أصبح العنف الأسري وقضية قتل الزوجة للزوج والأزواج للزوجات.. ناقوس يهدد سلامة المجتمع.. وذلك بعدما أثار الرأي العام والمجتمع المصري قضيةقتل زوج شاب حديث الزواج على يد زوجته في القليوبية صباح يوم العيد بطريقة بشعة نتيجة خلاف نشب بينهما بشأن تدبير نفقات البيت خلال فترة العيد بعد نفاذ كارت الكهرباء بسبب التكييف الذي قام بتركيبه حديثا، ثم اشتدت وتيرة الخلاف وانتهت بتبادل الاشتباك بالأيدي بطريقة عنيفة مما سارع بالزوجة الى حمل سكينا من المطبخ وقامت بطعنها بصدر زوجها مما تسبب في مقتله.
أسباب ودوافع قتل الزوجة للزوج
وقال الدكتور عبد الفتاح درويش أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية والاستشاري النفسي، أنه على الرغم من ما تناقلته المواقع من طبيعة العلاقة فيما بينهما قبل الزواج وحتى أثناء تبادل عبارات الغزل والحب خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك لم يغير من الواقع الأليم والمأساوي الذي حدث لهما.
وأوضح درويش في تصريح خاص لموقع “صدى البلد” الإخباري، أننا أصبحنا نرصد عبر وسائل الإعلام سواء المقروءة أو المسموعة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن ظهور حوادث من حالات القتل العمد بين الأزواج، وذلك نتيجة للخلافات المنزلية والأسرية، وبالأخص حين يشتد الخلاف وتتعثر مقومات تحقيق التوافق الزواجي فيما بينهم.
وأكد درويش، أنه يعد القتل العمد بين الزوجين مؤشرا على شيوع عدم الإحساس بالأمان الزواجي وانهيار شمل الأسرة؛ حيث تشير الإحصائيات التي ظهرت في الآونة الأخيرة عن ارتفاع معدلات قتل الزوجة لزوجها والزوج لزوجته، الأمر الذي يدعو للذعر بشكل كبير.
1- أسباب نفسية :
وتؤثر شخصية الزوجين وطباعهم من حيث العصبية أو الهدوء على شيوع التوافق الزواجي، ومن ثم يمكن أن تؤثر العصبية والتوتر إلى حدوث حالات من الصراع المستمر نتيجة عدم الاتفاق في بعض الامور داخل الاسرة لكن انعدام القدرة على التفاهم والاستماع بين الزوجين يؤدي بهم إلى نشوب جو من الخلافات، والتي تصل إلى صور من العنف الزواجي سواء لفظي أو مادي(بالضرب، الإيذاء الجسمي لدرجة القتل ).
2- أسباب دينية:
وأكدت كافة الشرائع السماوية والقوانين والتشريعات في كل بقاع الأرض على حرمة قتل النفس إلا بالحق، وعلى تجريم كل من حاول النيل أو التعدي على الروح الطاهرة بغرض العقاب أو القصاص. وبالتالي من تحليل غالبية الجرائم التي ارتكبت بحق قتل الأزواج عموما (ازواج – زوجات) تبين أن التمسك بالقيم الدينية التي يقصد بها مدى ما يتمسك به الأفراد (الأزواج أو الزوجات) من خصائص سلوكية من الاحترام والتسامح والعفو والخوف من الله في كل شيء والإيمان بمشيئة وقدره، ولكن اتضح ان هذه الخصال تضعف درجة التمسك بها لدى بعض الأسر التي يزداد فيها وتيرة الصراع الزواجي، والذي يودي لشيوع حالات العنف والتي تنتهي بنهاية مأساوية كما هو الحال لقضية الساعة ومقتل هذا الزوج علي يد زوجته وهدم كيان أسرة بالكامل.
3- أسباب مادية:
مما لا شك فيه أن الحياة الاسرية تفرض متطلبات وواجبات ومسؤوليات لابد من تدبيرها ولكن مع صعوبة تدبيرها تبعا لكل مستوي اجتماعي ينذر باندلاع خلافات وشجار مستمر بين الزوجين لأهمية هذه المتطلبات المادية، وضرورة اشباعها خاصة اذا كانت تمس الأبناء أو الزوجة داخل الأسرة.
وتؤكد كثير من الإحصائيات أن عدم الإيفاء بالواجبات والمسؤوليات المادية داخل الاسرة يعد حاليا من أكثر الأسباب الرئيسية في ازدياد عدم التوافق الزواجي، ومن ثم ارتفاع معدلات حالات الطلاق بين الأزواج.
4- أسباب اجتماعية:
الحياة الزوجية كما شرعت الأديان السماوية هي علاقة روحية قائمة على التسامح والتفاهم والرحمة وهي مقومات للعاطفة والمودة بين الزوجين، لكن في الآونة الأخيرة حدثت تغيرات اجتماعية في طبقات المجتمع نتيجة تغيرات طرأت على اقتصاديات العالم ككل، ومن ثم ارتفعت وتيرة الاشباعات مقابل كيفية تدبيرها خاصة إذا كانت بعض الأسرة تعاني من الفقر، ومع انتشار نسبة البطالة بين الشباب وما صاحبها من تداعيات أزمة كورونا الحالية على مستوى العالم ككل والتي افقدت ملايين الأشخاص لوظائفهم ومصدر دخلهم؛ حيث أن كل هذه الضغوط أثرت على كيان الأسر داخل المجتمع .