وخرج الشعب التونسي فرحا بـ قرارات الرئيس قيس سعيد التي اعتبرها انتصارا لإرادته.