يعد السد العاليأحد أهم إنجازات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ، وكان الفيضان قبل بناء السد العالى يغمر مصر، وفي بعض السنوات حين يزيد منسوب الفيضان يؤدي إلى تلف المحاصيل الزراعية وغرقها، وفي سنوات أخرى حين ينخفض منسوبه تقل المياه وتبور الأراضي الزراعية.
السد العالى هو سد مائي على نهر النيل في جنوب مصر ، وترجع فكرة بنائه في المناطق العليا من النيل لخلق بحيرة صناعية من الماء العذب، واتخذ قرار البدء في بنائه عام 1953 وشكلت لجنة لوضع تصميم للمشروع، وفي ديسمبر 1954، تم وضع تصميم للسد العالي بإشراف المهندس المصري موسى عرفة، والدكتور حسن زكي بمساعدة عدد من الشركات العالمية المتخصصة.
وواجهت مصر في ذلك الوقت صعوبة في إيجاد الموارد التي تمكنها من المضي في تنفيذ ذلك المشروع العملاق، ما دفعها للجوء إلى الدول الغربية لمساعدتها من الناحية المالية والفنية والتكنولوجية، التي رفضت تقديم المساعدة لمصر، وظلت الحكومة المصرية تشعر بالقلق بسبب ما تعانيه من مشاكل اقتصادية.
ورفضت الحكومة المصرية الشروط التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالرغم من حاجتها إلى التمويل لاستكمال المشروع لأنها كانت شروطًا تمثل خطورة على مصر، ما أدى إلى سحب الحكومة الأمريكية القرض الذي كانت ستقدمه لبناء السد العالي بحوالى 56 مليون دولار، والحكومة البريطانية القرض الذي كانت ستقدمه بـ15 مليون دولار، كما رفض البنك الدولي منح الحكومة المصرية القرض الذي تم الاتفاق عليه بقيمة 200 مليون دولار، وجاء قرار سحب تمويل السد العالي بداية العداء بين مصر ودول الغرب.
ولجأت الحكومة المصرية لتأميم قناة السويس لتستعيد استثماراتها من دول الخارج وتوفر الموارد اللازمة لبناء السد العالي، ولذلك قررت الحكومة البدء في بناء السد العالي، وتم توقيع اتفاقية في السابع والعشرين من ديسمبر 1958 في القاهرة يقضي بها أن يمد الاتحاد السوفيتي مصر بالمساعدات المالية والاقتصادية لتنفيذ المرحلة الأولى من السد وقبل انتهائها تم الاتفاق مع السودان للانتفاع بفائض النيل، وجاء ذلك قبل البدء في المشروع.
وأصبح نصيب مصر من المياه بعد بناء السد العالي 55.5 مليار متر مكعب، ونصيب السودان 18.5 مليار متر مكعب، والباقي وقدره 10 مليارات متر مكعب تعد الكمية المعروفة للفقد نتيجة التبخر والرشح.
وبدأت الحكومة السوفيتية بعد ذلك الوفاء في وعودها، وكانت المعدات السوفيتية تتدفق على مدينة أسوان بكميات تتزايد مع الوقت منذ أكتوبر 1959، وقد بلغ إجمالي تكاليف إنشاء السد العالى ومحطة الكهرباء في ذلك الوقت نحو 45 مليون جنيه مصري.
ويعد السد العالي من المشروعات الاقتصادية الكبيرة ذات العائد المادي المرتفع مقارنة بالمشروعات العالمية المماثلة له، وصل عائده خلال عشر سنوات منذ بدء إنشائه إلى ما لا يقل عن عشرين ضعفًا مما أنفق عليه، لأنه ساعد كثيرًا في التحكم بتدفق المياه والتخفيف من آثار فيضان النيل.
ويستخدم السد العالي في توليد الكهرباء بمصر، ويبلغ طوله 3600 متر، وعرض القاعدة 980 مترًا، وعرض القمة 40 مترًا، والارتفاع 111 مترًا، أما حجم جسم السد 43 مليون متر مكعب من أسمنت وحديد ومواد أخرى، ويمكن أن يمر خلاله تدفق مائي يصل إلى 11.000 متر مكعب من الماء في الثانية الواحدة، وبدأ بناء السد العالي في عام 1960 وقدرت تكلفته الإجمالية بمليار دولار ثلثها من قبل الاتحاد السوفيتي، وعمل في بناء السد 400 خبير سوفيتي، وأكمل بناؤه في 1968، وثبت آخر 12 مولدا كهربائيًا في 1970، ثم افتتح رسميًا في 15 يناير 1971 والذي أصبح فيما بعد العيد القومي لمحافظة أسوان.
كما أنه تم تصميم السد العالي وفقًا للدراسات والأبحاث ليكون من النوع الركامي ومزود بنواة صماء من الطفلة وستارة رأسية قاطعة للمياه منسوب قاع السد 85 م منسوب قمة السد 196 م، وطول السد عند القمة 3830 م، وطول السد بالمجرى الرئيسي للنيل 520 م، وعرض قاعدة السد 980 م، وعرض السد عند القمة 40 مترا عمق ستارة الحقن الرأسية 170 م.