تمتلك قصة ملهمة لكثير من السيدات الراغبات في استكمال مسيرتهن نحو البحث العلمي، والتوفيق بين حياتهن الأسرية والعلمية، أمل أمين، سيدة مصرية طموحة تعمل حاليًا أستاذ مساعد اللدائن و النانو تكنولوجى بالمركز القومى للبحوث محققةً عددا كبيرا من الإنجازات العلمية إضافة إلى مشاركتها في العديد من الأنشطة العلمية المحلية والدولية.
إنجازات عديدة
اختيرت الدكتورة أمل أمين للمشاركة فى لقاءات مرموقة كالمنتدى الاقتصادى العالمى، ومنتدى العالم للعلوم والمشورة العلمية ودبلوماسية العلوم، كما ذكرت إنجازاتها فى كتاب «أفريقيا للعالمات المميزات» الصادر من شبكة أكاديميات أفريقيا، ومجلة الطبيعة العالمية، ومجلة النساء فى أفريقيا، و المجلة الملكية للكيمياء فى بريطانيا، والمنتدى الاقتصادى العالمى وغيرها.
حوار شيق
وأجرى موقع صدى البلد الإخباري حوارًا شيقًا مع الدكتورة أمل أمين للحديث عن تفاصيل حصولها مؤخرًا على واحدة من أبرز جوائز العلوم للسيدات من إسبانيا، وأسرار توفيقها بين حياتها الأسرية والعملية، موجهةً عدة نصائح للفتيات الأصغر سنًا في مجال البحث العلمي..
وإلى نص الحوار
ما تفاصيل حصول دكتور أمل أمين على واحدة من أبرز جوائز العلوم للسيدات من إسبانيا؟
بدأ الأمر بعدم ترددي في المشاركة في برنامج «العلم للسيدات» والذي أطلقته إحدى المؤسسات الدولية الإسبانية المعنية بتنمية القارة الأفريقية من خلال عالماتها ذوات السيرة الذاتية القوية من أجل وضع حلول علمية جذرية لمشاكل في مجالات حيوية مختلفة، مثل: «المياه، الصحة، الزراعة، الطاقة الأمن الغذائى، التغير المناخى».
وبالفعل فزت في المسابقة ببحثي عن: « استخدام المخلفات الزراعية فى تصنيع منتجات حيوية للاستخدامات الطبية المختلفة» مما يؤثر على البيئة، ويعتبر فائدة اقتصادية عظيمة، حيث حصلت على منحة تنافسية لإجراء بحوث فى المجالات الحيوية المتعلقة بالتنمية وذلك لمدة 6 اشهر فى أحد المعاهد المتخصصة فى إسبانيا لنقل آليات تكنولوجياتهم لدينا للمساهمة فى التنمية.
الموازنة بين حياتك الأسرية والعمل في المجال البحثي ليس بالأمر السهل، فكيف استطعتِ ذلك؟
التوفيق بين مسئولياتي كزوجة وأم وبين التطوير والدراسة المستمرة في مجال البحث العلمي ليس أمرًا سهلاً لكن الحل دائمًا والمخرج تنظيم الوقت بين الحياة الأسرية والعملية، وساعدني في ذلك بشكل كبير تعاون أفراد الأسرة وبذل مجهود كبير من أجل تحقيق الأهداف، والتي تتمثل بشكل كبير في: «التطوير الدائم، اكتساب المهارات، والقراءة في كل المجالات والتخصصات، عدم النظر للآخرين إلا في حال كونهم قدوة محفزة».
وبالنسبة لي حقيقة كانت الأسرة فى مقدمة أولوياتي، وهو ما خلق بدوره نوعًا من التفاهم لطبيعة عملى والصعوبات الموجودة والجهود والتضحيات المقدمة، كما كان للعمل على الصعيد الدولى و المجتمعى فضل في تكوين شبكة مفيدة من العلاقات العلمية والمهنية المفيدة سواء فى تخصصي أو تخصصات أخرى مما عاد عليّ بخبرة كبيرة نافعة ساعدتنى بشكل كبير فى المجال المهنى والعلمى حتى على المستوى الإنسانى.
وإضافة إلى ذلك تعودت دائمًا على العمل الجاد سواء نلت تقديرًا مباشرًا عنه أم لا وذلك لأنني أؤمن بأهدافي مما يدقعني إلى التقدم إلى الأمام بكل تركيز على الهدف وقدرة على الإنتاجية مع تقدير كامل ورضا عن إنجازاتي بهدف الاستمرار وبذل المزيد من الجهد مع التطوير الدائم، فأنا أنافس نفسي فقط، وزرت حتى الآن 35 دولة في زيارات ما بعد الدكتوراه، والزيارات البحثية، والمشروعات، إضافة إلى حضور مؤتمرات ولقاءات واجتماعات وغيرها.
من وجهة نظرتك ما أبرز التحديات التي تواجه الباحثات حاليًا في مصر، وكيف يتغلبن عليها؟
التحديات التى تواجه الباحثات عديدة، و منها ما هو مشترك مع جميع دول العالم، وأبرزها «تحديات مجتمعية» مثل: تشجيع الفتيات على دراسة العلوم والمجالات التكنولوجيا الحديثة، وتقبل اختياراتهن لدراستها بدعوى صعوبتها أو عدم ملاءمتها لطبيعتها والتغلب على ذلك بجعلها تختار نصيبها بنفسها مع عدم التأثير على قرارها بل تشجيعها عليه أيًا كان.
تحديات أسرية، مثل اختيار الفتيات الدراسات العلمية وفي نفس الوقت تكوين أسرة وإنجاب أطفال، فذلك يعتبر مجهودا مضاعفا وعبئا يضاف إلى أعباء المهنة علمًا بأن المجتمع يعتبر حتي الآن تربية الأبناء ونجاحهم مسئولية خالصة للمرأة حتى لو تعاون معها أفراد الأسرة، لكن تظل المسئولية الكاملة واقعة عليها.
تحديات فى بيئات العمل نفسها وتتضمن نقص الإمكانيات والموارد وعدم توفر إمكانية تكوينها لفريق عمل أو اندماجها فى فرق عمل متكافئة وتنافسية ونقص وجود شبكات دعم قوية أو برامج للإرشاد الأكاديمى والمجتمعى تمكنها من تحقيق أهدافها بطرق أسرع وأكثر فاعلية.
وأخيرًا وليس آخرًا التقبل المجتمعي سواء فى المجتمع نفسه أو في بيئة العمل بما يميزها ويمساعدها علي الإنتاجية ودورها فى القيادة واتخاذ القرار وتبوؤ المناصب القيادية والاضطلاع بالمشروعات الحيوية.
ما نصائح دكتورة أمل أمين للفتيات والشباب الأصغر سناً كي يتميزون في المجال البحثي العلمي؟
يجب عليهم فى البداية سواء أكانوا من الفتيات أم الشباب تحديد الهدف أولًا، فإذا كان الاستمرار في المجال العلمى فيجب عليهم التركيز الشديد وتكثيف الجهود لتحقيق الخطوات الناجحة بصفة متدرجة مع تنمية القدرات ورفعها حسب المرحلة العمرية حتى يصلوا بأنفسهم إلى مستويات مرضية وعالمية تمكنهم من تحقيق اسم فى المجال أو تؤهلهم لعضوية الهيئات والمنظمات العلمية المرموقة.
وينبغي أن يضعوا فى الاعتبار أنه لا يوجد عمر للتطوير أو نهاية للطموح طالما يصحبه عمل جاد و مستمر، كما ينبغي على فتيات وشباب المستقبل أن يقتنعوا بأن العلم مفتاح تطوير المجتمعات داخليًا و عالميًا وعليه فيجب أن يكون لهم مساهمة مجتمعية ما إضافة إلى المساهمة فى تعزيز دور العلوم فى التطوير المجتمعي.
وأنصح الشباب خاصة باعتبار السفر أو الهجرة وسيلة لتحقيق الهدف وليس غاية، والعمل الجاد مع وجود خطة بديلة تمكنهم من الإنجاز بدون إحباط سواء غادروا بلدهم أم لا، مع الأخذ فى الاعتبار أن الجهود المخلصة تثمر فى النهاية.
الدكتورة أمل أمين أسست مجموعة من الكيانات، أبرزها: مبادرة المرأة فى العلوم بلا حدود، و المنتدى العالمى للمرأة فى العلوم والذي يضم 60 دولة منذ عام 2017، ومؤسسة منتدى الشباب للعلوم، ومؤسسة مشاركة في شبكة الابتكار فى شمال أفريقيا، ومؤسسة للمبادرة العالمية لدبلوماسية العلوم للمستقبل، ومؤسسة مشاركة في الأكاديمية العالمية لشباب العلماء وعضو الهيئة التنفيذية السابق وتنتشر فى أكثر من 84 دولة.
وتشجع مبادرة «العلوم بلا حدود» التعاون والتكامل بين الرجال والسيدات فى كل المجالات شاملة العلوم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها المساواة بين الجنسين والذى نفضل أن يصبح في الفرص واختيار الأصلح سواء رجل أو امرأة شرط توافر الظروف والعوامل المساعدة والمهيئة، وشعارها «العلم من أجل التنمية المستدامة».