يعد لي لاكوكا واحد من ألمع من عملوا في صناعة السيارات في العالم ،حيث اشتهر رجل الأعمال الأميركي عالمياً، بسبب إنقاذه لشركة كرايسلر من الإفلاس، علاوة على ذلك إنجازاته المتنوعة في شركة فورد ما جعله واحداً من أشهر من عملوا في قطاع صناعة السيارات.
ولد لاكوكا في عام 1924 لأبوين مهاجرين إيطاليين، كانا يملكان مطعماً ويديرانه، واكتسب خبرات كثيرة في مجال الإدارة من والده، حيث كان والده واحد من رجال الأعمال الناجحة ، وامتلك مسرحاً ومكتب تأجير سيارات، ومن هنا بدأ يظهر حب وشغف لاكوكا بالعالم المركبات.
درس لاكوكا في مدرسة ألين تاون الثانوية وتخرج منها ليدرس الهندسة الصناعية في جامعةLehigh، ويحصل على شهادة البكالوريوس، وحصل على منحة للدراسة في جامعة برينستون، وعند بداية الحرب العالمية الثانية تم إعفاءه من الجيش لأسباب صحية.
عمل لاكوكا في قطاع صناعة السيارات حوالي 32 عاماً، وتدرج فى سلم التوظيف حتى وصل إلى منصب رئيس شركة فورد موتورز، والتى بدأت علاقته بها عام 1946، والتى شغل في البداية بها منصب مهندس.
ثم برع في عمله وأصبح بعدها المدير المساعد للمبيعات في مقاطعة فيلادلفيا، حيث أطلق حملة "56for 56" والتي وفرت قروض وعروض خاصة على مركبات فورد 56، ونجحت الحملة نجاحاً كبيراً، ادت الي شهرة كبيرة لسيارات فورد في الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1960 تم تعيين لاكوكا في منصب نائب رئيس فورد لقسم السيارات والشاحنات، وفي عام 1967 ترفع إلى منصب نائب الرئيس التنفيذي، وخلال تلك السنوات لعب دوراً رئيسياً في تصميم سيارة "فورد موستانج" التي أطلقت عام 1964، وهي تمثل حتى وقتنا هذا واحدة من أنجح وأشهر سيارات فورد.
حقق لاكوكا نجاحاً كبيراً طوال فترة عمله في فورد، وكان من أكثر الشخصيات شعبية، إلا أن شخصاً واحداً فقط لم يحبه ولم يتمكن من الاتفاق معه، وهو هنري فورد الثاني، مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي، فقرر بعد سنوات طويلة من الخلاف إقالة لاكوكا.
في تلك الفترة كانت شركة كرايسلر للسيارات على حافة الإفلاس، وكانت تعاني من خسائر مادية فادحة، كما أن سمعتها في قطاع صناعة السيارات كانت سيئة للغاية .
ولكن لجأت كرايسلر الي لاكوكا حتي ينفذ الشركة من هذه الازمات التي تواجهها، بالفعل بدأ لاكوكا بإعادة بناء الشركة عبر تقليص وبيع الأقسام الخاسرة في الشركة وجلب زملائه القدماء في فورد للعمل معه.
وفي عام 1979 قام لاكوكا بخطوة غير مسبوقة عبر طلب قرض من مجلس الشيوخ الكونجرس لإعادة الإنتاج في الشركة وحصل على القرض بضمان الحكومة الأمريكية.
و بالفعل تمكن لاكوكا من أعادت كرايسلر تحت إدارته، وتم إنتاج العديد من أنواع السيارات مثلDodge وPlymouth وبدأ لاكوكا بالإعداد لمشروعMini Max والذي أطلق سيارتيDodge Caravan وPlymouth Voyager اللتين حققتا نجاحاً كبيراً.
وبفضل النجاح الذي حققه مع لاكوكا استطاعت كرايسلر تسديد ديونها كاملة والبدء بحصد الأرباح من جديد، ووجه لاكوكا الشركة إلى شراءAMC عام 1987 وافتتاح قسم سياراتJeep في الشركة، والتي اعتبرت من أكثر الأقسام ربحاً في صناعة السيارات.
بلغت ثروة لاكوكا في بداية التسعينيات حوالي 100 مليون دولار، وقرر التقاعد من منصبه كالرئيس والمدير التنفيذي لشركة كرايسلر في عام 1992، ليبقى واحداً من أنجح وأشهر المؤثرين في عالم صناعة السيارات.
نشر رجل الأعمال الشهير، مذكراته في كتاب مكون من 150 صفحة، يعتبره كثيرون أحد أفضل الكتب المتعلقة بفن الإدارة، خاصة وأنه تحدث فيه عن تجربته في كرايسلر.
ومن أجمل ما قيل عنه إنه كان يسرق الأضواء أينما كان، لأنه كان لديه شيء رائع ليقوله، فقد كان قائداً بمعنى الكلمة، ويتذكر الأشخاص الذين علموا بالقرب منه أنه كان يشعر بالغضب الشديد إذا فعل الموظفون شيئاً لم يعجبه، ولكنه بعد دقائق قليلة يتصرف وكأن شيئاً لم يكن.