تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا تقول صاحبته: “أيهما أفضل الصلاة خلف زوجى وهو لا يعرف أحكام التجويد ويغلط أحيانا أمأصلى بمفردى بالتجويد؟”.
وأجاب الدكتور مجدى عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: “لو كان زوجك يقيم الصلاة بقراءة الفاتحة صحيحة ويمد اللازم والتشكيل صحيح بحيث لا يتغير المعنى فصلي خلفه”.
وأضاف أمين الفتوى أنه ليس لازما القراءة فى الصلاة بأحكام التجويد كالإخفاء وما شابه، لأن الواجب أن يمد اللازم مثل في“ولا الضالين”، والتشكيل يكون صحيحا بحيث لا يغير المعنى فلا يجوز له قراءة مثلا “صراط الذين انعمت عليهم” بالضم بدلا من الفتح لأنه بذلك ينسب النعمة إلى نفسه.
وأوضح أمين الفتوى أنه لو كان زوجك يقرأ بتشكيل يغير المعنى فلا تصلى خلفه، أما لو يقرأ والتشكيل مظبوط فليس لازما التجويد.
وأشار خلال البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها على فيس بوك إلى أن اللازم في الصلاة أن يمد المد اللازم فى “ولا الضالين” 6 حركات مثلا، فيتعلمها وصلي خلفه أفضل.
وأكد أن الخلاصة هي: صلى خلفه لو كان يجيد قراءة الفاتحة ولا تصلى خلفه لو كان لا يجيد قراءتها.
حكم قراءة القرآن بدون أحكام التجويد .. قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن على المسلم إذا أراد أن يتلو القرآن أو يحفظه أن يلتزم أحكام التجويد حسب استطاعته؛ فيعطي كل حرف حقه من صفته ومخرجه مع مراعاة المدود والإظهار والإدغام والإخفاء كل في موضعه إلى غير ذلك من الأحكام.
وأوضح شلبي في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردًا على سؤال: ما حكم قراءة القرآن بدون معرفة أحكام التجويد؟ أن الله-عزوجل- قال لنبيه وللأمة جميعًا: «ورتل القرآن ترتيلا»، لافتًا إلى أن من قدر على تعلم التجويد ووجد من يعلمه ولم يتعلمه أو تعلمه ولم يلتزم به في القراءة بحيث كان في إخلاله بذلك إفساد للمعنى أو إخلال بمبنى الكلمة أثم لتفريطه فيما يجب عليه.
وأضاف أنه يشرع للمؤمن أن يجتهد في القراءة ، ويتحرى الصواب، ويقرأ على من هو أعلم منه حتى يستفيد ويستدرك أخطاءه، وهو مأجور ومثاب وله أجره مرتين إذا اجتهد وتحرى الحق؛ لقول النبي ﷺ عن عائشة: «الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجره مرتين» متفق على صحته.
هل يأثم من يقرأ القرآن من غير تدبر ؟
قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن القرآن الكريم نور رب العالمين، ورحمته المهداة للعالمين، وقراءته عبادة، والتفكُّر في آياته عبادة، والعمل بمقتضى أحكامه واجب، وللمسلم عهد مع القرآن الكريم ينبغي أن يكون، فيغترف من فيض هداه يوميًَّا، فهو الطاقة المتجددة ، مشيرًا إلى أن من حسن بر المسلم بكتاب ربه؛ تجديد عهده معه بشكل يومي، فلا يكون له هاجرًا ولا لأحكامه معطلًا.
وأضاف الدكتور أحمد ممدوح، في فيدو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، ردًا على سؤال: "هل يأثم من يقرأ القرآن من غير تدبر؟"، أنه فعل لا يوجب الإثم، لكنه بالطبع ينقص من ثوابه ولا يتساوى مع من يقرأه بتدبر وفهم للمعاني، مشيرًا إلى قوله تعالى: «كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ» [ص:29]، وقوله تعالى: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» [محمد:24].
وأوضح أن من آثار هجر القرآن الكريم؛ كثرة الهمّ والحزن في الحياة؛ فمن فقد نور القرآن لن يتمكن من الوقوف في وجه هموم الحياة، وإظلام النفس، ووحشة القلب، حيث يشعر المسلم الهاجر لكتاب الله بظلمة في نفسه، تنعكس على سلوكه اليومي، وعلى مزاجه العام، وقلَّة بركة الرزق، فيشعر أنَّ الرزق رغم وفرته باستمرار لا بركة فيه أبدًا، وأنَّه لا يكفي حتى معاشه اليومي، ونفور في العلاقات الاجتماعيَّة اضطراب النفس، والشعور بالتوتر.