تعد التجربة المصرية في مكافحة جائحة فيروس كورونا "كوفيد – 19"، ناجحة إلى حد كبير نظرا إلى البلدان التي تفشى بها الفيروس وأصبح مصدرا للقتل والجنائز في شوارعها مثل الهند، ولعل الإجراءات الوقائية والحظر الذي اتخذته الحكومة المصرية في بداية الأزمة وذروتها عام 2020 كانت لها الفضل الكبير في القضاء على الأزمة في مهدها.

ونعيش في مصر حاليا حالة من الاستقرار الصحي، وفقا للتقرير الأخير الذي أعلنته وزارة الصحة أمس بشأن مستجدات إصابات فيروس كورونا "كوفيد – 19" بخروج 801 مصاب من المستشفى بعد تعافيهم، وتسجيل 49 حالة جديدة من الإصابات، و8 حالات وفيات، بما يدل على استقرار الوضع الصحي في مصر بشكل كبير.

إشادات دولية

كما تلقت مصر عددا كبيرا من الإرشادات من منظمة الصحة العالمية وبعض الدول بعد استقرار الوضع الصحي بها بفضل التدابير التي اتخذتها القاهرة للقضاء على جائحة فيروس كورونا وحملات التوعية المنتشرة في الطرقات والمواصلات العامة وعبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي هذا الشأن، أشاد الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس الأربعاء، بالتجربة المصرية في التصدي لـ جائحة فيروس كورونا "كوفيد – 19"، قائلا: "في مصر، قالوا للمواطنين ابقوا في منازلكم وسيأتيكم اللقاح"، مشيرا إلى حالة التدافع التى تعاني منها تونس أمام مراكز التطعيم.

ونشرت الرئاسة التونسية مقطع فيديو للرئيس التونسي خلال استقباله وزير الصحة التونسي المقال، فوزي مهدي، لسؤاله عن الأحداث الأخيرة بشأن تدافع الشباب إلى مراكز التطعيم بـ لقاحات كورونا خلال أول أيام عيد الأضحى.

منظمة الصحة العالمية

من جانبها، أشادت الدكتورة نعيمة القيصر ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، بتعامل القاهرة مع جائحة فيروس كورونا "كوفيد – 19"، خاصة خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، موضحة أن مصر كانت في مقدمة الدول التى وضعت خطة استجابة لمواجهة فيروس كورونا.

وأضافت ممثلة منظمة الصحة العالمية خلال تصريحات إعلامية أنه منذ أن بدأت الجائحة كان هناك تواصل وحراك دائم بين وزيرة الصحة المصرية الدكتور هالة زايد، ومنظمة الصحة العالمية في إطار وضع استراتيجية الاستعداد والاستجابة لـ مستجدات الجائحة والبدء في تدابير رصد الحالات المصابة بالأعراض، وتأهيل الكوادر الطبية المصرية والمختبرات والعاملين بقطاع الصحة بأدوات مكافحة كورونا من كمامات وثياب واقية.

جهود توفير اللقاحات

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد عبد اللطيف الطحاوي عضو لجنة الصحة بالبرلمان، إن تجربة مصر في مكافحة فيروس كورونا ناجحة إلى حد كبير، خاصة في مجال توفير اللقاحات عن طريق الاستيراد والتصنيع، وأيضا توفير مراكز التطعيم بكل أنحاء الجمهورية لمنع ظاهرة التكدس واتباع نظام التسجيل عبر موقع الوزارة والحصول على دور لتحقيق تحكم تام في أعداد المتوافدين على مراكز التطعيم.

وأضاف الطحاوي، في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إن مصر عملت منذ بداية الأزمة على توفير لقاحات فيروس كورونا من جميع البلاد المصنعة مثل لقاحات سينوفارم وسينوفاك الصينيين، وأسترازينيكا البريطاني، بجانب توفير مراكز التطعيم في كل مكان بالجمهورية في المستشفيات المركزية والوحدات الصحية لمنع ظاهرة التكدس والالتزام بالإجراءات الاحترازية.

100 مليون جرعة

وأكد عضو لجنة الصحة بالبرلمان أن مصر بصدد توفير 100 مليون جرعة من اللقاحات من خلال التصنيع الذي بدأ بالفعل في مصنع فاكسيرا، وأيضا من خلال الاستيراد، وذلك لتطعيم 50 مليون مواطن، مشددا على ضرورة أن يستجيب المواطنون لعمليات التطعيم لأنها تقي بشكل كبير من اعراض فيروس كورونا.

واختتم قائلا: "إن هدف مصر حاليا هو وصول عدد متلقي لقاح كورونا إلى 50 مليونا، بما يحقق مناعة القطيع ويتم القضاء على الأزمة نهائيا بمصر، بجانب تصدير اللقاحات إلى باقي دول أفريقيا".