قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كيف نسعد ونمرح في الشرع والعقيدة.. علي جمعة يوضح

علي جمعة
علي جمعة
×

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا النبي ﷺ علمنا كيف نسعد وكيف نمرح، علمنا هذا في إطارٍ من الالتزام والمسئولية وفي إطارٍ من التواضع والحب والود، وفي إطارٍ من الشرع والعقيدة، وكان ﷺ لا يحب أن يكون أحدنا مضطرباً، ولذلك نهانا عن الغضب وعن الغيظ وعن أن نفعل أفعالاً غير محسوبة قَالَ: «لاَ تَغْضَبْ ولك الجنة» السعادة والمرح قيمةٌ في ذاتها.

واستشهد بحديث عَنْ أَنَسٍ - رضي الله تعالى عنه - فيما أخرجه البخاري قَالَ: (كَانَ النَّبِىُّ ﷺ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِى أَخٌ) أنس كان له أخ (يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ - قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمٌ -) -يعني ولد صغير - (وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ». نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ، فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلاَةَ وَهُوَ فِى بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِى تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ) -يعني بالماء- (ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّى بِنَا) ، «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» يعني كأنه يدخل السعادة على الطفل الذي يلعب بالنغر هذا، والنغر هذا العصفور الصغير. فكان ﷺ يدخل السعادة عليهم لم يكن كئيباً ولم يكن متشدداً ولم يكن له مشرب الاعتزال، لكنه ﷺ كان لطيفاً حلواً جميلاً وكان ﷺ يعلمنا كيف نمرح وكيف نسعد.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً اسْتَحْمَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «إِنِّى حَامِلُكَ عَلَى وَلَدِ النَّاقَةِ». -جاء رجل وقال يا رسول الله أنا أريد أن أصل إلى بلدي أو كذا فاعطني ركوبة أركبها فقال له ﷺ تركب ابن الناقة، كلمة ابن الناقة على البداهة كده معناها الجمل الصغير الذي لا يتحمل الركوب، لكن رسول الله ﷺ يقصد أن كل جمل هو ابن ناقة فليس بالضرورة أن يكون صغير لأن كل الجمال هي أولاد الناقة بيمزح ويمرح مع الرجل- (فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصْنَعُ بِوَلَدِ النَّاقَةِ)؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلاَّ النُّوقُ» هناك بعض الناس لا تمزح ولا تمرح أبداً، ولكن رسول الله ﷺ يعلمنا السعادة ويعلمنا المرح .


وعَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها قَالَتْ: (قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ) -السهوة مثل الشباك، لكنها مقفولة وعليها ستارة فجاء الريح وطارت الستارة فظهر من وراها لعب وعرائس السيدة عائشة- فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ» -يُداعبها- قَالَتْ: (بَنَاتِي. وَرَأَى بَيْنَهُنَّ فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رِقَاعٍ فَقَالَ: «مَا هَذَا الَّذِي أَرَى وَسْطَهُنَّ») قَالَتْ: (فَرَسٌ. قَالَ: «وَمَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ». قَالَتْ: جَنَاحَانِ. قَالَ: «فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ». قَالَتْ: أَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ خَيْلاً لَهَا أَجْنِحَةٌ قَالَتْ: فَضَحِكَ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ) -النواجذ هي ضرس العقل- ألا تعرف إن خيل سليمان كانت لها أجنحة بتطير كما في الأساطير، وسيدنا رسول الله ﷺ يضحك ويقبل ذلك منها.