الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الثورة البيضاء

كانت ثورة يوليو امتداد لثورتين عظيمتين وان لم يكتملا بتحقيق الاهداف بل مهدا للثورة الام وهي ثورة يوليو فالزعيم الوطني احمد عرابي قاد ثورة نسبت اليه عام 1881لتحسين أوضاع  اجتماعية كان يعاني منها عموم المصريين احتجاجا علي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية اضافة الي التدخل الاجنبي السافر في شؤن مصر ولكنها منيت بالفشل وترتب عليها  احتلال بريطاني لمصر دام لأكثر من سبعين عاماً.

وبالرغم من فشلها الا انها انارت الطريق لبداية فصل جديد من كفاح شعب مصر وظهرت الحركات الوطنية ابرزها تلك التي قادها الزعيمين مصطفي كامل ومحمد فريد وكانت بمثابة الزخم الثوري لثورة 1919بقيادة  زعيم الحركة الوطنية سعد زعلول  والتي جاءت بمطالب سياسية احتجاجا علي سياسة المستعمر البريطاني في مصر وفرض الحماية واعلان الاحكام العرفية والغاء الدستور وبالفعل نجحت ثورة19في تحقيق بعض مطالبها حيث تم بمقتضي تصريح 28فبراير1922الغاء الحماية البريطاني علي مصر وعام1923صدراول دستور مصري والذي اعترفت فيه بريطانيا بمصركدولة لها سيادة وبموجبه تم اجراء اول انتخابات تشريعية ورغم تحقيق هذة المطالب الا انها لم تحقق الاستقلال التام .

وما بين 1919 و1952 ساد الواقع المصري العديد من الأوضاع  السياسية والاجتماعية والاقتصادية المهترئة  حيث الطبقية المقيتة وغياب العدالة الاجتماعية بجانب فشل مفاوضات الجلاء وخضوع السرايا والملك المذل  للاحتلال الانجليزي وكانت نكبة1948البداية  الحقيقية لثورة يوليو والتي كشفت فشل ادارة الملك لحكم البلاد وضعفه وتواطؤه لاضعاف جيش مصر وكان لابد من التحرك وعقب عودة الجيش المصري من فلسطين  قام الضابط الشاب جمال عبد الناصر ومجموعة من زملائه بتشكيل تنظيم الضباط الاحرار.

وجاء حريق القاهرة ليعجل  بثورة يوليو1952ويضع خطة التحرك للتخلص من فساد الملك وحاشيته وتحرك تنظيم الضباط الاحرار ونجح في السيطرة علي المرافق الحيوية وانطلق البيان الاول للثورة بصوت انور السادات والتي ايدها الشعب ورحب بالخلاص علي يد اشرف الرجال واعلن الملك تنازله عن العرش لولي عهده احمد فؤاد مغادرا البلاد في 26يوليو الي ان الغيت الملكية وتم اعلان الجمهورية 1953 وبدات مصر مرحلة جديدة غيرت وجه التاريخ المصري خاصة مع تولي الزعيم جمال عبد الناصر سدة الحكم في مصر.

وكان الحلم ببناء مصر الحديثة اشبه بالحلم  الذي نجح ناصر في ترجمته  لواقع استطاع  النهوض بالبلاد وبناء دولة حديثة مستقلة بالرغم من التحدي الاكبر في كون مصر بلد زراعي شبه اقطاعي واغلب سكانه من الاميين ولكنه مد لهم يد العون ليشاركونه الحلم بمصر الجديدة  من خلال اصدار حزمة قوانين اصلاحية قضت علي التفاوت الطبقي الكبير الذي خلفه العهد الملكي البائد  مما اعاد رسم وصياغة الحياة الاجتماعية من خلال خلق انماط جديدة  امتدت في عمق المجتمع المصري.

استطاع ناصر بافكاره وتطلعاته الوطنية ان يعيد بناء مصر عسكريا  بتسليحه وتطوير جميع منظوماته ومكوناته بل استطاع ان يعيد صياغة الهوي المصري اتجاه جيشه كانت قراراته  تاريخية  وجرئية فكان تاميم قناة السويس وتوقيع  اتفاقية الجلاء العسكري البريطاني عن مصر عام 1956 وكسر احتكار السلاح والصمود أمام العدوان الثلاثى حتى خرجت مصر منتصرة واستردت قناتها والتي بها تحقق اهم واغلي اهداف يوليو52 وبذلك استقلت مصر سياسيا. 

وبعد فشل العدوان الثلاثى تغير شكل المجتمع المصري واستردت مصر اقتصادها من الاجانب واليهود حيث نجح ناصر في تأسيس قاعدة قوية للصناعات الوطنية والتحويلية محققا معدلات نمو للاقتصاد المصري غير مسبوقة وكانت المشروعات الوطنية والقومية هي عنوان المرحلة وجاء بناء السد العالي ليتوج  الانجازات العملاقة للدولة المصرية والتي اثبتت عمق رؤية الزعيم جمال عبد الناصر . 

 شهدت مرحلة يوليو بروز للدورالمصري القوي اقليمىا ودوليا كإحدى القوى المؤثرة فى العالم ويتذكر التاريخ الدور المصرى الداعم لحركات التحرر في افريقيا والوطن العربي  وفى العالم الثالث وفى حركة عدم الانحياز .

كان ناصر مؤمنا أن بناء أى شىء سهل لكن بناء الأنسان هوالاصعب فاطلق مجانية التعليم  بكافة مراحله لكل فئات الشعب اطلق مجانية العلاج من خلال مد مظلة التامين الصحي وانشاء والنهوض بالمستشفيات العامة فازدادت شعبية ناصر  فالتف حوله عموم المصريين منتصرا ومهزوما لانهم امنوا بفكرته.في ذكري ثورة يوليو المجيدة البيضاء كل التحية للجيش المصري وتنظيم الضباط الاحرار وكل الاجلال لروح الزعيم الخالد جمال عبد الناصر . 


 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط